الأعياد في شريعة الإسلام الغراء ليست فصلية أو كونية أو وطنية أو شخصية.. لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وجد الناس يلعبون ويمرحون في يومين، ورثوا عن آبائهم وأجدادهم اتخاذهما عيدين، فقال لهم: قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى.
ومن أهم المعاني التي بُني عليها الاحتفال بالأعياد في الإسلام: بدء العيد بذكر الله وبالتهليل والتكبير والاجتماع في صلاة العيد والاستماع إلى خطبة العيد.
ولذا، قال سلفنا الصالح أنّ من الآداب الشرعية للعيد: إظهار التكبير، وإخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد والأكل قبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر والاغتسال قبل الغدو إلى المسجد والتجمل في هذا اليوم والمشي من طريق والعودة من طريق آخر وإظهار السرور في هذا العيد بما لا يتنافى مع المشروع، والتهاني تكون وفق الهدي النبوي.
لقد فطر الإنسان على حب الأفراح والأعياد، إذ تتزين النفوس وتلبس الدنيا أبهى حللها ويتواصل الناس ويتبادلون التهاني والزيارات التي تدعم أواصر المحبة والإخاء والتراحم.
وللأعياد في الإسلام معنى خاص ومفاهيم سامية يقول د. عبد الفتاح سلامة: يتفرد العيد في الإسلام بما يضفي عليه سمات العلو، والشرف، لأنه من أجل فكرة خالدة ماجدة ولتحقيق هدف نبيل.
يقول أحد الشعراء في العيد:
يُـسرّ بـالعـيد أقوام لهم سعة من الثراء وأما المقترون فلا
وقال آخر:
نـُسـرّ بــالعــيد يـا ويـحــنـا وكـل عـيــد قـد تـولـى بـعـام
دخل أشجع السلمي عن الخليفة هارون الرشيد في عيد الفطر، فأنشد قائلاً:
اسـتـقـبـل الـعــيـد بـعـمـر جـديــد مدّت لك الأيـام حـبـل الخـلود
تــمــضـي لـك الأيـام ذا غـبـطــة إذا أتى عـيد طوى عـمر عـيد
وعن العيد قال علي الجارم:
تبلّج بالبـشـرى ولا حـت مـواكـبه ورفـت بأنفاس الـنسيـم سبائبه
أطلّ صباح العـيد جذلان ضاحـكاً يمازح وسنان الرحى ويلاعبه
وكيف ينام الليل في صحوة المنى وقد سهرت شوقاً إليها كواكبه
ــــ المستشار الاقتصادي
وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية