عادة تعودنا عليها، هي بلا شك دنيئة وغاية في الدناءة، ومفجعة ومرعبة للأغلب، كثر السماع بها والحديث عنها، مللنا من رؤيتها، حتى أصبحت جزءا من حياتنا، فلا نفكر بها بسبب أننا تعودنا عليها ..
هل سمعتم يوما ما بفقد قريب وحبيب ..؟
نعم بلا شك ولا غبار على ذلك، لكن هل تعلم أن هذه العادة هي الجزء الأكبر لفقد هؤلاء ..؟!
كن معي قليلا ..
رجل خرج ليتمتع مع أسرته بنزهة ولَم يعد، وآخر ذهب مع أصحابه لمكان قريب ولَم يعلم به احد الا والكفن معه، وآخر خرج ليقضي حاجة من محل قريب من منزله فسمعوا به أهل بيته يصرخ متألما، وهلما جرًّا ..
نعم هي مقدرة بقدرة الله، ولكن هناك أسباب واحتياطات لابد لنا أخذها، فمثل هذه القصص كثيرة نستفيد منها لتنوعها، لكن لا يوجد معتبر ولا مفكر، قال الله تعالى:( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة .. ) ..
فالسيارات نعمة كبيرة انعم الله علينا بها، وقد جعلتنا نرتاح كثيرا من عناء وشقاء الأسفار، لأنها توصل بِنَا الى البقعة التي نريدها في اي وقت وحين ..
والهواتف الذكية أيضا نعمة من رب الأرباب ومسبب الأسباب، فهي توصلنا الى أبعد مكان في الأرض في ثوان قليلة، وهي التي تجعلنا نصل الرحم، ونسأل عن أحوال البعض، وتفيدنا في أشياء جمة، فلا نهلك أنفسنا ونجعل هذه الأشياء نقمة بعد أن كانت نعمة، وذلك بتهاوننا وضياعنا لأنفسنا، وعدم خشيتنا من الله، والله المستعان ..
نسمع كثيرا بحوادث المرور بشتى أنواعها، لكن النوع الذي يُحزِن الأغلب من الناس، هو استخدام الهاتف اثناء القيادة، لأنه بإمكانك تأجيل استخدامه في وقت لاحق، وان كنت مضطرا فقف بجانب الطريق ثم اقضِ حاجتك، أمّا أن تحول فرحة أمك الى حزن يستمر معها سنين طويلة، او تحرم ابوك من حبه واهتمامه بك ويبقى حزينا لفترة طويلة لفقدك في حادث مروع، وأن تجعل من حولك ينصدمون ويفقدون وجودك فجأة، فهذه هي الكارثة الحقيقية ..
ألم تعلم بأن هناك من ينتظر عودتك سالما معافى ..!
هناك من يتمنى الجلوس معك بعد عودتك، وهناك من يريد رؤية الابتسامة على شفتاك، وهناك الكم الكثير من الناس يتمنون وجودك في هذه الحياة، وقبلهم انت بنفسك عليك أن تتمنى العيش والمضي قدما في هذه الدنيا ..
لذا كن فطنا في تصرفاتك، وكن ذكيا في استخدامك لكل النعم التي تحيط بك، واحمد الله عليها واسأله العفو والعافية والزيادة..
إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد
فرب العباد سريع النقم..