لاشك ان تكريم الميت جنة عرضها كعرض السموات والأرض وهذا أعلى تكريم يحصل عليه الإنسان في الآخرة ولكن ما دعاني لكتابة هذا المقال.
إن في احد المنتديات طرحت إحدى المشاركات سؤال مفاده لماذا بالسعودية والوطن العربي إجمالا لا يكرم الإنسان ولا تذكره وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إلا بعد موته.وكان ذلك في موضوع عن وفاة أحد أعلام الإسلام وهو ظهير الدين المباركفوري.
وأذكر قبله أيضا العالم صفي الرحمن بن فقير الله المباركفوري أحد علماء الحديث.وكان سؤالها ببساطه وعفوية ولكنه يحمل إجابة عبارة عن مأساة وصل لها إعلامنا في العالم العربي بشكل عام.
فالساقط أصبح نجم ،والسفيه أصبح قائد.والخائن يحاضر عن الأمانه ،والداعر يحاضر عن العفة.
وتذكرت ان هذا العالم صفي الرحمن مكث بالمدينة المنوره عشر سنوات باحث بمركز خدمة السنة والسيرة النبوية لم يذكره إعلامنا المبجل علماً بأنه خدم الاسلام بما لم تخدمه كثير من الوسائل الإعلاميه وله كتاب الرحيق المختوم الذي ترجم الى اكثر من 14 لغة. وله مؤلفات كثيرة باللغة الأورديه خاصة والتي على أثرها دخل الكثير ب الإسلام.ولو كان من مشاهير الشات أو غيرها لوجدناه يملأ الشاشات والصحف.
وتذكرت ايضا بأن العسكري يكرم بمليون ريال إذا أستشهد عند قيامه بصد أو مهاجمة خوارج إرهابيين وقد يكن هذا العسكري لا يملك سكن له ولعائلته اذا اليس كل عسكري مشروع شهيد لماذا لا يكرم في حياته بصرف له سكن أو بدل سكن أسوة بكبار المسؤولين فهو مسؤول عن سد الثغور ولو كلفه ذلك حياته.
وأيضاً كثير من الكتاب والأدباء والمفكرين لم يكرموا و يذيع صيتهم ب إعلامنا إلا بعد ان رحلوا .
والسؤال لماذا اعلامنا غائب عن كل من له جهد في خدمة البشرية سواء من داخل المملكه أو خارجها فكثير منهم مسلمون ويأتون للمملكة لماذا لا يكن لإعلامنا بصمة ويتواجد ويواكب الأحداث ويدعه من الرتابة فالعصر القديم أدبر إلى غير رجعه ولآن إعلام سريع ونقل معلومة أسرع ،ولم يعد هناك حياه للمتقوقع على نفسه.لم يعد هناك مجال للتمجيد والقيادة الحكيمة لا تقبل المدح المبتذل وقد أوقف أحد الزملاء ب إحدى الصحف عندما مدح الملك بشكل مبتذل ومن دعى لمسائلته الملك نفسه وهذا درس للإعلام اتركوا النفاق والتملق وأوجدوا إعلام قوي يستطيع ان يواجه التحديات التي تواجهها المملكه على مختلف الأصعدة.ف الإعلام سلاح قوي يعادل او يفوق القوه العسكريه ولذلك نجد الدولة القوية عسكريا ولديها إعلام قوي دوله مهيوبة الجانب.
لم يعد يفلح إعلام يعتمد على التضخيم والتهويل فمصادر المعلومة أصبحت متعددة ومن جهات محايدة وغير محايدة لذلك الإنصاف في الطرح مطلوب لنخرج ب إعلام صادق فالصدق يبني والكذب يهدم.والنفاق والكذب يضع من لا يستحق في غير موضعه فيختل البناء ويسقط ...وإذا سقط ....سقط الكل.
عبدالله بن شعشاع
عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
@AbdullahShasha