قال وزير الإعلام معمر الارياني أن الإعلام بدأ بإستعادة نفسه في المناطق المحررة حيث عاودت العديد من المطبوعات النشر مجدداً في العاصمة المؤقتة عدن وحضرموت ومأرب ، لتبلغ عدد المطبوعات الصحفية احدى وعشرين مطبوعة بينها ثلاث صحف حكومية .
وفي الندوة التي أقامها مركز مسارات للدراسات والتطوير ومعهد ابن سيناء للعلوم الانسانية اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان ” كيف نحمي الموروث الثقافي اليمني ” ، تحدث الوزير الارياني عن ما تعرض له الإعلام اليمني من انتهاكات بعد الإنقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة .
وقال ” أن الميليشيات الحوثية تسببت في تراجع اليمن عن واجهة قيم الديمقراطية والتعددية وحرية الصحافة بعد ان كانت قد سجلت حضوراً غير مسبوق على صعيد المنطقة باعتبارها نموذجاً للتعدد السياسي والالتزام بقيم الحرية والديمقراطية والتنوع والقبول بالاخر .. الأمر الذي ساهم في اختيار اليمن لعقد عدد من المؤتمرات الدولية الهامة خلال العقدين الماضيين كمؤتمر الديمقراطيات الناشئة والندوة الدولية حول تعددية واستقلالية وسائل الإعلام العربي التي نظمتها الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو .
واستعرض وزير الاعلام الانتهاكات التي مارستها الميليشيات الحوثية ضد حرية الرأي والتعبير والتي بدأت بإستهداف التلفزيون الرسمي وقصفه بمختلف أنواع الأسلحة رغم تواجد اكثر من ٣٠٠ موظف داخل المبنى حينها ، وقارن بين واقع الاعلام قبل الانقلاب وبعده ، موضحاً بأن عدد المطبوعات الصحفية تراجعت من ٢٩٥ مطبوعة يومية وشهرية وفصلية في العام ٢٠١٣ الى أقل من ١٠ مطبوعات بعد الانقلاب ، كما أوقفت الميليشيات وصادرت ١٧ قناة تلفزيونية واستولت على ١٢ إذاعة أهلية .
واستغرب الوزير الإرياني صمت المجتمع الدولي عن ما يتعرض له الصحفيون اليمنيون من الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات الانقلابية والتي تنوعت بين الخطف والإخفاء القسري والمحاكمات والقنص والتسميم واستهداف الناشطين والمدونين ، وكانت اخر الانتهاكات الحوثية قيام الميليشيات بإصدار لائحة جديدة للإعلام دون أي مستند قانوني تفرض على الصحف والصحافيين مبالغ مالية باهضة لضمان تكميم الأفواه وإسكات كل الأصوات المعارضة لسياسات الميليشيات .
وأكد الإرياني أن الحكومة اليمنية تعمل على تعزيز قيم التعايش ونبذ العنف والعنصرية من خلال خطاب إعلامي متوازن يعلي من قيمة السلام ويحث المجتمع على مواجهة الاٍرهاب والتطرف ويحرص على الحقوق والحريات وضمانها لجميع أبناء الشعب اليمني دون أي تمييز ، وتدعم جهود المنظمات الحقوقية لكشف انتهاكات حقوق الانسان بشكل عام وحرية الرأي والتعبير بشكل خاص .
من جهته تحدث الكاتب والصحفي الدكتور أنور مالك عن الانتهاكات التي تطال الجانب الثقافي والعدوان على التراث المادي واللامادي في اليمن من خلال بث الفتنة الطائفية وتغير المناهج وغرس ولاية الفقيه ومحاولات التنصل من التاريخ اليمني العروبي .
ووصف الميليشيات الحوثية بالجماعة الارهابية التي لا تختلف في ممارساتها وتوجهاتها عن القاعدة وداعش فالجميع يستهدفون الإنسان وهويته الثقافية وتاريخه وحضارته .
وفي ختام الندوة تحدث خبير الدراسات الكولونيل تشارلز بيشارا عن وضع حد للميليشيات الانقلابية الإرهابية التي طال إرهابها إلى الدول المجاورة مطالباً بضرورة نزع سلاح الميليشيات كضرورة من ضرورات تحقيق السلام وضرورة ممارسة الضغوط الدولية على إيران لوقف دعم هذه الميليشيات .
ودعا بيشارا وسائل الإعلام الفرنسية إلى تحري الدقة حول ما يدور في اليمن الذي عرف يوماً باليمن السعيد
كما أطلقت الناشطة الحقوقية أفكار الطنبشي نيابة عن منظمات المجتمع المدني دعوة لكافة المنظمات الدولية لحماية النساء والأطفال في اليمن من الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات الحوثية .