حفلت الفعاليات المصاحبة لملتقى التراث الأول والذي أقامته الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة الباحة واحتضنته قرية ذي عين التراثية العديد من الفعاليات الرامية إلى التعريف بالتراث والاثار بينها عرض نماذج من الكتابات العربية والنقوش الأثرية على امتداد ممرات وجنبات القرية إضافة إلى المعرض الفني التراثي وفعالية العرضة الشعبية التي أدتها الفرق الشعبية .
وعلى أنغام الزير وإيقاعات التراث ردد المشاركون في العرضة -ومعظمهم من صغار السن – ( ياسلام الله على بلدنا .. جددوا عادتنا وتراثنا) .
وعلى هامش الملتقى أستقبلت القرية وفداً من مساعدي مديري التعليم في المملكة الذين كانوا في زيارة للمنطقة ،وقدم المرشد السياحي فهد العُمري شرحاً للزوار عن القرية وبيوتاتها وطرق المعيشة واعداد البيوت وتقسيمها ، وابرز الادوات التي يستخدمها إنسان الماضي
وجاء مشهد العرضة الشعبية مهيباً حين توزع المشاركون فيها فوق سطوح المنازل وهم يرددون الأهازيج التراثية .
فيما شكّل تناغم ايقاعات الزيرمع أزياء المشاركين التقليدية وهم يتمنطقون الجنابي والسيوف ويتلفعون المصانف مع أصوات الضرب على الارض بالارجل والرقصات الجماعية مشهدية بصرية أسترعت الانتباه وبددت هدوء القرية وحولت طرقاتها وممراتها إيقاعات نابضة بالحياة .
فيما تمازجت نسائم الهواء الطلق مع روائح البرك والكادي والرياحين لتشكل عبقاً خاصاً ضوّع القرية برائحة التراث المنبعث من جنبات القرية التي تطل على مزرعة الموز والكاذي والنخيل والنباتات العطرية من الجهة الغربية وحديقة ذي عين في الجهة الشمالية ومجرى العين التي تجري على يمين بيوتات القرية مشكلة معاً بانوراما حالمة .
وشهد الاستاذ زاهر الشهري رئيس مجلس التنمية السياحية مدير عام هيئة الآثار والسياحة إستقبال الزوار وقدم لهم شرحاً موجزاً عن الفعاليات وكذلك شرحاً موسعاً عن أعمال إعادة تهيئة قرية ذي عين مثمناً الدعم الكبير الذي يجده هذا القطاع من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين وعما تجده منطقة الباحة وقرية ذي عين على وجه الخصوص من اهتمام ومتابعة من سمو الأمير سلطان بن سلمان .
ومن إهتمام منقطع النظير من لدن سمو الامير الدكتور حسام بن سعود امير منطقة الباحة ، فيما كان صوت معرف القرية الشيخ حسين عارف يتهادى إلى إسماع الحضور وهو يقدم لزوار القرية علوم السيرة والديرة على طريقة القدماء حين يستقبلون ضيفهم بالتراحيب والعلوم
الأمر الذي جعل من جولة قصيرة في جنبات القرية في هذه الأثناء لتعكس مدى الجهد والأهمية التي تمثلها هذه الفعاليات في تحويل التراث إلى كائن حي تعيشه مختلف الأعمار من الجنسين دون إكراه حيث التراث كالوردة بحاجة دوماً إلى حاضنة ومزيد من الفعاليات التي ترسخه في أذهان الأجيال .