أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور “يوسف بن أحمد العثيمين” في كلمة ألقاها نيابة عنه، السفير سمير بكر ذياب الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس، بأن قضية الحرم القدسي الشريف تشكل خطاً أحمراً لا يحتمل أي تساهل أو تهاون على الإطلاق، وأن المساس بالمسجد الأقصى المبارك بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف من الظروف سيكون له تداعيات خطيرة جداً وسيؤدي لزعزعة الاستقرار في المنطقة .
وجاءت كلمة الأمين العام في افتتاح الاجتماع الطارئ للجنة المندوبين الدائمين لدى المنظمة والذي عُقد لبحث التطورات الأخيرة الجارية في القدس الشريف ، اليوم الإثنين ، 24 يوليو 2017 .
وقال السفير ذياب إن ما يجري في المسجد الأقصى مبيت ومخطط لتنفيذه، من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالإحتلال، سعيا لوضع يدها بالكامل على الأقصى، والبدء بتقسيمه مكانيا وزمانيا على غرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي .
وتوجه الأمين العام في كلمته بتحية إجلال واكبار إلى الشعب الفلسطيني، وفي القدس خاصة، الذي يحمل لواء الدفاع عن مدينته وأماكنها المقدسة نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء .
وتناولت كلمة الأمين العام حقيقة أن إسرائيل تتحدى، بشكل يومي قرارات الشرعية الدولية وتستخف بها، ولفت الأمين العام إلى أن ثمة وضع غير مسبوق في تسارع وتيرة المخططات الإسرائيلية الرامية لتهويد القدس وخاصة بعد مصادقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثـقافة “يونسكو” على قرار يؤكد أن الأقصى هو أحد المقدسات الإسلامية الخالصة.
بدوره دعا سعادة السفير تيسير جرادات، وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية والذي شارك في افتتاح الاجتماع إلى الإدانة التامة لكل الإجراءات الإسرائيلية والتي تسعى إلى تغيير الوضع التاريخي القائم ومنع المسلمين من الدخول إلى الحرم القدسي الشريف، وممارسة شعائرهم الدينية بحرية، معربا عن تطلعه لخروج اجتماع المنظمة بقرارات تسهم بالضغط على إسرائيل لتتراجع عن هذه الإجراءات، وداعيا، في الوقت نفسه، إلى تشكيل لجنة خاصة من المنظمة لمتابعة هذه الإجراءات ووضع تصور لتحرك شامل أمام المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والدول الفاعلة في المجتمع الدولي لتلعب دورا بالضغط على إسرائيل بغية تراجعها عن كل ذلك كما طالب جرادات كل دول العالم لتحمل مسؤولياتها تجاه الإنتهاك الخطير والذي يتطلب تحركا مشتركا، عربيا وإسلاميا وعلى كافة المستويات .
إلى ذلك تعقد الأمانة العامة للمنظمة اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية في إسطنبول بجمهورية تركيا، في الأول من أغسطس القادم، وذلك لبحث التطورات الأخيرة الجارية في القدس الشريف، والمسجد الأقصى المبارك .
البيان الختامي لاجتماع لجنة المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي:
لمناقشة التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس الشريف والانتهاكات غير المسبوقة التي تقوم بها إسرائيل، للمسجد الأقصى المبارك واغلاقه وفرض الإجراءات الغير قانونية المتعلقة بتركيب كاميرات المراقبة والبوابات الإلكترونية في ساحات الحرم الشريف .
انطلاقاً من ميثاق منظمة التعاون الإسلامي ، وقرارات القمم الإسلامية التي تؤكد على مركزية قضية فلسطين والقدس الشريف والتي تعتبر القضية المركزية للأمة الإسلامية وسبب إنشاء المنظمة، والتي توجب على الدول الأعضاء التحرك لنصرتها ومساندة أهلها في كافة المحافل الدولية .
تدين كافة الإجراءات العقابية التي بدأت إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، بتنفيذها يوم الجمعة الموافق 14 يوليو/تموز 2017 وتحديداً إغلاق المسجد الأقصى ومنع إقامة الصلاة فيه، ومنع رفع الأذان من مآذنه، كذلك دخول شرطة الإحتلال إلى حرم المسجد وتفتيشه والعبث بموجوداته، والإعتداء على المصلين وموظفي الأوقاف الإسلامية واعتقالهم وصولاً إلى نصب بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة، مما يغير الوضع القائم التاريخي ويعرقل دخول المصلين إلى الحرم ويمنعهم من حقهم بممارسة شعائرهم الدينية التي تكفلها المواثيق الدولية *وتؤكد على الحق في الوصول إلى أماكن العبادة بحرية .
تؤكد علي أن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ليس لها أي سيادة قانونية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، الأمر الذي تؤكد عليه كافة المواثيق والقرارات الدولية وآخرها قرار لجنة التراث العالمي في اليونسكو .
تشدد على رفضها كافة الإجراءات التي تفرضها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، والتي تأتي في إطار تنفيذ مخططات الاحتلال الاستعمارية ومحاولاته لتغيير الوضع القائم التاريخي في القدس، وفي المسجد الأقصى المبارك، والتي تهدف إلى المساس بكيانه ومكانته وقداسته الدينية والروحية والعقائدية والتاريخية، الأمر الذي يقود إلى صراع ديني لا يحمد عقباه .
تشيد بصمود الشعب الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة ووقفتهم البطولية في وجه أي استهداف للمسجد الأقصى، باعتبارهم في مقدمة المدافعين عن حرمة المسجد الأقصى المبارك نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء في مواجهة المخططات الإسرائيلية الإستعمارية الهادفة لتهويد المدينة المقدسة، وإفراغها من أهلها، وتؤكد على ضرورة دعم صمود المقدسيين وثباتهم على أرضهم .
توجه تحية فخر واعتزاز وإكبار إلى أهلنا في مدينة القدس، وتشدد على أن الفلسطينيين في مدينة القدس يحتاجون إلى وقفة جادة وحقيقية ، وتدعو الدول الأعضاء إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في القدس ومواجهة التحديات الإنسانية من خلال توفير وتعزيز الدعم المالي والإقتصادي على وجه السرعة.
تدعو كافة الدول الأعضاء، إلى التدخل العاجل بالوقوف في وجه الإجراءات الإسرائيلية الإستعمارية بحق المكانة الدينية والتاريخية للمسجد الأقصى، واستباحة حرمته، وإلزام إسرائيل بالتراجع عنها، وتجدد التعبير عن رفضها لكافة القرارات والتشريعات التي تصدر عن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، التي تسعى إلى تغيير طابع ومركز مدينة القدس وتركيبتها الديمغرافية، وتؤكد أنها قرارات باطلة ولاغية ولا تحمل أي صفة قانونية .
تطالب إسرائيل ، القوة القائمة بالاحتلال، بالتراجع عن كافة الإجراءات غير القانونية التي فرضتها على المدينة المقدسة، وتحميلها المسؤولية عن كل ما ينتج من هذه الإجراءات، ويُحذرها من مغبة تماديها في استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم، من خلال التصعيد الخطير لسياساتها وخطواتها غير القانونية والتي تسعى فيها إلى التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي الشريف، وحرف الصراع من سياسي إلى ديني .
ويؤكد أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية صاحبة السيادة والولاية القانونية عليها .
كما تدعو كافة المنظمات الدولية على رأسها الأمم المتحدة وتحديداً مجلس الأمن واليونيسكو إلى تحمل كافة مسؤولياتهم المنوطة بهم وفق القانون الدولي، وتدعو الأمناء العامين لهذه المنظمات وتدعوها إلى تأكيد الشرعية الدولية والقانون الدولي بما يخص القدس الشريف ورفض كافة الممارسات الإسرائيلية غير القانونية .
تجدد الدعوة إلى المجتمع الدولي وتحديداً مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته وكذلك محاسبة إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، عن جرائمها، وإجبارها على التراجع عن كافة الإجراءات غير القانونية في مدينة القدس والمسجد الأقصى.
تدعم قرار القيادة الفلسطينية والخطوات التي دعت إليها وفق البيان الصادر بتاريخ 21 تموز/يوليو 2017، وتدعو كافة القوى الفلسطينية إلى رص الصفوف والتوحد تحت راية منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .