أضواء الوطن ـ نسرين أبو الجدايل :  

مجموعة الاختبارات الطبية يلجأ إليها الطبيب المعالج كي يتمكن من تشخيص الحالة ، وكثيراً من المرضى المراجعين ينزعجون من إجراء التحاليل الطبية لعدة أسباب نذكر منها : الخوف ؛ كمية الدم المسحوبة أو طريقة أخذ العينة ؛ الألم ؛ وأسباب عديدة أخرى قد تكون نادرة أو منقولة عن تجارب الآخرين وقد تكون مبالغ في مصداقيتها أو لم تحدث أصلاً وليس لها أي أساس من الصحة .
وهنا يحتاج الأمر كي تتضح الصورة بشكل طبي وعلمي ممنهج لعلها تصل إلى الجميع ، بداية يتوجب على الجميع أن يعرف أن الفحوصات المخبرية متنوعة وليست فحوصات دم دائماً
فهنالك فحوصات تتم بأخذ عينات من الشعر والأظافر والبول واللعاب والعظام وخزعات نسيجية تؤخذ تحت التخدير والتعقيم الموضعي ، وأيضاً عينات من المني والبراز وتشريح الأنسجة بعد استئصالها من العمليات كاللوز والثدي والأعصاب أو العضلات وأخرى من النخاع أو تجويف البطن أو السائل المحيط بالركبة أو الجنين وغيرها الكثير والكثير من العينات التي يطلب الطبيب إجراؤها ، فكل من هذه التحاليل والعينات يتم إجراؤها في المختبر المختص حيث أن أقسام المختبرات عديدة لكل منها اختصاصاً محدداً يتم على أساسه إجراء التحليل .
فهنالك مختبرات مختصة بالكشف عن السموم والمخدارت والأدوية وأخرى عن الجينات والوراثة وأخرى عن المناعة والأمصال وأخرى عن البكتيريا والفيروسات و الطفيليات وأخرى عن أمراض الدم والهرمونات وكيمياء الجسم والأنسجة والكشف عن فصيلة الدم وتطابقها مع فصائل أخرى لتوفير أكياس دم متوافقة أثناء عملية نقل الدم في العمليات أو في حالات النزيف وتعويض الجسم عن الدم المفقود وغيرها الكثير والكثير من التخصصات ، لكل تحليل مما سبق آلية مختصة في إعداده بدءاً من أخذ العينة حتى الانتهاء من إجراء التحليل واعتماد النتائج.
والهدف الرئيسي من إجراء هذه التحاليل هو الاطمئنان على صحة المريض والتأكد من سلامة الأعضاء ووظائفها وخلو الجسم من الالتهابات والسرطانات وغيرها من الأمراض ومساعدة المريض في العلاج والتماثل للشفاء بإذن الله ، وقد يعتقد البعض أن عملية سحب الدم صعبة أو معقدة وهذا غير صحيح في المطلق فغالباً عملية سحب عينة الدم تكون في منتهى اليسر والسهولة حيث يقوم أخصائي المختبر أو أخصائي سحب الدم أو الممرضة المختصة بتحديد مكان الوريد الأوضح والأقل ألماً ومعرفة حجمه واتجاهه ليتم بعدها استخدام مقاس إبرة مناسبة حيث أنه تتوفر عدة مقاسات وتقنيات لسحب الدم كما توضح الصورة أ ثم التوجه إلى الوريد مباشرة بعد تعقيم المنطقة ليتم بعدها سحب كميات الدم المطلوبة لإجراء التحليل ، وغالباً كمية الدم المسحوبة لا تتجاوز الـ 10 سم فتعتبر قليلة جداً بالنسبة لإجمالي مستوى الدم في الجسم أو إذا ما تم مقارنتها بكميات الدم المسحوبة أثناء التبرع بالدم.
حيث تعتمد هذه الكمية على حسب عدد التحاليل المطلوبة ومتطلبات كل تحليل حيث يتم توزيع هذا الدم في أنابيب اختبار خاصة بالتحاليل أو ما يطلق عليه العامة بالبراويز حيث أن كل أنبوب يحتوي على مادة كيميائية معينة تحافظ على سيولة الدم وتحفظه بشكل خاص أو تحتوي على عوامل تجلط تساعد الدم على أن يتجلط بسهولة كي يتم فصله وإجراء التحليل المطلوب.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الأنابيب لها عدة ألوان كل لون منها يدل على نوعية المادة الكيميائية التي يحتويها وهي متعارف عليها دولياً وبالتالي كل أخصائيي المختبرات يتعرفون عليها بكل يسر وسهولة من خلال لونها ولون أغطيتها كما هو موضح في الصورة ب ، بالإضافة إلى أن هنالك نسبة وتناسب بين هذه المواد الكيميائية وكمية الدم المسحوبة في كل أنبوب حيث أن كل أنبوب محدد بإشارة أو خط معين يجب ألا تتجاوزه كمية الدم المسحوبة كما تبين الصورة ج لأن تجاوزه سواء بالأقل أو الأكثر يعد خطأ فادح في صحة ودقة النتيجة .
ولا تتطلب التحاليل الطبية الروتينية أي تحضيرات مسبقاً ولكن بعض التحاليل تتطلب اشتراطات معينة يتوجب على المريض إتباعها بدقة كي نصل إلى نتائج صحيحة تمكنه من رسم الخطة العلاجية مع طبيبه بشكل صحيح فبعضها يتطلب صيام عدد ساعات معين يفترض ألا يتجاوزه المريض بلا زيادة أو نقصان وتحاليل أخرى مرتبطة بأخذ علاج معين قبل أو بعد إجراء التحاليل وتحاليل أخرى تتطلب تجنب الجماع لمدة معينة وأخرى يتطلب إجراؤها في فترة الحيض أو في أحد أشهر الحمل وبناء على هذا فإن مصداقية المريض تلعب دوراً أساسياً ومهماً في إجراء التحاليل الطبية وتؤثر أيضاً في صحة ودقة النتائج.
وبعض التحاليل يتم إجراؤها بشكل يومي وبعضها لا فقد يتطلب تحضيرات معينة وخاصة لذلك تأخذ النتائج وقتاً طويلاً حتى تظهر ربما يفوق الأسبوع أو الشهر وبعض النتائج تتطلب تقنيات حساسة وخاصة كتحاليل الجينات والمزارع وتقنيات الفصل المعقدة للتأكد من وجود بعض الفيروسات في الجسم لذلك يتوجب على المريض قبل أن يأخذ موعد مع الطبيب المعالج أن يتأكد من جاهزية نتائج التحاليل .
ومن الطبيعي أن يشعر المريض بوخزة الإبرة هذا الألم طبيعي ومؤقت ويزول فور الانتهاء من عملية سحب الدم أو بعد دخول الإبرة في الوريد ، كما ان ألم الإبرة ليس قاتل وباستطاعة الجميع أن يتحمله عدا بعض الحالات الصعبة في الأطفال أو الأوردة الصغيرة نظراً لضعف الأوردة وقد يتطلب الأمر إعادة عملية سحب الدم لأن الأوردة لم تساعد في استكمال عملية سحب الكمية المطلوبة بشكل جيد وقد يتطلب الأمر استدعاء طبيب التخدير ليتمكن من أخذ العينة بتقنية خاصة ، وقد يصاحب بعض المرضى الشعور بالدوران والدوخة والرغبة في القيء أو غيرها من الأعراض المؤقتة وهذه أعراض نادرة ما تحدث وقد تكون تهيئات بسبب تجارب الآخرين فجميع هذه الأعراض تؤخذ بعين الاعتبار حيث أن الفريق الطبي في المختبر جاهز لإسعاف المريض في أي لحظة .
كما أنه في بعض الحالات قد يصاب مكان الوخز بكدمات أو انتفاخات لأسباب عديدة ويمكن تدارك الأمر باستخدام كمادات باردة لعدة دقائق ، أخيراً وليس آخراً نسأل الله السلامة للجميع.