شَرَعَتْ صياهد الدهناء -التي لطالما عُرِفَتْ بوصفها وجهة لملوك السعودية- فضاءاتها منذ مطلع يناير، لهواة التراث والإبل من زوّار وسيّاح، ليعيشوا متعة الترفيه والإثراء من خلال منصات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في موسمه الثاني. مساحات للتخييم في متنـزَّه تعاليل على إطلالة تُحاذي مخيم الترفيه، تُتاح للزوّار من الشباب والعائلات في عطلة نهاية الأسبوع، وإجازة منتصف العام، بمختلف المساحات، ومجهزة بأحدث الاحتياجات، كما يوضح المتحدث الرسمي باسم المهرجان سلطان البقمي.
وعلى امتداد الرمال تسير قوافل الدهناء محمَّلة بالبضائع، تُحاكي تأثير الإبل في المسيرات الوطنية والمجتمعية بشكل يعطي تصورًا واضحًا عما تعنيه الإبل عند العرب في جميع المناسبات والأوقات كما يبين البقمي، مضيفًا أنها تُبرز انسجام الإبل مع الأحداث المختلفة التي تمر بالإنسان.
ويذكر مدير المركز السعودي لنُظُم المعلومات الجغرافية التاريخية بدارة الملك عبد العزيز الدكتور عبد الله بن ناصر الوليعي أنَّ الرحلات الملكية إلى نواحي المهرجان تتابعتْ منذ عهد المؤسس، حيث توجّه إليها الملك عبدالعزيز –يرحمه الله- ست مرات، ويبين أيضًا أنَّ موقع المهرجان ليس بعيدًا عن روضة التنهات، وروضة خريم، اللتين سميتا برياض الملوك، لزيارات جلالة الملك عبدالعزيز لها في أيام جودة الربيع، وتبعه أبناؤه بالتنزه فيها.
ويوضح الوليعي في عمله التوثيقي “مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في صياهد الدهناء .. المكان والتاريخ” أنَّ صياهد الدهناء فرشات من الرمال تقع أمام عروقها تتخذ أسماء محلية خاصة بها يجمعها اسم جامع مثل صياهد رماح وصياهد الرمحية، كما يحيط بها صيهد منيف، وصيهد أبو يدية، وصيهد حمدان، وصيهد عويّد، وصيهد حميّدة، وصيهد السامر.
وقد طبعت دارة الملك عبدالعزيز كتاب الوليعي مصاحبًا لتنظيم المهرجان محتويًا على 158 صفحة، قَدمتْ معلومات زاخرة عن موقع المهرجان وأسماء بعض المعالم حوله وكونه ملتقى دروب القوافل ومنطلق جيوش توحيد المملكة، ساردًا ما ذكرته المصادر التاريخية عن بيئة الموقع، والمناخ والتكوين الجيولوجي والتضاريس وغيرها، كما احتوى على توصيف للرحلات الملكية ومخيم الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- وتوثيق عن المهرجان والرعاية الملكية له مع ملحق للصور وفعاليات المهرجان.