تـُعدُّ الإنترنت ثورة عالمية تضاهي الثورة الصناعية. وما نراه الآن من استخدام للإنترنت في مختلف مناحي الحياة ما هو إلا قمة الجبل الجليدي الغائر في أعماق المحيط.
والقادم أعظم وأكبر، إذ يتوقع أن يوصف عصرنا بـ عصر الإلكترون المعلوماتي، الذي يتجاوز تصورات جيلنا والأجيال القادمة.
لنأخذ اكتشاف الهاتف ـ على سبيل المثال ـ سوف نجد أنَّ جراهام بيل لم يكن يتخيل أن يصل الهاتف إلى هذه الدرجة من الأهمية للإنسان وأن يستخدم بهذه الطريقة العجيبة، والتي ما زلنا نرى فيها الجديد كل يوم.
بل لقد شهدنا ثورة داخل ثورة الهاتف تتمثل في انتشار استخدام الهواتف النقالة، التي غيّرت إلى حد بعيد علاقة الإنسان بالهاتف من ناحية، وعلاقاته الاجتماعية بكل أبعادها من ناحية أخرى.
فالإنترنت، بيت في الفضاء، مسموح لكل راغب، في بناء حجرته الخاصة ضمن هذا البيت ، بل ربما بناء ملحق، إن جاز التعبير، كامل له يحدِّد هو مساحته ومحتواه، شرط أن يكون هذا البناء بأكمله من زجاج شفاف يطلع عليه مَنْ يرغب في أيّ وقت يريد.
بل إنَّ قيمة هذا البناء تكمن في كثرة زواره ومدى استفادتهم من هذه الزيارة. كما تتميز المواقع (الأبنية) بعضها عن بعض بقدرتها في إغراء الزوار المطلوبين، ليس للزيارة فحسب بل مدى رغبتهم على معاودة الزيارة.
وهنا أشير لجزء يسير من الإنترنت متمثل في WWW مع الأخذ في الاعتبار ما كان يمثل يوماً ما العمود الفقري للإنترنت مثل Gopher, Newsgroups, Email lists, Chat وغيرها من قواعد البيانات، التي كان يدخل عليها المسموح لهم من قبل مدراء تلك القواعد التي عادة ما تكون جزءاً مما تحويه المكتبات الجامعية ومؤسسات البحث من بيانات ومعلومات قيمة.
يقول الأستاذ سعود راشد العنزي ـ باحث كويتي في مجال الحاسوب ـ: لقد شكلت قواعد البيانات في يوم ما أهم أسس الإنترنت قبل أن تتحول إلى ظاهرة عالمية.
ختاماً يمكن القول إنَّ كثيراً من المهتمين بالتقنية المعلوماتية وجدوا في الإنترنت سلوى لهم ووسيلة اتصال وتواصل لا نظير لها، بالغة السرعة والدقة، عالية الجودة والكفاءة، وسهلة المنال.
أ . د / زيد بن محمد الرماني
ــــ المستشار الاقتصادي
وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية