المساجد أعظم بقاع الأرض ، وذلك أن الله أضافها ألى نفسه إضافة تشريف وتعظيم ، فقال تعالى ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) .
ووعد عباده القائمين عليها بعمارتها بأن يجعلهم من المهتدين ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخش إلاالله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ).
وإذا تأملنا أمر المسجد نجد أن أمره من قواعد الإسلام ، إذ بالمسجد تقام الصلوات جماعة ، والدروس فيها ومجالس العلم تعقد ، فصار وجوده مما يعطي الإسلام مكانته .
والله تعالى جعل لمساجده فضائل ، أنه سبحانه وتعلى جعل للذاكرين له فيها هم رجال يوفون ماعاهدو يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ، ليجزيهم أحسن ماعملوا ، ويزيدهم من فصله .
وفي يوم القيامة مع شدة العذاب ، جعل المولى من السبعة الذين يظلهم بظله يوم لأظل إلا ظله رجل قلبه معلق بالمساجد ، أي قلبه مشتاق إلى المساجد بعمارتها ونظافتها وتهيئتها تهيئة تليق بمقامها، والحرص على إحياء رسالتها من صلاة وأذكار .
وقد قدم لنا النبي صلى الله عليه وسلم درسا عندهجرته إلى المدينة أن أول عمل عمله قام ببناء مسجده الشريف ، ليكون مأوى أفئدة المؤمنين من صلاة ودروس، وقبله إبراهيم الخليل عليه السلام لما أسكنه الله مكة أمره ببناء بيته الحرام للطائفين والعاكفين والركع السجود، وجعل الله بعض المساجد من الأماكن التي تشد إليها الرحال على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم ( لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، مسجدي هذا ، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى) .
والذين يمنعون إقامة المساجد والسعي في خرابها ان لهم خزي في الحياة الدنيا ، وفي الآخرة لهم عذاب عظيم .
والمساجد تمويلها وتسيير امرها يختلف حسب الأحوال والظروف والأماكن ، فبعض البلدان لها وزرارت تقوم بالإشراف على البناء والإنفاق عليها بالأثاث والتكاليف من إمامة وغيرها ، وبعض البلدان يقوم متطوعون بالبناء ويشرفون عليها بتسيير الأمور فيها من أجرة إمام وغير ذلك.
ولكن بعد انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف في الآونة الأخيرة ، وظهر فتيان السوء بالتشدد والإعتداء على الناس جميعا ، بالتأثر بدروس وفتاوى من ليسوا مؤهلين بذلك ، صارت المساجد موضع الإتهام من نمو الإرهاب ، مما أدى إلى إغلاق بعض الدول مساجد الإتهام خوفا من المعتدين الآثمين الذين لايفرقون بين مسجد وغيره.
والمسجد بريئ لأنه مكان طاهر نظيف ، من دخله كان آمنا ، يشعر بالسعادة النفسية ، بعيدا عن الأمراض القلبية .
بقلم/ مشعل أبا الودع الحربي