بيشة - سِهام الأكلبي  

سادت حالة من الاستياء والغضب الممزوج بالترقب أوساط الأهالي بمحافظة بيشة جراء التغير الملحوظ في طعم ورائحة مياه الشرب التي تصل منازلهم من محطة تنقية المياه والتي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب بالمحافظة ، حيث لاحظ أهالي المحافظة والقرى التابعة لها وجود روائح كريهة تنبعث من مياه الشرب القادمة من محطة التنقية والتي تعتمد على المياه المخزنة بخزان سد الملك فهد حيث تشير التكهنات إلى أن مياه الصرف الصحي (المعالجة) الجارية مع وادي بيشة منذ سنوات والتي وصلت قبل أشهر عدة لمخزون سد الملك فهد في بيشة، المقام على وادي بيشة، واختلطت بمياهه هي السبب الرئيسي في هذا التغير الحاصل للمياه خاصة وأن صحة بيشة سبق وأن أصدرت تحليلاً يؤكد عدم سلامة المياه الناتجة من محطة تنقية سد الملك فهد .
أهالي المحافظة في بادئ الأمر ظن كل منهم أن المشكلة في خزانات المنازل التي يجمعون بها المياه والتي قد يؤدي طول مكث المياه بها إلى تغير رائحتها بعض الشيء لكن الأمر لم يكن كذلك إذ كان هناك إجماع لدى جميع المواطنين على أن هناك رائحة مجاري تفوح من المياه القادمة من محطة التنقية خاصة بعد قيام العديد من الأهالي بجلب متخصصين في تنظيف خزانات مياه المنازل وتعقيمها واستمرار المشكلة بعد ذلك .
الأهالي قاموا برفع العديد من الشكاوى جراء هذا التغير لكن دون جدوى فالروائح الكريهة ما زالت كما هي والطعم الغير مستساغ كما هو والجهات المسؤولة لا تحرك ساكناً ولا تأخذ خطوات جادة لمعالجة الوضع والاستجابة لاستغاثة الأهالي ، مما دفع العديد منهم للاستغناء عن مياه محطة التنقية واللجوء للمياه الجوفية .
هذا الأمر أثار حفيظة العديد من الأهالي خاصة بعد تعمد الجهات المسؤولة إقرار تحويل كافة مشاريع الصرف الصحي المعالج إلى وادي بيشة لتصب فيه مع العلم الذي لا يخفى على أحد بوجود سد بيشة والذي يستمد أهالي المحافظة مياههم منه عبر محطة التنقية .
هذا وقد طالب العديد من الأهالي بضرورة التحرك الفوري والسريع والوقوف على هذا الأمر قبل أن يؤدي تجاهله والاستهتار به إلى حدوث كارثة بيئية وصحية لا تحمد عقباها ، فكما قيل قديماً “الوقاية خير من العلاج” .