برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، اليوم الثلاثاء، ملتقى آثار المملكة العربية السعودية (الأول) الذي تنظمه الهيئة في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بمدينة الرياض.
وقد كان في استقبال سمو أمير منطقة الرياض في قصر المربع، سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة، ونواب رئيس الهيئة ومسئوليها، وضيوف الملتقى من الوزراء وكبار المسئولين والمدعوين.
حيث اطلع سمو أمير منطقة الرياض على معرض أول فندق تراثي لشركة نزل التراثية، ثم اطلع سموه على معرض الصور التاريخية، ودشن “مستكشف أسماء الأماكن الجغرافية”، و”ترجمة كتاب رحلة في شمال الجزيرة العربية”.
بعد ذلك توجه سموه إلى المتحف الوطني حيث افتتح سموه معرض الفن التشكيلي، ثم التقط سموه وسمو رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني صورة تذكارية جماعية مع معيدي الآثار من داخل المملكة، وصورة تذكارية جماعية مع أعضاء الفرق العلمية السعودية الدولية المشتركة للتنقيب عن الآثار.
ثم افتتح سموه “معرض روائع آثار المملكة عبر العصور” والمعارض المصاحبة للملتقى، ودشن الكتب والاصدارات المتعلقة بالآثار.
وتوجه سموه بعد ذلك إلى مقر الحفل، الذي افتتح بآي من الذكر الحكيم.
ثم ألقى البرفيسور مايكل بيتراقيا كلمة ضيوف الحفل، أشاد فيها بإقامة هذا الملتقى الهام، مثمنا دعوة الهيئة له ولنخبة من علماء الآثار في العالم لحضوره والمشاركة فيه.
ونوه إلى ما تتميز به المملكة إرث تاريخي مهم، وما شهدته أرضها من حضارات متعاقبة، مشيرا إلى أن الملتقى مهم للتعريف بمكانة المملكة الحضاري في العالم.
تلا ذلك كلمة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ألقاها سمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، ثمن فيها دعم خادم الحرمين الشريفين رجل التاريخ والحضارة يحفظه الله لقطاع التراث الوطني، والذي توجه برعايته حفظه الله لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي يأتي الملتقى في إطار أنشطته.
مشيرا سموه إلى أن الملتقى مناسبة عالمية كبرى تتزامن مع عالمية هذا الوطن، وتحظى باهتمام خاص ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله.
وأعرب سموه عن تقديره لسمو أمير منطقة الرياض على افتتاحه الملتقى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، ودعمه الدائم لأنشطة الهيئة، لافتا سموه إلى أن ملتقى آثار المملكة موجه في الأساس للمواطنين أنفسهم الذين يملكون هذا الإرث الحضاري الكبير.
وقال سموه في الكلمة: “أرحب بكم جميعاً في ملتقى آثار المملكة العربية السعودية (الأول)، والذي يأتي تحت مظلة مبادرة وطنية تُعنى بالمحافظة على التراث الحضاري. هذه المناسبة العالمية الكبرى تتزامن مع عالمية هذا الوطن، وتحظى باهتمام خاص ورعاية كريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، رجل التاريخ ورائد التراث الوطني وداعمه الأول.
صاحب السمو، أصحاب المعالي، الضيوف الكرام..
لقد بدأت عناية المملكة بالآثار منذ وقت مبكر مع مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز يرحمه الله، ولأهمية الآثار صدر قرار الدولة في العام 1383هـ/1963م بإنشاء إدارة للآثار مرتبطة بوزارة المعارف آنذاك (التي أصبحت فيما بعد وكالة وزارة المعارف للآثار والمتاحف)، ثم صدر في العام 1392هـ/ 1972م مرسوم ملكي بالموافقة على نظام الآثار وتشكيل المجلس الأعلى للآثار.
في العام 1424هـ/2003م، انضم قطاع الآثار والمتاحف للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبدأت مرحلة جديدة للاهتمام بالآثار والعناية بها كمولد لمورد ثقافي واقتصادي يعزز من مكانة هذه البلاد مهبط الوحي والرسالة السماوية وملتقى الحضارات، حيث تبنت الهيئة مشروعاً تطويرياً متكاملاً بهدف إحداث نقلة نوعية في العناية بآثار المملكة بما تشكله من أهمية في التاريخ البشري، ووضعها ضمن سياقات التراث الوطني الذي يشمل الآثار والمتاحف والتراث العمراني والحرف اليدوية رغبة في بناء مستقبل واعد ومستدام.
كما بذلت الهيئة وشركاؤها جهوداً كبيرة أثمرت عن تنفيذ مشاريع عديدة لتأهيل المواقع الأثرية وتوثيقها في سجل الآثار الذي استحدثته الهيئة وتهيئتها للزوار، وإنشاء منظومة من المتاحف المتخصصة وتعزيز محتوياتها بحملة لاستعادة الآثار الوطنية، وتأهيل قصور الدولة السعودية ، كما نجحت الهيئة في تسجيل 4 مواقع في قائمة التراث العالمي بالتعاون مع إمارات المناطق، والأمانات، ومندوبية المملكة في منظمة اليونسكو، وتسعى لاستكمال ملفات الترشيح لـ 11 موقعاً إضافياً.
وتوجت هذه الجهود باعتماد مبادرة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي يشمل حزمة من المشروعات التي يبلغ عددها (230) مشروعاً.
كما شملت المبادرات التي عملت عليها الهيئة مع شركائها، تنظيم أعمال الاستكشاف الأثري، والتوسع في التعاون مع مراكز البحوث العالمية ببعثات مشتركة مع علماء الآثار السعوديين في أعمال الاستكشافات والبحث الميداني الأثري، حتى بلغ عدد البعثات العاملة حالياً 34 بعثة من 11 دولة، وتعمل الهيئة اليوم على تكريم الرواد من المستكشفين والآثاريين الذي ساهموا في اكتشاف وتوثيق ودراسة التاريخ الحضاري للمملكة تقديرا لجهودهم في خدمة اثار الجزيرة العربية والمحافظة عليها كامتداد لتعاقب الحضارات. ولنا ان نتخيل أن تاريخ هذه البلاد اندثر وتوارى، وبقي العالم ينظر إلى الإسلام وكأنه ولد في لحظة يتيمة في أرض مفرغة من الإنسان والبناء والحضارة
الحضور الكريم..
لقد آن الأوان لتمكين المواطن السعودي من معرفة وطنه واثاره وحضارته وأن يتعلم كيف يقف على أرض شامخة معتزاً بدينه الإسلام، الذي جاء عالميا ومن أجل البشرية والحياة على هذه الأرض، فالذين لا يعرفون من أين أتوا لن يعرفون الى أين هم ذاهبون، نحن نقتفي أثر حضارتنا لأنها مرتبطة بحضارات العالم، كيف لا وأرضنا الأرض المقدسة التي خرج منها الإسلام الى البشرية أجمع، حاملا معه غراس المبادئ التي تؤمن باحترام الانسان والمكان، لذلك فإن آثارنا باتت على قدر من الأهمية للبشرية في كل مكان، علينا أن نضطلع وبجدية كبيرة بإبراز العمق التاريخي لبلادنا من خلال هذه الشواهد الأثرية، وأن نثبت أنها ليست مجرد طارئ على أطراف الحضارات، بل رائدة من رواد صناعتها ونشأتها عبر التاريخ.
إن مهمتنا اليوم لا تكمن في تغيير الفكر والمعتقدات بل هي جهود وطنية بحتة ومحاولة حثيثة وجادة لفهم الاختلافات الثقافية القائمة بين المجتمعات والتي عادة ما ينتج عنها الفرقة والصدامات والخلافات التي حتماً تنعكس على مسيرة التنمية والعطاء وبناء الانسان.
نعتز اليوم بأننا نقف على أعتاب مرحلة مهمة من اهتمام الدولة بالتراث والعناية به، واعتزاز المواطنين بتراثهم كثمرة لما عملته الهيئة وشركاؤها خلال السنوات القليلة الماضية بمنهجية واضحة وتوازن كبير وأسس ثابتة، لينطلق المجتمع من مرحلة التوجس من التراث والاثار إلى القبول بها وصولاً إلى المطالبة بتطويرها، وفقاً لقيم المجتمع، وما توافق عليه المواطنون، والعناية بالتراث والاثار بوصفه مكوناً أساساً في هوية المواطنين، ومنطلقاً صلباً للمستقبل الذي لا يبنى إلا على أصول ثابتة، وعاملا رئيسا في ترسيخ المواطنة وربط المواطنين ببلادهم، وتنمية الاعتزاز بالتعاقب الحضاري الذي تحتضنه بلادنا عبر العصور، ومزيتها بكونها مهبط الوحي ومنبع الحضارة الإسلامية العظيمة.
الحضور الكريم..
لقد حرصت الهيئة وشركاؤها على إقامة هذا الملتقى المهم للانطلاق بالآثار من مواقع البحث والتنقيب الى دائرة الثقافة والتنمية والاقتصاد، وسوف يعزز ذلك حضور نخبة من علماء الآثار المحليين والعالميين، للتعريف بآثار بلادنا وإبرازها للعالم، وربط المواطنين بآثارهم الوطنية، وتعريفهم بالبعد الحضاري لبلادهم، ولذا فإننا مهتمون بإثراء جلسات وورش عمل الملتقى والاستفادة مما يطرح فيها من نقاشات، وإقامة الفعاليات المختلفة واستقطاب المواطنين لهذا الملتقى ليعيشوا حضارات وطنهم ويتفاعلوا معها. ويكون هذا الملتقى منصة يلتقي عليها المواطنون مع تراث بلادهم، ويحتفوا به وليطلع العالم على غنى تراثنا واهتمامنا به.
أكرر الترحيب بضيوفنا الكرام وأتمنى أن يقضوا وقتاً ممتعاً في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية”.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية كلمة راعي الملتقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله)، وجاء فيها:
“أيها الإخوة الكرام ضيوف ملتقى آثار المملكة العربية السعودية الأول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرحب بكم جميعاً في المملكة العربية السعودية، مهبط الوحي، والتي تعاقبت عليها الحضارات منذ بدايات التاريخ إلى أن نزل القرآن الكريم على نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وانطلقت منها أعظم رسالة للبشرية، ويؤكد التاريخ المتراكم والمستكشفات الأثرية لأرض المملكة أن الإسلام خرج من أرض عريقة وشامخة، وليست فارغة من الحضارات أو التداول الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
الأخوة الحضور:
لقد دأبت هذه الدولة المباركة، التي جعلت من رسالة الإسلام منهجاً وعقيدة، على الاهتمام والمحافظة على المواقع الأثرية والتاريخية، والمعالم التراثية، وحمايتها من عوادي الزمن والتعدي، لكونها جزءاً لا يتجزأ من هويتنا العربية والإسلامية، وتاريخ بلادنا الممتد في أعماق التاريخ.
إننا جميعا نعي أن الآثار والتراث الحضاري، هي جزء رئيس ومهم من هويتنا وتاريخنا، ومكوّن أساس لمستقبلنا، ونؤكد دائماً اعتزازنا بمسيرة الدولة في خدمة التراث والتاريخ، وخاصة التاريخ الإسلامي، والمحافظة على مواقعه، وتهيئتها للإسهام في بناء الوعي والمعرفة بتاريخ الإسلام على أرض بلادنا التي بدأ منها الإسلام، ولتكون شاهدا ملموسا لذلك التاريخ المجيد للأجيال، ونشيد هنا بجهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وشركائها بالعمل في هذا المجال المهم بما يتوافق مع الثوابت ولا يخالف العقيدة السمحاء، وإنها لمناسبة مهمة، لتشاهدوا ما تحقق من جهود في المحافظة على التراث الحضاري التاريخي العربي والإسلامي على أرض المملكة العربية السعودية، وحتى يقف أهل العلم وأرباب المعرفة على ما تحقق من منجزات على الصعيد الوطني والعالمي، وما نطمح إليه إن شاء الله في المستقبل المنظور.
أيها الحضور الكرام:
لقد تحققت إنجازات كبيرة – ولله الحمد – في النهوض بتراث المملكة في سنوات معدودة، وتفتخر المملكة اليوم بوجود نهضة غير مسبوقة على جميع أصعدة تراثنا الحضاري، وكشوفات أثرية في كل منطقة من مناطقها، يقودها نخبة من العلماء والمختصين السعوديين، ويشارك معهم علماء مميزون من أفضل الجامعات والمؤسسات العالمية المتخصصة.
كما سررنا بالنجاح الذي حققه معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية”، الذي استضافته دول عديدة في أوربا وأمريكا وروسيا وآسيا، والذي سيستمر في ايصال رسالته في التعريف بحضارة المملكة الممتدة من بدايات التاريخ البشري، وسوف تستمر الدولة – بحول الله – في دعم وتشجيع العناية بالتراث الحضاري الوطني، إيماناً منها بأن التراث خير وسيلة للتعارف بين الشعوب، وتبادل المعرفة مع حضارات الأمم وثقافاتها وتجاربها وتطلعاتها. ونشيد في هذا الصدد بمبادرة العناية بالتراث الحضاري بالمملكة التي وجهنا الهيئة بتنفيذها، وأقرتها الدولة ودعمت مشاريعها ضمن برنامج التحول الوطني، ورؤية المملكة 2030 بهدف إحداث نقلة نوعية شاملة في المحافظة على التراث الحضاري الوطني واستكشافه، وتحويله إلى جزء أساس من مكاسبنا الوطنية واقتصادنا وحياة مواطنينا.
إننا نتطلع للمزيد من التطور ليكون تراث المملكة وسيلة للتربية والتوعية، ومصدراً للعلم والمعرفة، ومصدر اعتزاز لأبناء الوطن، وشاهداً لمكانة بلادنا الحضارية والتاريخية بين الأمم.
متمنيا لكم التوفيق والسداد، وعلى بركة الله نفتتح هذا الملتقى”.
وبعد الكلمة تم عرض فلم جائزة الدكتور عبد الرحمن الأنصاري، ثم صورة تذكارية مع الرواد المكرمين، فتكريم الفائزين بالجائزة، ثم تكريم الشركاء ورعاة للملتقى.
وفي ختام الحفل تسلم سمو أمير منطقة الرياض إهداء تذكاريا من سمو رئيس الهيئة.
يشار إلى أن الهيئة تنظم الملتقى تحت مظلة (برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة) بالشراكة مع: دارة الملك عبد العزيز، زارة الداخلية، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة التعليم، وزارة الثقافة والإعلام، جامعة الملك سعود، جامعة حائل، جامعة جازان، وشركة أرامكو السعودية.
وبشراكة داعمة من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أمانة منطقة الرياض، مؤسسة التراث الخيرية، هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، مكـــتبة الملك عبد العزيز العامة، الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو).
ويرعى الملتقى كل من شركة أرامكو السعودية، وشركة الاتصالات السعودية، والبنك الأهلي، إضافة إلى الرعاة الإعلاميين وهم: قناة الإخبارية، قناة الثقافية، قناة العربية، إذاعة mbc-fm ، صحيفة المناطق الإلكترونية.
ويشهد الملتقى عددا من الجلسات العلمية وورش العمل بمشاركة عدد كبير من علماء الآثار في المملكة والعالم.
ويقدم المؤتمر العلمي للملتقى أوراقاً علمية تغطي جميع الفترات التاريخية من فترة ما قبل التاريخ حتى نهاية القرن الرابع عشر الهجري – 20م.
وتقام الجلسات وورش العمل في مكتبة الملك عبدالعزيز في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي.
ويتضمن الملتقى تدشين الإصدارات التالية: كتاب البعد الحضاري للمملكة، المدونة الرقمية للنقوش والرسوم الصخرية – كتب أبحاث الفاو – الإصدارات الجديدة من الرسائل العلمية والكتب المحكمة (33 كتاب) – الأعداد الأربعة الأخيرة من حولية الآثار السعودية (أطلال) للأعداد (27،26،25،24).
ويقام ضمن فعاليات الملتقى عدة معارض مصاحبة تستمر لخمسين يوما في مقدمتها معرض “روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” الذي زار حتى الآن 11 متحفا عالميا شهيرا في أوربا والولايات المتحدة والصين وكوريا، ويحوي (466) قطعة أثرية نادرة تعرّف بالبعد الحضاري للمملكة وارثها الثقافي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة، ومعرض الآثار المستعادة، ومعرض المكتشفات الأثرية الحديثة بالمملكة، ومعرض عناية واهتمام ملوك المملكة بالآثار والتراث الوطني (بالمشاركة مع دارة الملك عبدالعزيز)، ومعرض مصور عن مشروع ترميم محطة سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة بالمشاركة مع مؤسسة التراث الخيرية، ومعرض هيئة المساحة الجيولوجية، ومعرض الطوابع التذكارية، ومعرض الصور التاريخية، ومعرض رواد العمل الأثري، ومعرض الكتب المتخصصة في مجال الآثار، ومعرض الحرف والصناعات اليدوية، معرض الفنون التشكيلية.
كما يشهد الملتقى عددا من الفعاليات الثقافية والسياحية والاجتماعية والعروض الفنية المصاحبة للملتقى في كل من: مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وحي البجيري بالدرعية التاريخية.
ويهدف الملتقى إلى التعريف بالجهود التي بذلت على مستوى قيادة البلاد والمؤسسات الحكومية والأفراد للعناية بآثار المملكة عبر التاريخ ورفع الوعي وتعزيز الشعور الوطني لدى المواطنين وتثقيف النشء بماهية الآثار وما تحويه بلادنا من إرث حضاري، والتعريف بمكانة المملكة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي من الناحية التاريخية والحضارية، إضافة إلى إقامة تجمع علمي للمختصين والمهتمين في مجالات آثار المملكة واطلاعهم على جميع المشاريع المرتبطة بذلك وتوثيق تاريخ العمل الأثري في المملكة تحويل قضية الآثار الى مسؤولية مجتمعية.
فيما تضمنت الكلمة التي ألقاها نيابة عنه سمو أمير منطقة الرياض بالنيابة عن خادم الحرمين الشريفين:
تفتخر المملكة اليوم بوجود نهضة غير مسبوقة على جميع أصعدة تراثنا الحضاري، وكشوفات أثرية في كل منطقة من مناطقها، و نعي جميعا أن الآثار والتراث الحضاري جزء رئيس من هويتنا وتاريخنا، ومكوّن أساس لمستقبلنا،و المستكشفات الأثرية لأرض المملكة تؤكد أن الإسلام خرج من أرض عريقة وشامخة وليست فارغة من الحضارات
و دأبت الدولة على المحافظة على المواقع الأثرية والتاريخية لكونها جزءاً لا يتجزأ من هويتنا العربية والإسلامية، نؤكد دائماً اعتزازنا بمسيرة الدولة في خدمة مواقع التاريخ الإسلامي، وتهيئتها للإسهام في بناء الوعي بتاريخ الإسلام على أرض بلادنا ،نشيد بجهود هيئة السياحة والتراث الوطني وشركائها بالعمل بما يتوافق مع الثوابت ولا يخالف العقيدة السمحاء، وسررنا بنجاح معرض ” روائع آثار المملكة “، في دول العالم وسيستمر في ايصال رسالته في التعريف بحضارة المملكة الممتدة من بدايات التاريخ البشري.
وقال الأمير سلطان بن سلمان الملتقى مناسبة عالمية تتزامن مع عالمية هذا الوطن، وتحظى باهتمام خاص من خادم الحرمين رجل التاريخ ورائد التراث الوطني وداعمه الأول،و آن الأوان لتمكين المواطن السعودي من معرفة وطنه واثاره وحضارته، ويتعلم كيف يقف على أرض شامخة معتزاً بدينه الإسلام،وبذلت الهيئة وشركاؤها جهوداً كبيرة أثمرت عن تنفيذ مشاريع عديدة لتأهيل المواقع الأثرية، وإنشاء منظومة من المتاحف المتخصصة
وأضاف : الهيئة توجت جهودها الجهود ببرنامج خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري الذي يشمل (230) مشروعاً.علينا مسئولية إبراز العمق التاريخي لبلادنا، وأن نثبت أنها ليست طارئة على أطراف الحضارات، بل رائدة من رواد صناعتها ونشأتها،و الهيئة عملت بمنهجية واضحة وتوازن كبير لينطلق المجتمع من مرحلة التوجس من الاثار إلى القبول بها وصولاً إلى المطالبة بتطويرها،فالعناية بالتراث والاثار مكون أساس في هوية المواطنين، ومنطلق صلب للمستقبل وعامل رئيس في ترسيخ المواطنة وربط المواطنين ببلادهم،كما حرصت الهيئة وشركاؤها على إقامة هذا الملتقى المهم للانطلاق بالآثار من مواقع البحث والتنقيب إلى دائرة الثقافة والتنمية والاقتصاد.