إن المُستقرِئ للتاريخ أو المُبحِر فيه ، سيجد لكل عصر داهية ومعجزة وعبقري ، وآكاد أُجزم إذا كان في عصرنا الحاضر من تجتمع فيه تلك الصفات ، فهو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله - ،وكلماتي هذه ليست مبنية على نسج الخيال ، ولكن وفق حقائق ووقائع وأحداث ، نطلع عليها ثم أنني متأكد كل التأكيد ستوافقني الرأي أيها القارئ ، وستصل لنفس الحقيقة التي وصلت إليها في نهاية المطاف .
رجل ذو هيبة وقوة وعزم ، ومايقوله سيفعله ، رؤية بعيدة المدى وطموح جارف ونظرة ثاقبة ، ويمسك بخيوط الأمور كلها ويسيرها حسب مصلحة دينه ووطنه وشعبه .
قائد محنك يستطيع أن يصل لمبتغاه دون عناء ، وبدون خسائر ، ويوجه الجميع لتحقيق مراده ، ويجدب العالم للوقوف لصفه ، يُقنع يُفحِم يَدُل ويُرشِد ويُوضِح ويُبرهن .
ذكي فطن يعرف من أين يبدأ ، ومتى يبدأ ، وكيف ينتهي ، ولا يخطو خطوة إلا وقد درسها ويعلم إجابياتها وسلبياتها وأين ستأخذه .
هو يعلم تماماً أنه ليس للضعيف في العالم هذا اليوم مكان ، فبحنكة شديدة أخذ مايريد من روسيا والولايات المتحدة ، ليحمي دينه ووطنه وشعبه ، من قطبين متناحرين متنافسين على كل الأصعدة ، ولكن هو وجد حل هذه المعادلة الصعبة ، وجمع النقيضين واستفاد منهما ، وهو يقف على مسافة واحدة بينهما ، وكلاً منهما يرى أنه أقرب إليه من الآخرى وهذا من قمة الدهاء ، وفي الحقيقة ليس لهذا ولا لذلك .
ولقد محى من أذهاننا مقولة أن العرب اتفقوا على أن لا يتفقوا ، وبين بطلانها وزيفها ، فاستطاع جمع دول التحالف لتطهير اليمن من درن المجوس ، وجمع جيوشاً إسلامية لا تجمع بسهولة إلا في الأحلام ، ولكن رأينها عياناً بيانا وحقيقة ، ويقين كالشمس في رابعة النهار في تبوك .
يؤمن بشعبه ويعرف أن هذا الشعب كنز يزخر بالعلم والمعرفة ، ولكن يريدون الفرصة فهاهو يستثمر فيهم ، ويوفر لهم البيئة المناسبة ، ويفتح لهم الآفاق والأبواب التي كانت مغلقة ، وكأن لسان حاله يقول أروني مالديكم .
تمكّن من تكوين علاقات مع دول عدة عظمى ، والتي بدورها لا تكون علاقة إلا مع كبير ، كمحمد بن سلمان وهي لو لم ترى فيها قوة وعظمة ، لما أقدمت تلك الدول على هذه الخطوة .
ووضع شُبّاناً سعوديون في مناصب عالمية ، ويحاول أن يضع آخرون ، سواء في سياسية أورياضية وفي شتى المجالات ، ووجه للمملكة الأنظار وجلب الابهار وصحح المسار .
أينما توجه أو حل وارتحل ، داخل المملكة أو خارجها حطي بالاهتمام والتقدير ، وتعد له المواكب ويستقبله الرؤساء وأصحاب المناصب .
هو لا يسعى لأن يلمع وطنه من الخارج فقط ، وبداخله سوس ينخر من فساد بشتى أنواعه وأشكاله ، وأثبت لنا حقيقة مقولة قد ظنناها على مدار الزمان أنها خيالية ، وليست لها في الواقع مكان ، وهي (القانون فوق الجميع )، فوقعت أسماء كأوراق الشجر ، ظلت عالية ومستمتعه بربيعها على مدار عقود ، ولكن حلّ عليها الحول وفاجأها خريفها ،فتساقطت بعد أن هبة عليها رياح العدل والإنصاف ، واستبشر الجميع بهذه الخطوة ، التي عبر عنها الجميع بقولهم (أضرب الكبير يخشاك الصغير) فكم من مفسدين ارتعدت فرائصهم ، وبلغت قلوبهم الحناجر ، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .
يكلف الأكفاء بمناصب ، ويبحث عن الأجدر ويجرب هذا ويختبر ذاك ، لأنه يريد أن ينهض ببلده ويجعله يلحق بالركب ، فلا مجال لمتخاذل ولا كسول ولا لص ومحسوبية ، وكأن شعاره إما أن تعمل أو تترك المكان لغيرك حتى يعمل .
الوقت عنده له الأهمية القصوى ، يصحح هنا ويوجه هناك على كل الأصعدة وفي جميع الاتجاهات ، ويريد أن تكون المملكة منبراً ومقصداً وعنوناً لكل ماهو متطور ، وحلقة وصل بين القارات .
لا يستغني عن المشورة والرأي ، سواءً من العلماء والمشائج وأصحاب الفكر والعقول ويصغي لهم ويأخذ بآرائهم ، إن أدرك أن الحق معهم ولا يتردد في ذلك بل يسارع ويبادر .
هو محَارب من دول وجهات كثيرة تحاول تقوض طموحاته ومشروعاته ، فمنهم من يرى أنه ببروزه ضياع وفناء لهم ، ولكن وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ .
وبكل صدق فالعبارات السابقة التي ذكرتها تعتبر نظرة مطلع من بعيد ، وقد يخفى علي الكثير والكثير ، ولكن استطعت بالقليل الذي ذكرته أن أثبت نظرية أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله هو داهية هذا العصر ، فكيف لو كُنتُ قد ذكرتُ الكثير واللبيب بالإشارة يفهم..
التعليقات 2
2 pings
زائر
14/04/2018 في 9:21 م[3] رابط التعليق
حفظ الله مليكنا وولي عهده الأمير محمد بن سلمان نعم هذا الرجل يعمل لخدمة دينه و وطنه دون كلل او ملل لا يرضى إلا بعنوان السماء.
حفظه الله ورعاه
شكراً أستاذ نهاري على هذا مقال في فهو في غاية الروعة والجمال
(0)
(0)
زائر
14/04/2018 في 11:44 م[3] رابط التعليق
اهنيك على إختيار هذا اللقب
(0)
(0)