ربما لم يكن لدينا سيارات تحلق (أو ربما نحن على صدد القيام بذلك )،ولما لا ونحنُ نستيقظ على كم هائل من الاختراعات والابتكارات وخصوصاً فيما يتعلق بالطب والتكنولوجيا .
ماذا لو قلت لك أنه قبل بضعة أسابيع فقط، تم إجراء أول عملية زرع رأس ناجحة على البشر؟ أو أنك يمكن أن تقوم بتغيير الحمض النووي الخاص بك مع لقاح خاص؟ أو أنه يمكن توسيع الذاكرة الخاصة بك عن طريق زرع الالكترونيات في الدماغ؟
هذا التقدم المفاجئ فى المعرفة او التقنية يقدم لنا لمحة إلى المستقبل الذي سيكون مشرق ومرعب على حد سواء.
هناك رجل يدعى جوسيا زاينر، في مؤتمر
للتكنولوجيا الحيوية في سان فرانسيسكو في أوائل أكتوبر، ذكر انه حقن نفسه مع خليط يحتوي على جزيء يعطل الجين المسؤول عن تثبيط نمو العضلات.
وقال "هذا سيعدل جيناتي العضليه ليعطيني عضلات أكبر". ويعتمد على تقنية CRISPRمختصرة من الانجليزية: clustered regularly interspaced short palindromic repeats وتعني التكرارات العنقودية المتناوبة منتظمة التباعد وهذا يعمل عن طريق قص ونسخ واستبدال أجزاءٍ من الحمض النووي واستخدامه لإغراض مختلفة منفّذين ذلك فعليًا على أيّ حمضٍ نووي يريدونه.
بالنسبة للبعض، العلاج الجيني ليس هو الجواب. قد يكون المرض قد تقدم بشكل لايمكن السيطرة عليه ودمر الجسم. في مثل هذه الحالات، البعض يلجاء للعلاج التلطيفي ويبداء بتقدير كل دقيقه باقيه في حياته .وهنا ربما يبداء بالتفكير في زراعة رأسه في جسم انسان اخر
هذا يبدو وكأنه شيء من الخيال العلمي أو رواية رعب، ولكن هذا بالضبط ما يحاول الطبيب الإيطالي سيرجيو كانافيرو لتحقيقه. هدفه هو توفير هذا الخيار للأشخاص الذين قد لايكون لديهم خيارات اخرى. كان كانافيرو يعمل على ذلك لفترة من الوقت، مع نتائج مشكوك فيها.
في عام 2015، أعلن هذا الجراح الإيطالي المثير للجدل أن زرع الرأس البشري يمكن أن يكون ممكنا. وتبع ذلك سلسلة من العمليات الجراحية التي قام خلالها بزرع رأس قرد لجسد قرد آخر (دون ربط العمود الفقري)، ثم بعض الإجراءات الأخرى على الحيوانات الأخرى (كلاب وفئران)، حيث يدعي أنه قد أرفق النخاع الشوكي.
ومع ذلك، فإن الأوراق التي توثق مغامراته العلمية تفتقر إلى تفاصيل مهمه، الأمر الذي جعل المجتمع العلمي متشككا. ادعائه الأخير هو أن يستخدم رأس جثة انسان إلى جسم اخر. (كل من الرأس والجسم بلا حياة)،
ولكن ماذا لو تم تطبيقها على شخص حي وليست جثه هامدة !
رغم هذا المجتمع الطبي قد حذر من أن المريض يمكن
أن يخضع لشيء "أسوأ بكثير من الموت"، على سبيل المثال، محذرا من أن المريض سيخضع لمعاناة مروعة عندما يتكيف مع جسده الجديد.
وقال كانافيرو انه وجد متطوعا (مريض لم يذكر اسمه من الصين) من المفترض أن يبقى في غيبوبة يسببها المخدر، في حين كانافيرو وفريقه يقومون بفصل رأسه عن عنقه وإرفاقه إلى الشخص الاخر في 24 ساعة من خلال عملية محفوفة بالمخاطر لم يسبق تنفيذها.
قد تكلف العملية المريض حياته، أو، ربما تنجح من شأنها خلق إمكانيات جديدة في العلوم والتكنولوجيا والطب. بل إن تجربته يمكن أن توفر رؤى لا تقدر بثمن يمكن استخدامها في وقت لاحق لخلق انسان -ألي - الناس الذين هم فقط الأجزاء البشرية منهم هي رؤوسهم، مصحوبه بجسم صناعي .
برأيي انه هناك جانب أكثر قتامة لهذا الحدث يمكن أن يفتح الأبواب لطرق جديدة للاستغلال البشري والاتجار بالجسم.
وأخيرا، هناك محطة أخرى وهي تحسين ذاكرة الانسان هي "الذاكره الصناعيه"، وهي عبارة عن جهاز يتألف من أقطاب كهربائية يمكن أن تحاكي العمليات في الدماغ البشري عندما تقوم بعمليات الذاكره .
وبعد إجراء الاختبارات، وجد الباحثون أن موضوعات الاختبار المجهزة بالجهاز قد حسنت أدائهم في اختبارات الذاكرة بنسبة 30 في المائة.
يرسل الطرف الاصطناعي تفريغ إلكتروني صغير من خلال عدد من المناطق في الحصين، مركز الذاكرة في الدماغ. هذا هو ما يفعله الدماغ البشري من تلقاء نفسه: عندمايتلقى محفز من العالم الخارجي، الدماغ يستجيب مع سلسلة من النبضات الإلكترونية. كما أنها تمر عبر hippocampus او بالعربيه الحصين،
الجهاز لا يزال في المراحل الأولى من التنمية، ولكن عندما يصل الى مرحلة الكمال يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من الخرف، الزهايمر وغيرها من اضطرابات الذاكرة. ويقول الباحثون أنه يمكن أيضا أن يستخدم لتعزيز أنشطة الدماغ الأخرى مثل الرؤية أو الحركة، أو "بصمة" ذكريات جديدة على الدماغ، على غرار الطريقة التي تم القيام بها في الخيال العلمي الكلاسيكية "the matrix”
في النهايه هل هناك شيء مشترك بين عمليات زرع الرأس، وزرع الدماغ و الربط الجيني؟ هل هي علامات مبكرة لمستقبل وهمي تسوده الفوضى ، ام انها علامات لعهد جديد من الازدهار وزيادة العمر وتحسين الجنس البشري !