تناقلت العديد من وسائل الاعلام مؤخرا قصة مقام الشيخ (أبو سريع) في محافظة السويس حيث كان الناس يشدون الرحال إليه منذ عشرات السنين من أجل قضاء الحوائج ! بعد ذلك يكتشف هؤلاء المغرر بهم بأن ما يحويه القبر الذي اقيم عليه المقام مجرد رأس من البقر وأن الشيخ أبو سريع لا وجود له ناهيك عن كونه (ساقط) الهوية وايضا المكان ! حقا إن البقر تشابه علينا ! تنتشر مقامات الأولياء الذين لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا فما بالك بجلبه لغيرهم في العديد من الدول الفقيرة والتي تعاني من عدم الاستقرار والجهل والتخلف وهي تتوسع رأسيا وأفقيا وبتشجيع من الحكومات في تلك الدول من أجل العائد المالي وشغل الناس عن السياسة ! بل تجد أن المنظمات الدولية العميلة" تقوم بالدفاع عنها (تراث) عالمي ! من أجل أن تظل الشعوب غارقة في الجهل والتخلف .
غالبا ما تجد المنتفعين من وراء هذه المقامات وسدنتها يقومون بالترويج لها من خلال نشر الحكايات والقصص الخرافية "المضروبة" حول قدرة أصحاب هذه المقامات على جلب الرزق وتحقيق النجاح وعلاج العقم وتزويج العوانس وكل هذا من أجل كسب المزيد من الأتباع عفوا العائد المادي (صندوق النذور) !!
في الماضي كنت تجد ان المنتفع من وراء ذلك هم رجال الدين (الرهبان)
قال تعالى : إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل) .
الحقيقة لقد تراجع دور الرهبان والأحبار في الوقت الحاضر واقتصر دورهم على (شرعنة) ذلك طبعا مقابل أجر معلوم ! ويتصدر المشهد الآن رجال الأعمال حيث أصبحت تقام على هامش هذه المقامات (الأضرحة) اقتصاديات ضخمة (بزنس) !! كما هو حال الاحتفال برأس السنة الميلادية في الغرب والشرق حيث تنفق الأموال الطائلة والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات سنويا على البسط وهز الوسط وارتكاب السبع الموبقات والسفر والهدايا ومن أكبر إلى أصغر شجرة عيد الميلاد . في الوقت الذي يطالب فيه البعض من أبناء جلدتنا بالاحتفال بالمولد النبوي أسوة بالغرب بل تجد من أهل العلم من يحاول تمييع النصوص الدينية من أجل شرعنة ذلك .
يأتي تصريح فرنسيس بابا الفاتيكان الصادم لهؤلاء جميعا والذين يعانون من عقدة الخواجة والهزيمة النفسية (الانبطاح) حيث صرح قائلا : ان الاحتفال بعيد الميلاد (جاهلية) لا وجود لها في الانجيل!! يا إلهي وفي نفس الوقت تجد هناك من أبناء جلدتنا من يريد منا ان نعود إلى الجاهلية الأولى , بل والبعض بدأ يطالب برد الاعتبار للعصر الجاهلي وما يتطلبه ذلك من تمجيد لداحس والغبراء وأبو جهل وأبو لهب جنبا إلى جنب مع أبو بكر وابن الخطاب وعلي وخالد ؟!
حقا نحن في زمن "دفع الضرر فيه مقدم على جلب المنفعة " وان محاربة البدع مهما كانت صغيرة يجب ان لا يستهان بها فهي مثل كرة الثلج التي تكبر مع مرور الوقت حتى تتحول إلى واقع (مسلمات) وتتحول إلى طقوس بل وجزء من العقيدة .