محافظة العقيق هي إحدى محافظات منطقة الباحة وتبعد عن محافظة الباحة بـ 45 كم ، وتلتقي العقيق حدودياً مع محافظة بيشة التابعة لمنطقة عسير ومع منطقة مكة المكرمة لمجاورتها لكل من رنية وتربة.
يقول “ياقوت الحموي” في كتابه معجم البلدان :
“العقيق بفتح أوله وكسر ثانيه وقافين بينهما ياء مثناة من تحت قال أبو منصور : والعرب تقول لكل مسيل شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه عقيق ، قال : وفي بلاد العرب أربعة أعقة وهي أودية شقتها السيول”.
وقد جاء ذكر العقيق في ذكر سيرة الصحابي “أبو ظبيان الأعرج الغامدي” في كتاب الاشتقاق لابن دريد حيث ذكر أن “أبا ظبيان” كان فارسًا وشاعرًا وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء ، وكان كثير الغارة. وكان “أبو ظبيان” مضطجعاً بالعقيق فلم ينبهه إلا “حُصيدة القحافي” يقود جيشًا وقوم أبو ظبيان بهضبة الأمعز فركب فرسه ولم يأت قومه، ولم يعرج حتى طعن حُصيدة فقتله.
يسكن محافظة العقيق قبائل بادية غامد ويطلق عليهم “آل سيار” بفتح السين وتشديد الياء وسيار بطن قديم من غامد جاء ذكره في كتاب جمهرة النسب لابن الكلبي ومنهم الصحابي سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبه بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد.
يتفرع هذا البطن إلى عدة قبائل وهم رفاعة والهجاهجة والعبيدات وهم قبائل كثيرة منهم القنازعة والزوايع والبشابشة وآل طالب وآل مسلم وكذلك من قبائل العقيق آل حلة وهم من بني طلق من غامد وكذلك بني زهير من بني طلق .
ويقول الرحالة “كيناهان كرنسواليس” في مذكراته عسير قبل الحرب العالمية الأولى مانصه: ”
بادية غامد هم آل سيار وهم أغنياء بالخيول والجمال وهم محاربون ممتازون “.
وكذلك أورد المؤلف “فؤاد حمزة” في كتابه قلب جزيرة العرب ذكر لقبائل المملكة العربية السعودية وذكر أن قسم بادية غامد هم آل صياح وهم منتشرون في أماكن مختلفة بين اخوانهم المتحضرين ويتوغلون في أودية رنية وبيشه وتربة الدواسر .
ومن معالم العقيق روضة بني سيد تقع روضة بني سيد فالشمال الشرقي من مطار محافظة العقيق على بعد 20 كم ومعنى روضة في القاموس هي الأرض ذات الخضرة وبني سيد هي قبيلة عريقة من قبائل منطقة الباحة وهم بني سيد بن عامر بن كثير بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد وسميت الروضة باسم هذه القبيلة التي كانت تسكن الروضة قبل 400 سنة .
وكذلك أورد “الحموي” في كتابه السابق ذكر لروضة العقيق ويحتمل أن تكون هي روضة بني سيد يقول الحموي” روضة العقيق بالعقيق وأنشد الزبير بن بكار:
عج بنا يا أنيس قبل الشروق
نلتمسها على رياض العقيق
بين أترابها الحسان اللواتي
هن برء لكل قلب مشوق”.
يقول المؤرخ “حمد الجاسر” في كتابه في سراة غامد وزهران حين مروره بالعقيق “سلكنا طريق الطائف حيث مررنا بعد 10 أكيال على متسع من الأرض يدعى روضة بني سيد وسيل هذه الأرض يفيض في وادي كرا”.
وكان من شيوخ قبيلة بني سيد وفرسانها قديماً “حمد بن قريع وابن حلسان وابن ثامر” وقد أورد الراوي منديل الفهيد قصيدة للشيخ “حمد بن قريع اليسيدي الغامدي” أحد شيوخ بني سيد في كتابه أدابنا الشعبية :
يقول ابن قريع أنا من هل الشقا
ولولا الشقا ماجاك للمدح فايد
ولولا الشقا ما علق الريش بالقنا
ولا عرضوا زلباتهم للسنايد
خليت هبوب الشام تذرا على الصبا
وهبوب الصبا تذرا عليها بزايد
مزقت خلان وفرقت حلة
وفرقت ما بين القلوب الودايد
يا الله لاتجعل حياتي شقية
ولا موتتي بين الذرا والوسايد
تجعل وفاتي فوق حمرا ثنية
شريق الضحى والمال غادي بجايد .
التعليقات 3
3 pings
سعيد احمد الغامدي
16/07/2017 في 2:48 م[3] رابط التعليق
يعطيك العافيه اخ فهد مقال اكثر من رائع
(0)
(1)
زائر
17/07/2017 في 12:57 ص[3] رابط التعليق
لاهنت يبو فهد
(0)
(0)
ابو صالح
17/07/2017 في 2:03 ص[3] رابط التعليق
احسنت اخي فهد اثريتنا بجمال التاريخ ونهج الحاضر فأوجزت وانجزت وابهجت …
لله درك .
(0)
(0)