يلتمس صديقي لي العذر بعد أن جرح مشاعري !
يُخفي الكثير منا المشاعر تجاه الحياة وتُحمل هذه المشاعر في أنفسنا وتظل تسكنها وتشغل عقولنا طوال الوقت. إنها ناتجة عن ردة فعلنا تجاه أمرٍ ما إيجابي أو سلبي .. فهل هناك من يحترم كل هذه المشاعر ؟!
تتنوع المشاعر بذاتها إلى فرح ، حزن ، خوف ، مفاجأة ،أو أي ردة فعل تجاه موقف حياتي ،فقول مشاعري تجاه أمر معين يُعنى به الموقف الذي صُنع في دماغ الإنسان تجاه هذا الأمر . يتحكم هذا الأمر في صنع مشاعر إيجابية أو سلبية ،وعلى منطلق التدليل " يجلس أربعة أصدقاء على مائدةٍ من الطعام ويدور الحديث في الوقت نفسه عن حياتهم الجامعية والمحصلات العلمية والعلامات الدراسية والكل منهم يتحدث عن مشاعره(موقفه) تجاه مادة الفيزياء مثلاً ومن الطبيعي كل واحدٍ منهم يتحدث عن موقفه مع هذا العلم ،ماذا لو أتت كل المشاعر إيجابية إلا من واحدٍ منهم فتضيق الحياة من أمامه بسبب علاماته المتدنية مثلاً ، وأصدقاءه يُكثرون الحديث عن هذه المادة من العلم وهو مُحرج من نفسه ومن مشاعره . لنقيس هذا التدليل على جلسات عديدة وتعاملاتنا مع الآخرين. إذا كانوا هؤلاء الأصدقاء يعلمون بضعف صديقهم ومع ذلك يُكثرون الكلام بإنجازاتهم مع الفيزياء فهذه حماقة ! لماذا ؟
الأمر لايقتصر فقط على عدم احترام موقف صديقهم بل بجرح وقتل مشاعره .
مراعاة مشاعر الآخرين ، كيف نحققها ؟!
أمر الله تعالى نبيه محمد (ص) بالرفق واللين في القول فقال سبحانه : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
وحرص الإسلام على إسعاد الناس وصلاحهم لا لإكراههم وقهرهم ، حتى في الأحكام الشرعية توجد مراعاة لشعور واحسايس البشر ! والإنسان بطبعه صاحب مشاعر حساسة لما يملك من مشاعر ومواقف في دماغه .
و هناك ما يسمى بأدب التغافل أو الإغضاء عن هفوات الناس كنوع من مراعاة المشاعر والأحاسيس. وهذا أمر في غاية الأهمية لأن البحث عن اخطاء وهفوات الإنسان أمر في غاية السوء .
وماذا عن الضعفاء وذوي الحاجات ؟!
يعيش بيننا الكثير مِنْ مَنْ يحملون ضعف او احتياج معين وعلينا ان نتلمس هذا الضعف أو الإحتياج ونراعي احساسيهم ومشاعرهم تجاه أي نقص لديهم ، يجب علينا دعمهم وعدم ذكر مايجرحهم عاطفياً
ختاماً، مراعاة مشاعر الآخرين خُلق رائع يجب أن ينمو بشكل أروع في اوساطنا المجتمعية ف فالكل منا يحمل احساس تجاه أمر معين ، والمراعاة هذه فعلاً تُعبِّر عن منهج إنساني راقي وحتى منهج عاطفي تجاه الآخرين
الكاتبة صالحة السريحي: