برعاية مساعدة مدير عام التعليم للشؤون التعليمية بمنطقة مكة المكرمة الدكتورة أمنة محمد الغامدي عقدت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة ممثلةً في وحدة تطوير المدارس ملتقى تطوير تحت شعار ( إنجاز وريادة ) وذلك يومي الأربعاء والخميس الموافق ١٤٣٩/٥/٥هـ .نفذته وحدة تطوير المدارس تحت إشراف مديرة الوحدة ناهد القريصي.
استهدف الملتقى ٢٠٠ تربوية من مديرات الإدارات ومديرات المكاتب وقائدات المدارس وذلك بهدف تحقيق تكامل مشترك بين الكيانات الإشرافية في إدارات ومكاتب التعليم وبين الكيانات المتمثلة في وحدة تطوير المدارس ودعم المدارس المطبقة لنموذج تطوير تطوير المدارس والتعاون المشترك مع إدارات ومكاتب التعليم لتطوير أداء مدارس التعليم وتشجيع المبادرات التطويرية النوعية وطرحها .
استهل البرنامج بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم ، تلاه السلام الملكي وأناشيد ترحيبية ، عقب ذلك كلمة مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ محمد بن مهدي الحارثي والذي أبان من خلالها أن أنموذج تطوير المدارس ينطلق من الرؤى المستقبلية التي حددتها الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم في المملكة العربية السعودية والتي تطمح إلى أن تكون المدرسة محور اهتمامها المتعلم وماتوفره له من تعليم عالي وجودة جاذبة ومعززة للتعليم وبيئة تعليمية ومحفزة للإبداع ذات قيادة فاعلية ومعلمين مؤهلين وذات مسؤلية مجتمعية، موضحاً بأن هذا البرنامج يأتي كأحد البرامج الرئيسة في الخطة الاستراتيجية التي وضعت المدرسة منطلقاً في بنائها للتحول من النمط التقليدي المقتصر على التعليم إلى مؤسسة تربوية متعلمة تهيئ بيئة للتعلم يسود فيها ثقافة التعاون والدعم المهني المبني على خبرات تربوية عملية ، وتشجع على المبادرات التربوية النوعية بين منسوبيها سواء كانوا قيادات ، أو معلمين، أو طلبة، وهي بهذا تمثل وحدة التطوير في إحداث تغييرات إيجابية في داخلها وبيئتها من خلال تفعيل الطاقات الكامنة فيها ، وهو ما تم تسميته بأنموذج تطوير المدرسة، عقبها كلمة مساعدة مدير عام التعليم للشؤون التعليمية بمنطقة مكة المكرمة الدكتورة آمنة محمد الغامدي والتي أعربت من خلالها عن بالغ سعادتها وجزيل شكرها وذلك بما شاهدته من تميز بارز وإنجاز متقن وجهود فاعلة من قبل وحدة تطوير المدارس وعلى رأسهم مديرة وحدة تطوير المدارس ناهد القريصي و فريق عملها الرائع ، مبينةً بأن برنامج تطوير يسهم في الارتقاء بالممارسات التربوية في مدارسنا ، كما يساعد في تجويد أداء إدارات التعليم من خلال تأسيس مفهوم المجتمع التعلمي فكراً وممارسة، حيث تشتمل المدرسة على كفاءات بشرية مؤهلة تأهيلاً عالياً في مجالاتهم يمتلكون مجموعة من المهارات والممارسات النوعية التي تسهم في تأهيل الطالبات كي يكن مواطنات صالحات مشاركات في عملية التنمية بإيجابية ومتمكنات من التعامل بوعي مع المتغيرات العالمية ومعطيات العصر لما فيه مصلحتهن ومصلحة وطنهن ومصلحة الانسانية ، موضحةً بأن غاية أنموذج تطوير المدرسة هو تهيئة بيئة تربوية مناسبة بمكوناتها البشرية والمادية والمعنوية لبناء شخصية الطالبة بأبعادها المختلفة : أكاديمياً ، روحياً ، وعقلياً ، واجتماعياً، ونفسياً ، وبدنياً ، وبصورة أكثر تحديداً يتوقع أن تكون مخرجات المدرسة متمثلة في بناء طالبات يتحلين بالقيم الإسلامية معرفةً وسلوكاً داخل المدرسة وخارجها وطالبات منتجات للمعرفة ، قادرات على التعلم مدى الحياة يمتلكن مهارات حياتية ، ويتفاعلن بوعي مع معطياتها و يحققن مستويات تحصيلية وأدائية عالية، متطلعةً أن يجد هذا الأنموذج الطموح طريقه إلى أرض الواقع بشكل نستطيع من خلاله أن تحدث نقلة نوعية في العمليات التعليمية والتربوية في مدارسنا بحيث تتواكب برامجها ومناهجها وبيئاتها وثقافتها التربوية مع التطورات التي تعيشها المملكة العربية السعودية.
فيما أبانت مديرة إدارة الإشراف التربوي لمياء بشاوري بأن الوزارة تبذل جهود تحسينية تطويرية بما ينسجم مع رؤية ٢٠٣٠ ، حيث أن العالم يشهد تحولات عميقة وتحديات ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية وتقنية ، مبينةً أن تطوير المدارس يعد نقلة نوعية وإحدى التحولات في أهم الممارسات التعليمية بصورة متسقة ومتكاملة ، فهي خارطة طريق في إطار منظومة شمولية تطوير مستدام ، موضحةً بأن الإشراف التربوي هو حجر الزاوية في العملية التعليمية بما له من دور بالغ الأهمية لإنجاز الأهداف المتوقعة من النظام التعليمي وهو أحد المحركات الرئيسية في إحداث التطوير وأقوى محفز نحو التكامل ، مشيرةً إلى أن الإشراف التربوي ووحدة تطوير المدارس يشتركان في هدف واحد ألا وهو ( التطوير ).
ومن جانبٍ آخر وضحت مديرة وحدة تطوير المدارس ناهد القريصي بأن برنامج تطوير يعد من أحد المشاريع التطويرية الوطنية الطموحة الذي يقوم بتنفيذه مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام ويهدف إلى الارتقاء بجميع مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية كي تكون مدارس ملائمة لمتطلبات الحياة في القرن الحادي والعشرين قادرة على إعداد النشء والشباب لمستقبل مشرق ومتميز ، مبينةً أن البرنامج يعمل على مساعدة المدارس للقيام بدورها في تزويد الأجيال بجميع المعارف والمهارات وإكسابهم الاتجاهات الإيجابية بكل مهنية واحتراف ، لتحقيق المواطنة الصالحة والصادقة في ابنائنا ، والرفع من فعالياتهم في القدرة على التعامل مع المتغيرات المحلية والعالمية والإسهام في التطوير المتسارع الذي تعيشه المملكة العربية السعودية مع تحقيق المشاركة الإيجابية في معادلة التنمية على كافة الأصعدة ، موضحةً بأن التعليم المتميز يسهم في بناء شخصية المتعلم المتوازنة في بيئة معرفية متطورة وفق جودة عالية ، مشيرةً إلى أن لقاء اليوم هو نتاج رؤية وعمق فكر، وهو ريادة وإنجاز لملتقى مشاريع تطوير والمعرض المصاحب له ، وفيه تحصد ثمار عطاءاتكم المقدمة في الميدان ، معربةً عن فخرها واعتزازها بما رأته من منجزات ، مقدمةً جزيل شكرها لهذه الجهود الجميلةً والمساعي الجبارة والحلم الواسع من أجل الوصول بالمدارس إلى الوجهة المشرفة من النجاح والتميز ، إذ تتجلى فيه القدرات والمهارات والقدرات العالية بكوادرها التعليمية والتربوية بما يحقق التكامل بين الإدارات ومكاتب التعليم ووحدة تطوير المدارس ذلك بهدف تفعيل الشراكة المجتمعية في حل مشكلات التعليم والتعلم .
تضمن الملتقى على عدة محاور متمثلةً في تقديم أوراق عمل من قبل مديرات الإدارات ومديرات المكاتب والتي تستهدف تحقيق التكامل ، تلا ذلك أوراق عمل قائدات المدارس مستهدفةً تفعيل الشراكة المجتمعية في التعليم ، وعرض تقني للمبادرات ونتائج المشاريع التطويرية في مدارس تطوير ومشاركات مقدمة من قبل طالبات المدارس .
في مطلع الجلسة قدمت مديرة إدارة التوجيه والإرشاد الدكتورة عزة الشهري ورقتها بعنوان ( تصور مقترح لتحقيق تنمية مستدامة للمعلم داخل المدرسة لمواجهة التحديات التربوية المعاصرة ) والتي استعرضت من خلالها أبرز ملامح هذا التصور والمتمثلة في الرؤية والرسالة ، منطلقات التصور ،الهدف من التصور ومتطلبات تطبيق التصور . وأشارت بأنه في ظل التطورات والتغيرات العصرية المتلاحقة التي يشهدها العالم اليوم ، والتي انعكست على النظم التربوية والتعليمية أصبح النمو المهني المستدام للمعلم وتطوير أداءه ضرورة أساسية ومن الركائز الرئيسية المساهمة في مسيرة تطوير العملية التعليمية ، حيث شهدت الدراسات والتقارير التربوية أن العقود الأخيرة أظهرت اهتماماً واسعاً بقضية التنمية المهنية المستدامة للمعلم كنهج تربوي يدعم دور المعلم ويؤكد على أهميته في العملية التعليمية ، كما وضحت أهمية التصور المقترح والذي يكمن في كلا الجانبين النظري و التطبيقي ، حيث يهدف إلى تطوير أداء المعلم ويسعى إلى سد الفجوة التي قد تحدث نتيجة الخلل القائم بين الأداء الواقع والأداء المرغوب في ظل رؤية المملكة ٢٠٣٠ والتحول الوطني والمستجدات والتحديات التربوية المعاصرةً، وأبانت بأن التصور يستهدف تطبيق آليات محددة داخل المدرسة لتحقيق نمو مهني مستدام للمعلم في مجال تخصصه وامتلاك مهارات مهنية ومعرفية للتعامل الحضاري مع معطيات وتطورات العصر مع القدرة على المحافظة على الهوية الإسلامية وتعزيز المواطنة الصالحة التي تحقق رؤية المملكة ٢٠٣٠ .
تلاها ورقة عمل مديرة مكتب تعليم شمال مكة حنان بنت محمد العويضي بعنوان(إدارة العمليات وتحقيق التكامل في التعليم) والتي تطرقت فيها إلى مفهوم علم الإدارة والتي تعني مجموعة من القواعد والمباديء العلمية التي تهتم بالاستخدام الأنسب للموارد من قبل الموسسات لتحقيق هدف المؤسسة بأقل جهد ووقت وكلفة ممكنة ، وبينت عناصر إدارة العمليات كما عرفها معهد إدارة العمليات في المملكة المتحدة ، فيما وضحت مميزات إدارة العمليات والمتمثلة في تطبيق الفكر الإداري المعاصر ، تنمية فرق العمل وتطبيق نظم إدارة المعلومات ، التركيز في المجالات ذات القيمة المضافة الأعلى والاتجاه نحو اللامركزية ، مشيرةً إلى أن الكفاءة في إدارة العمليات ماهي إلا إنتاجية يرمز لها بعلاقة المخرجات للمدخلات الممثلة بعناصر العملية الإنتاجية.
فيما استعرضت مديرة مكتب تعليم بحرة نادية بنت مرزوق المولد من خلال فيديو مرئي بعنوان (مدارج التطوير) بينت من خلاله الهدف من الورقة والذي يتمحور حول التكامل بين وحدة التطوير ومكاتب التعليم وتوضيح الطرق المساعدة على صناعة التطوير ووضع الأهداف وبيان طرق تحقيقها وتحويل أهداف التطوير إلى وسائل سهلة التطبيق والبحث عن البدائل والوصول إلى مرحلة التطوير الذاتي ، موضحةً بأن برنامج تطوير المدارس يعد من أهم المشاريع الوزارية الذي يهدف إلى الارتقاء بالمدارس حتى تكون مواكبة لمتطلبات العصر وقادرة على إعداد الطلاب لمستقبل مزهر ذا بناء راسخ محتوي على جميع المعارف والعلوم والمهارات .
بينما قدمت رئيسة شعبة الرياضيات بمكتب تعليم جنوب مكة أشواق بنت غالب الأهدل ورقة عمل بعنوان (الشراكة هدف وتميز) وضحت من خلالها بأن رؤية المملكة ٢٠٣٠ ركزت على كفاءة الأداء ونشره كثقافة عامة منضبطة والاعتماد على مؤشرات القياس كأداة من أدوات الضبط والتوجيه وتقييم الأداء بما يحقق مصداقية وفعالية الأداء وجودة المخرجات التعليمية ، كما هدف برنامج التحول الوطني ٢٠٢٠ في مجال تعليم STEM في المملكة العربية السعودية إلى إتاحة جميع الفرص للأطراف المعنية للعمل معاً من أجل التنسيق والتكامل بين الجهود المبذولة في المبادرات بين قطاعات التعليم المختلفة لتطوير تعليم STEM، حيث سعت شركة تطوير للخدمات التعليمية إلى تحقيق رسالتها وهي ( تمكين الشركاء والمستفيدين من تطوير منظومة تعليمية متميزة عبر الاستثمار الأمثل للخبرات والموارد والشراكات )
هذا وقد سلطت -رائدة النشاط إيمان بنت عبد الله الدبيان من المتوسطة التاسعة عشر – الضوء على (الشراكة المجتمعية ثقافة وصناعة) والتي تهدف إلى توضيح دور الشراكة المجتمعية في حل مشكلات التعليم والتعلم وبيان مفهوم التعلم والتعليم وتوضيح مفهوم الشراكة وأهم المشكلات التي تواجه التعليم والتعلم ودور الشراكة المجتمعية في حل هذه المشكلات وطرح أهم التوصيات المعتمدة على نشر الوعي والثقافة لهذه القضية ، مبينةً بأن التطوير أساس النهوض بالتعليم والتعلم ، فلا تطوير بلا تغيير نحو الأفضل ولاتغيير بلا خطط وأهداف واسترتيجيات.
ومن جهةٍ أخرى قدمت كلاً من قائدة الثانوية الرابعة والعشرون إحسان بنت محمد بازومح والدكتورة كوثر بنت محمد الشريف إضاءةً بعنوان (نحو تفعيل الشراكة المجتمعية في تأهيل الطلبة في المرحلة الثانوية لسوق العمل في ضوء التحول الوطني) والتي وضحتا من خلالها بأن هناك العديد من الأبحاث والدراسات قامت حول دور الشراكة المجتمعية في التعليم من عدة جوانب ، وأكدت أن الشراكة المجتمعية تسهم في تطوير التعليم ومعالجة مشكلاته ، وكشفت العديد من الدراسات أن أهم المجالات التي يمكن أن تتم في الشراكة هي تقديم التعليم والتمويل والتدريب وغيرها ، مبينتا أنه من المشكلات التي يعاني منها التعليم في العصر الحالي هي وجود فجوة كبيرة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل ، وهنا يظهر عنصر الشراكة المجتمعية كوسيلة فعالة وقوية لسد هذه الفجوة بما يقدمه من خدمات تدريبية وتمويلية للطلبة لبناء مشاريعهم وتفهم مستقبلهم الوظيفي ، مسلطتا الضوء على أهداف البحث والمتمثلة في بيان الشراكة المجتمعية المطلوبة من قبل أفراد ومؤسسات المجتمع لتأهيل الطلبة في المرحلة الثانوية لسوق العمل وتقديم تصور مقترح للاستفادة من الشراكة المجتمعية في بناء اتجاهات إيجابية نحو العمل المهني وفي تقديم التدريب والتأهيل المناسب للطالب.
وفي ختام الملتقى تم تكريم المشاركات بالملتقى من مديرات الإدارات ومديرات المكاتب وقائدات المدارس ، ثم توجهت مساعدة مدير عام التعليم للشؤون التعليمية بمنطقة مكة المكرمة الدكتورة أمنة محمد الغامدي والحضور الكريم لتدشين المعرض المصاحب للملتقى والاطلاع على المشاريع التطويرية لمدارس تطوير .