لكل منا تصور ذهني عن ذاته ، وعن من يكون ؟ وماذا يعرف على وجه اليقين عن نفسه !
قد يكون مايعرفه عن ذاته هو الماضي المؤلم الذي مّر به وهذا يعتبر تعريف سيء عن الذات، وقد يكون مايعرفه هو كل أحلامه التي تتعلق بالمستقبل وكل مايتمنى وهذا تعريف رائع ، وقد يكون تعريفه عن ماذا أصبح اليوم ؟ وكيف تجاوز السابق ؟ وكيف تغلب على ذاته ؟وهذا تعريف ناجح ، ولكني أتمنى أن لا يكون كل ماتعرفه عن نفسك هو ذلك المربع الذي وضعك الآخرون فيه ، من رؤيتهم أولاً وإستسلامك  ثانياً وهذا التعريف جداً مؤلم.
كل إنسان ربما قد يكون تجاوز أشواط مؤلمة في حياته وهذا أمر وارد فكمال الحياة أمر لاوجود له ، لاتدع ابداً هذا الماضي يؤثر على المستقبل ، فماحدث ذهب ورحل وعلينا أن نأخذ منه التجربة والدرس فقط، ففي كل يوم تشرق الشمس يهديك الله يوم جديد لتشرق فيه روحك وأمالك وأحلامك ، لتكون أنت بروح مشرقة تتجدد كل يوم ، تتجرد من قيودها وعقباتها ، وتحاول في كل صباح أن تضع بصمة ، أو أن تخطو خطوة.
ماتراه مؤلم ويقيّدك اليوم ، عاش كل الناجحون في سيرهم الذاتية ماهو أصعب وأكثر ألماً منه وكان هذا الألم هو سلمهم للصعود ، لأنهم لم يستسلموا وقاوموا وخلقوا مع الحياة فرص جديدة .
بادر بكسر برواز الصورة الذي أختاره الآخرون لك وأخرج منه ، فصورتك هي ماتختاره أنت لذاتك ، ماتقرره لكي تعيشه ، و مايراه الناس عنك قبل أن تراك أعينهم.
أنت من تقرر من أنت وأنت من ترسم الصورة، حاول في كل مره تُعرف فيها عن من أنت أن تنفصل عنها قليلاً وتُعرف بها تعريف يزيد من تحفيزها وعطائها ، و يجعلها أفضل وأسعد وتسعى للأفضل. أياك أن تُعرف بذاتك عبر مخاوفك ونقاط ضعفك وما وصفك به معلمك الظالم في طفولتك ، أو لقبك الذي اطلقه عليك والدك عندما أقترفت ذنباً ما ، تجاوز كل تلك الأوصاف والألقاب إذا كانت رغبتك فعلاً أن تتحرر من تلك القيود.
وتذكر دوماً أن الماضي لم يمر بك وحدك بل مر بي وبكل من نعرف ، لذا لاتدعه يقيد قدميك عن سيرها الى المستقبل الذي تتمناه ، لاتدع الآخرين يقيدون يداك حتى لاتمسك بحلمك الذي لاطالما راودك ، لاتدع السلبية والصفات السيئة تغلق عيناك عن صفاتك الجميلة المعطاءة .
تذكر أنك من تحدد من تكون ؟وماذا تريد أن تكون ؟وماذا يعرف الآخرون عنك؟
فقط تحرر من قيود الماضي والآخرين وتمسك بذاتك.