من خلال قراءاتي المبكرة جداً..أي قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً..ودراستي على يد أساتذة أخوانيين وآخرين من طلائع فكر الصحوة..استطعت أن أميز مبكراً بين (الإسلامي)و(الإسلاموي)وبوضوح تام..ولذا نجوت من اللوثة ووقفت ضدها منذ ذلك الوقت.
الإسلامي رجل عادي..عبارة عن حمامة سلام..حسن الخلق..طيب المعشر..ذو أخلاق عالية..وسيرة حسنة..ومصدر ثقة..يتقبل الآخرين..قد يلتزم(بالمظهر)وقد يقصر فيه وقد يتركه كلياً..وقد يخطئ كبشر ثم يؤوب..مقبل على الحياة والفرح..يعبد الله دون رياء أو انتظار منفعة دنيوية..ولا يمن علاقته مع الله على خلق الله.
أما الإسلاموي فهو عكس الأول تماماً..تستطيع أن تصفه بالحية أو بالحرباء..يهتم قبل كل شيء بمظهره لكي يكون على هيئة(مؤمن)لكنه سروق كذوب(ذروق)انتهازي سييء المعشر والأخلاق لا يطاق..يتربص بالناس فيظلم هذا ويغمط ذاك ويأكل مال ذلك..(نصاب)يتاجر بالدين عياناً بياناً..فاسد من الداخل طاهر من الخارج..يخادع الناس..ويأكل بعقولهم(حلاو)كما يقول أخوتنا أهل القصيم..وكلما صلى ركعة أكثر طلب من الناس مقابلاً أكثر لتلك الركعة..جاهاً كان المقابل أو وظيفة أو مالاً أو منصباً..فهو يمنّ عبادته على الناس وعلى المجتمع وعلى الدولة باستمرار.
الإسلاموي الصحوي..قد يكون لاعباً هاوياً..وتتلطخ ثيابه كثيراً بطين الأطماع في ملعب المصالح..لكنه أقل خطراً من الإسلاموي الأخواني..فالأخواني لاعب محترف..يلعب ضمن فريق منظم..وله أهداف أبعد من تسجيل الأهداف الشخصية..ينتمي عقلاً وفكراً وروحاً للأخوان حتى ولو لم ينتسب رسمياً لأحزابهم..أو يسجل اسمه ضمن كشوفاتهم..فالأخوانية لوثة عقلية أشبه بالمرض الذي يصيب الناس هنا وهناك دون اعتبار للجغرافيا أو العرق أو الانتماء.
في الجزء الثاني من المقالة سأتحدث عن (الدودة)التي تنخر عقل الأخونجي..وصفاته وخطة لعبه.