يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ أَنَّ الثَّلَاثِين عَام الَّتِي مَضَت ، عَاشَت الْمَمْلَكَة صَحْوِه دِينِيَّة بِدُون تَرْشِيد أَو مُرَاقَبَة ، وَكَانَ الْغَالِبُ فِيهَا هُوَ الْأَخْذ بِسَدِّ الذَّرَائِع وَالْمُبَالَغَة بِأَحْكَام التَّحْرِيمِ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٌ ، وَفَتَحَ الْبَاب لِكُلٍّ مَنْ هَبَّ وَدَبّ بِالْفَتْوَى وَاعْتِلاَء الْمَنَابِر بِدُون تَقْنِين وَمُتَابَعَة مِمَّا نَتَجَ عَنْ ذَلِكَ ظُهُور مَنْ أَسَاء لِلْوَطَن وللمجتمع ، مِن تَهْيِيج وَتَكْفِير وتفجير وَأَصْبَح الْمُجْتَمِعُ فِي حَالَة تُوتِر وصراع وَعَدَم وُضُوح فِيمَا يَسْمَع وَفِي مَا يَرَى عَلَى أَرْض الْوَاقِع .
وَلَا نُنْكِر بِأَنَّهُ كَانَ مِن إِيجَابِيَّاتٌ الصحوة الْقَضَاءِ عَلَى الْبِدَع والخرافات الَّتِي كَانَت مُنْتَشِرَة فِي بَعْضِ الْمَنَاطِق ، وتنوير النَّاس لِأُمُور دِينِهِم وعلاقتهم بِرَبّ الْعِبَاد وَلَكِن أهملو العَلاَقَات بَيْنَ الْعِبَاد وضوابطها ، حَتَّى صَار الْهَيْكَل وَالْمُنْظَر الْخَارِجِيّ لِلشَّخْص هُو مايميزه فِي الْمُجْتَمَع متناسين الْفِكْر الرَّاقِي وَالثَّقَافَة وَالِاعْتِدَال والوسطية .
وَالْآن وَبَعْدَ إنْ تَوَقَّفَت هَذِهِ الْمَرْحَلَة بِخَيْرِهَا وَشَرُّهَا ، وبدأنا مَرْحَلَة الِإنْفِتَاح عَلَى الْعَالَمِ كَمَا يُسَمُّونَهَا ، فَلَا بد أَنْ يَنْتَبِه الْمَسْئُولِين وَالْمُجْتَمَع بِأَنْ لَا نكرر نَفْس الأَخْطَاء الَّتِي حَصَلَت مَع مَرْحَلَة الصحوة ، وَأَنْ يَكُونَ هُنَاك إنْضِبَاط ومراقبة وَفَرْض القَانُون وَتَطْبِيقِه لِلْحَدِّ مِن الِإنْفِتَاح الْجَائِر الَّذِي لَا يَلِيق بِنَا كمجتمع سَعُودِي مُسْلِم نَعيش فِي أَطْهُر بِلَاد الدُّنْيَا .
فَالدَّوْلَة حَفِظَهَا اللَّه أَعْطَت الْحُرِّيَّة للمواطن بِأَن يَعِيش حَيَاتِه بِدُون وَصِيٌّ ، عَلَى أَنْ يَقْدِرْ هَذَا وَيَتَصَرَّف بالتصرفات الَّتِي لَا تَخَدَّش الْحَيَاء و لَا تُخَالِف شَرَعَ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّه الَّتِي هِي التَّشْرِيع الأسَاسِيّ لِهَذِهِ الْبِلَاد ، نَعَمْ يَجِبُ أَنْ لَا نكرر الأَخْطَاء الَّتِي مَرَّتْ بِنَا فِي مَرْحَلَة الصحوه مِن انْفِلَات غَيْر مَدْرُوس وَعَدَم مُرَاقَبَة ، وَإِن يُحَافِظ الْجَمِيعِ عَلَى ثوابتنا وعقيدتنا وَإِن يُدْرِكُوا أَنَّ خَيْر الْأُمُورِ أَوْسَطُهَا وَإِن نَكُون عَلَى قَدْرٍ كَبِيرٍ مِن المسئولية كُلٍّ فِيمَا يَخُصُّه ،
ابْتِدَاءً مِن الْأَسِرَّة فِي الْبَيْت وَالْعَمَل وَالْمَسْجِد وَالْمَدْرَسَة وَالتَّنَاصُح فِيمَا بَيْنَنَا ، لِكَي نَعيش هَذِهِ الْمَرْحَلَة بإنضباط وَانْسِجَام مَع ماتخطط لَه دولتنا الرَّشِيدَة مِن نَبَذ للتطرف وَالْإِرْهَاب ، وَإتِّخَاذ الوسطية مَنْهَج وَالتَّمَسُّك بشريعتنا السَّمْحَة وبتقاليدنا وعاداتنا الْمُشَرَّفَة كمجتمع سَعُودِي مُسْلِم .
التعليقات 1
1 pings
زائر
14/02/2018 في 7:41 م[3] رابط التعليق
كلام درر .لا ننسى ما قمت
به من جهد تجاه وطننا الغالي .كثر الله من امثالك ابو فراج .نسأل الله التوفيق والسداد
لجميع اركانات دولتنا الغاليه ويكفينا شر الاشرار
(0)
(0)