بلا شكٍ أن المقصفَ المدرسيّ يُعتبر بمثابةِ الواجِهةَ الثقافية للغذاء الصحي للطالب ، وهو الباب الرئيس لتعويد الطفل على السلوك الصحيح لِما يتناوله ، والمدخل الصريح للوعي بالوجبات الملائمة لفلذات أكبادِنا ، وهو النافذة المطلّةَ على السلامة العامة لإبنائنا .. ولهُ أهدافَهُ الصحيةِ التي تُحقق القيمَ المُثلى التي تُطالب بها وزارتنا الموقرة من أجل نظامٌ غذائيٌّ متكامل ، فقد لا يخفى على الجميع حُبّ الأطفال للحلويات والبدائل الغذائية الصــناعية والمشهيّات ذات النكهات غير الطبيعية ولكن علينا الحذر منها حيثُ أن ضرَرُها أكبرُ من نفعهِا ، ولذا وجَبَ التنوع والتوازن والتكامل فيما يُقدّم للطالب حتى يجد ما يحتاجَهُ من عناصر غذائيةٍ هامّةٍ .
فالهدف الرئيس للمقاصف المدرسية هو إيجاد بيئةٍ غذائيةٍ تساهم في تطوير السلوك الغذائي والصحي للطالب ولكن قد يكون الواقعُ مريراً ، والمحتوى مؤلماً ، فهناك نقصٌ حادٌّ في التجهيزات المطلوبة ، وكذلك وجود عمالةٌ غير معدّةٌ إعداداً جيداً ، وضعفٌ في الرقابة ، ووجباتٌ خاويةٌ بعضها متعفناً والآخر مشبعاً بالدهون وغيره مخزّناً تخزيناً غير جيداً أو منتهي الصلاحية ، فأوجد ذلك شرخاً في الخروج ببيئة غذائية مُثلى ، وأحدثَ فشلاً ذريعاً في كسب رضا الطلاب وأولياء أمورهم ، فليس هناك بُعداً غذائياً ناجعاً بل مجرد إجتهادات شخصية يُنظر إليها كعملية دخلٍ لتغذية المدرسة مادياً ، وتمويل أنشطتها المختلفة مالياً ، وهذا هو نفس النتاج الذي صاحب المقصف المدرسي مع طرق تشغيله المتعددة ، وأنظمة عمله المختلفة ابتداءً بنظام التأجير ، وامتداداً لنظام الجمعيات التعاونية ، ومروراً بإنظمة تشغيل المقاصف المدرسية وانتهاءً بالنظام المركزي . فليس هناك تدريباً كافياً لقادة المدارس ومنسوبيها لمتابعة الجودة والسلامة الغذائية وعدم وجود إخصائي يهتم بشؤون وإدارة المقاصف ومعرفة المتطلبات اللازمة للوجبات المدرسية ، فأصبح وجود الطلاب وقت الإفطار هو مجرد خروجٍ من سجونهم الصفية ، لينطلقون إلى قيودهم المقصفية ، فيتم حبسهم في زاويةٍ محشورةٍ بإحد أركان المدرسة فيحدثُ إنتهاكٌ صريحٌ لصحة الطالب وعملية تسويقٍ للبدانة بعد تناوله وجباتٍ بعيدةٍ عن الإشتراطات الصحية ، وخاليةٍ من اي نظام علمي مدروسٍ للتغذية المدرسية من الناحيتين التنظيمية والصحية ، أو لحل المشكلات الغذائية والوقاية من الأمراض المختلفة كفقر الدم والسمنة المفرطة وآلام المعدة والتسمّم والسكري وغيرها من الأمراض المتعلقة بالتغذية .
لذا فنحن نطمحُ لعملِ مقاصفٍ مدرسيّةٍ نموذجيةٍ بمواصفاتٍ غذائيةٍ آمنةٍ تقضي على سلبيات سوء التغذية وليس مجرد ترفٌ إستهلاكيّ ببضاعةٍ مُزجاةٍ ، فليكُن هدفُنا من المقاصفِ صحيّاً وغِذائياً وليسَ ربحيّاً وإقتصاديّاً .
التعليقات 2
2 pings
زائر
29/09/2017 في 12:48 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل ورائع استاذ خالد
نتمنى المدارس توفر لأبناءنا الغذاء الصحي المفيد.
(0)
(0)
زائر
29/09/2017 في 5:37 م[3] رابط التعليق
طرح جميل أبا زياد ، بارك الله فيك
(0)
(0)