عقدت أمانة المنطقة الشرقية اليوم الأربعاء الموافق 26/2/1439هـ، ولمدة يومين ورشة عمل بعنوان (الرؤية العمرانية الشاملة لحاضرة الدمام) في فندق الشيراتون بمدينة الدمام وذلك برعاية معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، والتي تأتي بالتعاون مع برنامج “مستقبل المدن السعودية” والذي تعمل عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بوكالة تخطيط المدن بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ( الموئل ) وبمشاركة أمانة المنطقة الشرقية، وكافة الجهات الفاعلة على مستوى المدينة بهدف وضع رؤية متكاملة لكل مدينة من المدن المعني بها البرنامج والتي تتوافق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030م وبرنامج التحول الوطني حيث بدأ البرنامج فيما يخص حاضرة الدمام بمراجعة مؤشرات ازدهار المدينة ومراجعة الاستراتيجية العمرانية الوطنية والمخطط الإقليمي للمنطقة الشرقية والمحلي والتفصيلي لحاضرة الدمام كذلك مراجعة التشريعات العمرانية ومنظومة التخطيط العمراني على مستوى المملكة وغيرها من الدراسات التي تضع خارطة طريق نحو تنمية حضرية مستدامة للحاضرة .
وقد ألقى كلمة معالي أمين المنطقة الشرقية وكيل الأمين للتعمير والمشاريع المهندس عصام بن عبد اللطيف الملا وأوضح فيها أهمية دور المختصين في مجال التنمية العمرانية وممثلين حاضرة الدمام والمنطقة الشرقية في الإفصاح عن آرائهم، والتعبير عن تطلعاتهم، ومناقشة ما استجد من دراسات، وإضافة ما لديهم من معلومات تساهم في وضع الرؤية العمرانية الشاملة لحاضرة الدمام وقد رحب بحضور المعنيين من متخذي القرار بالإدارات الحكومية وأساتذة من كليات العمران والتخطيط بالجامعات والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني المشاركة.
وأشار بأنه سيتم التركيز في هذه الورشة على رصد أهم القضايا ونتائج الدراسات السابقة وتحليل الوضع الراهن للحاضرة التي قام بها البرنامج ومناقشة رؤية الحاضرة والاتفاق مع شركاء التنمية على رؤية عمرانية موحدة للحاضرة تشمل كافة الجوانب.
عقب ذلك ألقى وكيل الأمين المساعد للتعمير والمشاريع المهندس مازن بن عادل بخرجي ورشة العمل كلمة ترحيبية استعرض فيها نبذة عن تعاون أمانة المنطقة الشرقية مع وزارة الشؤون البلدية والقروية و(موئل) الأمم المتحدة.
والجدير بالذكر أن ورشة العمل تستضيف مجموعة من الخبراء العالميين في مجال التخطيط الحضري والاقتصاد حيث تنقسم إلى مجموعة من جلسات العمل المختصصة في مجال الأجندة الحضرية الجديدة والمبادئ الإرشادية والتوجيهية الدولية للأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وفهم النطاق الإقليمي للمدينة
وفهم البيئة الحضرية العمرانية، وتحليل الإطار المؤسسي والتشريعي بالإضافة إلى تحليل إطار التمويل البلدي والاقتصاد الحضري.
كما ركزت ورشة العمل على تقسيم الحضور إلى مجموعات مختصة في كافة مجالات العمران إلى عدد من الورش المتزامنة والتي ستناقش قضايا من أهمها المتطلبات الواجب توفرها في الجانب المؤسسي والتشريعات العمرانية لتحقيق المقترح، هذا بالاضافة الى مناقشات حول اتجاهات النمو الأمثل ومعاير السياسات والإجراءات الرئيسية، والمتطلبات الواجب توفرها على جانب التمويل البلدي والاقتصاد الحضري لتحقيق المقترح، وجلسة هامة متعلقة بالمرأة والمدينة.
وناقشت ورشة العمل في اليوم الأول استجابة التنمية للقضايا الحضرية، و جملة من الموضوعات، منها: مقترحات التنمية، البدائل والامكانيات، العناصر الهيكلية المكونة للمقترح، تطبيق مبادئ التصميم الحضري المستدام، وكذلك استجابة الجانب المؤسسي: ومناقشة العناصر واللبنات الرئيسة لنظام مؤسسي وتشريعي لإدارة التنمية، وتطبيقات التشريعات العمرانية والبدائل الممكنة، وكذلك استجابة جانب التمويل البلدي: ومناقشة العناصر واللبنات الرئيسة لنظام مالي لدعم عملية التنمية، وتطبيقات وبدائل التمويل البلدي الممكنة.
من جانبه أكد مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لبرنامج مستقبل المدن السعودية، الدكتور أيمن الحفناوي، في كلمته خلال الورشة على أن البرنامج الذي بدأ عمله قبل 3 سنوات أخذ في الاعتبار كافة المتغيرات والتطورات الحاصلة في المدن السعودية، مشيرا إلى أن رؤية المملكة 2030 تتطلب إعادة النظر في بعض المتغيرات الخاصة بالبرنامج، لتواكب أهداف الرؤية.
وذكر أن البرنامج بدأ العمل فيه على عدد من الأنشطة الأخرى، ودراسة المخطط الإقليمي للمنطقة الشرقية، والمخطط الهيكلي لمدينة الدمام، ودراسة التشريعات الخاصة في عدد من البرامج، إلى جانب الانتهاء من عدد من ورش العمل ذات العلاقة.
وأضاف الحفناوي إلى هناك دورات تدريبية تشارك فيها الجامعات، باعتبارها عنصر خبرة مهم، وفي الوقت نفسه هناك أنشطة المؤتمر السعودي الحضري 2016، المزمع عقده في أكتوبر 2018، إلى جانب التحضير لمشاركة المملكة في قمة الاكوادور، والمؤتمر الحضري التاسع في فبراير من العام المقبل في ماليزيا.
وأشار إلى أنه سيتم وضع رؤية شاملة بنهاية 2018م لـ 17 مدينة سعودية وهي عواصم المناطق إلى جانب المحافظات جدة والاحساء والقطيف، لافتا إلى أن رؤية 2030 والتي تخطط إلى أن تكون 3 مدن في المملكة من ضمن أفضل 100 مدينة في العالم، تتطلب منهم تعديلات في العديد من منظومات البرنامج.
وفي كلمته أكد كبير الخبراء في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية سلفاتوري فاندارو، على أهمية المساحات في المدن في الحركية والتفاعل بين السكان، وعرض عددا من النماذج لمدن شرح فيها بالتفصيل ما تضيفه المساحات إلى المدن، إضافة إلى ما تعنيه المساحات للكثافة السكانية والعوامل المناخية. مشيرا إلى أن هناك سوء استخدام لبعض المساحات، وما يعني ذلك من ازدحام مروري بسبب تكدس فرص العمل في المدن، وهو ما ينتج عنه انعدام جودة الحياة.
ولفت فاندارو إلى أنهم يحاولون من خلال برنامج المدن السعودية إلى أن تكون هناك مرونة في المساحات، مشيرا إلى أن النموذج الجديد لتطوير المدن يركز على تقليل وقت الوصول للمواصلات العامة، والحفاظ على أراض زراعية كافية لتوفير الغذاء.
هذا وقد حضر الورشة كل من رئيس المجلس البلدي لحاضرة الدمام و بعض أعضاء المجلس، ووكيل الأمين للخدمات المهندس صالح بن عبد العزيز الملحم، ورؤساء البلديات وعدد من مدراء الادارات بالجهات الحكومية ذات الاختصاص، وعدد من العاملين في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لبرنامج مستقبل المدن السعودية.