إذا أردت الشهرة فلعل أقصر الطرق لبلوغها الإساءة للمعلم! فلا غرابة فيما أقوله؛ لأن ذلك أصبح حال بعض المغردين، يبني جملا ورسومات من شأنها: أن تمس بالمعلم وصانع الأجيال من جميع النواحي النفسية والفكرية؛ فيقدح بالمعلم، ويتهمه في فكره وثقافته، وربما في حالته الصحية . حتى إجازته التي كفلها له النظام لم يسلم المعلم فيها من الأذى والاستهزاء من خلال الرسومات المسيئة؛ فما الدوافع لتلك الحملة الشعواء ؟ إلا ليتخذ منها جسرًا يصل من خلاله لأهدافه وأغراضه التي حددها مسبقا!
ولو أن هدفه كان نبيلا، وانتقاده بناءً؛ ينبع من إخلاص وتفانٍ لإصلاح التعليم لما احتاج "للشوشرة" "والبربرة"، أمام مرأى القاصي والداني.
أيها الناقم عفوًا! أيها الناقد عفوًا:
هل تعلم أن هذا المعلم (الخاوي)- كما يحلو لبعض البشر الذين ينظرون إليه شَزَرًا، وكأنهم ينظرون إلى قِرْبَةٍ جوفاء لا يملكون من المعرفة شيئا سوى انتظار يومه المحتوم- يقف على باب مدرسته حتى دخول آخر طالب، ثم يشرف على الاصطفاف الصباحي، وينظم الطلاب، ثم يرتحل معهم إلى صفوفهم، ثم يواجه عددا من الطلاب كلهم مختلفو الطباع والفروق الفردية، ينثر لهم المعرفة، ويرشد ويوجه رغم بعض الصعاب، باذلاً أقصى جهده؛ ليصنع أجيال المستقبل . ومهمة المعلم لم تتوقف عند هذا الحد؛ بل يُكلف بأعباء أخرى: من أنشطة وأعمال وتصحيح ورصد، وهامته تعانق السماء دون كلل أو ملل أو تضجر، وفوق هذه الأعباء، لا تنسَ أسرة المعلم ومسؤوليته تجاهها؛ فهو ليس مقطوعا من شجرة؛ لأن له أسرة تحتاج منه مجهودا وتربية ورعاية؛ فتأمَّلْ معي حجم المعاناة التي تُلْقَى على عاتقه؛ ليوفق بين هذا وذاك.
نصيحة أخوية:
لمن يشكك في المعلم السعودي وقدراته عليه أن يذهب للمدارس الابتدائية؛ ليشاهد بأم عينه ما يبذله المعلمون مع تلاميذه، وأقول له: ابقَ هناك أسبوعا، وأعطني انطباعك.
أخيرًا:
أيها المعلمون أنتم الشمعة التي تحترق؛ لتضيء الطريق، وأنتم اللبنة الأساسية التي يرتكز عليها أبناء المستقبل، وأنتم من يتلاشى المستحيل أمام وقفتكم الشامخة ؛ فلا تلتفتوا للمحبطين الذين يريدون النيل من عزيمتكم؛ فالرسول- صلى الله عليه وسلم- هو المعلم الأول، وقدوتنا؛ فلا تيأسوا، وقد قال الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
مخرج:
التعميم لغة الجهال
التعليقات 1
1 pings
زائر
16/09/2017 في 12:18 ص[3] رابط التعليق
مقال في الصميم احسنت
(0)
(0)