١
قـلـمـي يـسـيـل ومـوجـتـي مـتـرنّمة
وعــواطــفـي جــيّــاشـةٌ مــتـراكـمـة
٢
والـقلبُ مـن هـمِّ الـصبابة قد شكا
يــا مـضـغـةً فـــي هـمّـهـا مـتـألـمة
٣
والـلـيـل مــن سُـهْـدي تــأوه بـاكـيًا
والـفـجر أشــرف والـنواحي مـعتمة
٤
والـصبحُ أخّـرَ في الغيابِ حضوره
وسـهيلُ يـخفي فـي السماء معالمه
٥
مـا الـبدرُ بـدرٌ حـين سالت أدمعي
وتـسـاكـبت مـثـل الـحـرير مُـسـالِمة
٦
فــي الـلـيلةِ الـشهباء عـيل وصـبرُه
أمَــرَ الـسـماء بــأن تـهـيم وأنـجُمَه
٧
قــلــبــي تــعــلَّـقَ طِــفــلَـةً أُمَـــوِيّــةً
بـيـضاءَ فــي غَـنَـج الــدلال مُـنعّمة
٨
عـربـيـةَ الــعـرق الأصـيـل دمـاؤهـا
شــامــيَّــةٌ ســـنّــيّــةٌ مــتــحـشّـمـة
٩
تـهدي إلـى سُـبُلِ الـضياع عـيونُها
بـبـرائـة الـبـنـت الـجـفـولِ الـحـالـمة
١٠
والـثـغر يـغـري عـاشـقًا كُـتِـبَت لــهُ
أن يــغـزو الـثـغر الـعـفيف فـيـلثُمَه
١١
عـنـقاءُ والـوجـه الـمـضيء وجـيـدها
تُـبْـريكَ مــن رُكَــمِ الـسنين الـقاتمة
١٢
كـشـحـاءُ والـخَـصْـرُ الـمُلـبّنُنـاعـمٌ
بــل كـلُّها فـي حُـسْنِ خَـلْقٍ نـاعمة
١٣
صُـقِلَت كـسيفٍ في المعارك صارمٍ
إن الـسـيـوفَ إذا تـهـاوت صـارمـة
١٤
فـاقـت نــسـاء الـعـالـمين بـحـسنها
ودلالُــهـا وقــتَ الــدلالِ لـهـا سِـمـة
١٥
هـلّا سـكِرت عـلى الـكثيب وأرضـه
وعـبـثت فـي عِـوَجِ الـرمال الـراكمة
١٦
هلا شممتَ العطر في جَسَدٍ حوى
شُـمْـخَ الـمعاني والـمعاني حـاكـمة
١٧
هــلا طـربـت عـلـى الـمـروج مـغـنيًا
يــا صـاعـديُّ وأنــت تــاج الـملحمة
١٨
هـــلا سـبـحـت بـبـحـر لُـــجٍّ ثــائـرٍ
لــتـعـومَ فــي أمــواجـه الـمـتـلاطمة
١٩
مـن أيـن أبـدأ يـا جـراحي قصتي
فـلـقد سـئـمت مـن الـهموم الـملهمة
٢٠
غــدروا الـفـتاةَ أمــام عـيني بـاكيًا
غـــدروا الـفـتـاةَ وأمــهـا مـتـحطّمة
٢١
غـدروا الـجميلةَ والـحِسانُ تـدنّست
قــبـل الـجـمـيـلةِ والـحـمـيَّةُ نـائـمـة
٢٢
ويـــشــدّ أزرَ الــغــادريـن قـــرابــةٌ
مــنخـائـنـيـن ومـرجـفـين أزالــمـة
٢٣
يــا ويـحهم كـادوا لـها ابـنة عـمهم
وتـنصلوا عـن نـصر بـنتٍ مـسلمة!
٢٤
يـــا ويـلـهـم فـالـعـار يــمـلأ جـعـبةً
لـيـست مـن الـعار الـعظيم بـسالمة
٢٥
سُـلبت دمـشقُ مـن الـعروبة أمـتي
وغــدت عـلى حـكم الـعمائم عـائمة
٢٦
سـلـبت دمـشـق وتـحـسبون بـأنكم
قــد تـسـلمون ومــا الـنعائمُ دائـمة
٢٧
سـلـبت دمـشقُ وأخـتُها مـن قَـبْلِها
بــغـدادُ زُوِّجَـــتِ الأُشـيـمَطَ راغـمـة
٢٨
رمــــز الــرمــوز عــروبــةًوأصــالـةً
تُـرِكـت عـلىشـطّ الـملاحمِ مُـظْلِمة
٢٩
لـــم يـرحـموا تـاريـخَها وشُـمُـوخَهَا
لـم يـرحموا صـفحات مـجدٍ باسمة
٣٠
دول الــطـوائـف غــابــرٌ تـاريـخـها
لـكـنـهـا فـــي كـــل قــلـبٍ جـاثـمـة
٣١
لـمّـا تـفـرّقَ فـي الـعواصف شـملُها
سـقطت كـما تهوي النجومُ الهائمة
٣٢
والــثــور يــؤكــل إن تــفـرّدَ وحـــدَهُ
فــالأبـيـض الـمـغـدور أولُ مـغـنـمـة
٣٣
لـــن يــرحـمَ الـتـاريـخُ قـومًـا ألّـبـوا
وتـآمـروا والــذلُّ قـاضـي الـمحكمة
٣٤
بـل ضـللوا الـقوم الـرعاع وصـوّروا
أن الـبـطـولـة عــنـدهـم والـمَـظْـلَـمة
٣٥
قـلـبوا الـحـقائقَ جـازمـين بـزورهـا
جـعـلوا علـى الـمـكلومِ كـلَّ الـلائمة
٣٦
لــكــنـهـا الأيـــــام تــجــلـو غـــمّــةً
زالَ الـسحابُ مـن الـسماء الغائمة
٣٧
إن أُمْـهِـلـوا دهـــرًا وظــنّـوا أنــهـم
قــد أفـلـتوا فـهـناك نــارٌ مُـضْرَمة!
٣٨
تـشوي الـوجوه ويـصطلون بـحرّها
تـذرُ الـعظامَ عـلى الـعِظامِ مُهَشّمة
٣٩
مـهما اشـتكيت فـلن يـجيبك ناصرٌ
فـارفع يـديك إلـى السماءِ مُساهِمة
٤٠
وابدأ بنفسك مخلصًا ومجاهدًا
إن القيامة لا محالة قائمة