(رسالة عاجلة)
___________
الربط "مربوط عليه" ويعنى مصطلح الربَط بين طريقين ونحوِهما : وصَّل ووحَّد بينهما ربَط بين مدينتين / القلوبَ / الأفكارَ / الأحداثَ ،
وربَط الدَّابَّةَ : شدَّها بالحَبْل ربَط أوراقًا / ذراعًا، وربَط الرَّجلَ : سحَره فجعله غير قادر.
وربَط الضَّريبةَ على المموِّل :( الاقتصاد ) حدَّد مقدارَها،
وربَط نفسَه عن الفجور ونحوه : أي منَعها عن الرذيلة، وربط اللسان : امتنِعْ عن الكلام، وربَط الشَّخصُ على الأمر أي واظب عليه.
ويهمنا هنا المصطلح الأخير في ربط الشخص وتنمية إدراكه ومعارفة والمحافظة عليه لجعله منتجا مفكرا لا لجعله عاطلا عاله على نفسه ومجتمعه.
إن مانشاهده على أرض الواقع من خلال يومياتنا في أزمة ربط المخالفات المرورية بالوثائق، جعلت من الأشخاص عالة لايستطيعون القيام بشؤونهم وتعطيلا للتنمية، ومنها تجديد وثائقهم كرخص السير والاستمارات ونقل الملكيات والجوازات وغيرها، بل أن بعض الوظائف تشترط أن لايكون عليه سجل مخالفات مرورية !!
كما أن هذه الأيام أطلق " نظام باشر " والذي زاد الطين بله فبدل أن يكون نظام مروري وإرشادي وتوعوي وهذا مانأمله، أصبح " جباية مال " وهذا أمر خطير، بل وردتني معلومات من أحد رجال المرور أنه في حال لم يكمل عدد المخالفات المطلوبة منه فسيتعرض للجزاء وهذه كارثة أخرى ؟ وهنا سيقوم بأخذ أي رقم وتسجيله حتى لو لم يخالف وهذا مانخشاه جميعا.
سؤالي لسعادة مدير المرور بالمملكة، هل القصد أن يكون النظام ترغيبا لتطبيقه لنصبح مجتمعا واعيا ومثقفا يحمل كلا منه هم الآخر، ونصلح الأخطاء ونعالجها بطريقة علمية، أم أخذ أرقام اللوحات وجمع المخالفات وتسجيلها ؟
إن الأدهى والأمر أن هذا النظام
" باشر " أنه معرض للاستخدام الشخصي دون وجود شفافيه خصوصا وأنه لايوجد مايحفظ للمواطن حقه في المطالبة، ستقول لي " هيئة فصل المنازعات المرورية "، سأوجاوبك أن اللجنة غير مهيأة وهناك أشخاص لهم سنوات لم تنهى مطالباتهم ولم ترجع حقوقهم أصلا !
حدثني أحد الأشخاص شاكيا همه ومثله الكثيرين، أنه لم يستطع إخراج جواز سفر ! ولا رخصة وليس لدية سيارة للتنقل !!
تعجبت قائلا لماذا ؟ وكيف ؟
وكان الجواب بكل بساطه بسبب المخالفات المرورية التي تجاوزت 30 ألف ريال وأنا فقير وراتبي لايتجاوز 3000 آلالف ريال، إضافة إلى التزاماتي الأخرى من إيجار وفواتير لا يصفى لي شيئا، حتى أنني لم أحصل على سيارة التي أصبحت حلم !
سئمت تكاليف الحيـاة ومن
يعش ثمانين حولا لا أبـا لك يسأم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم
أتعلم ياسيدي أن مخالفاتي فعليا لاتتجاوز العشرة آلاف والتي لم استطع تسديدها ! ولكن مافي الأمر هو تدبيلها حتى أصبحت مبالغ فيها، وتفاقمت المشكلة، بحثت عن حلول ولم أجد إلا قولة سدد وألا أقعد ؟ حتى السلف لم أجد من يسلفني، تمنيت أن أجد حلا غير التسديد خصوصا وأنني فقير وحالتي المادية صعبة ولي الآن سنتين، ذهبت من عمري هبائا ومعها أحلام وأمنيات...!
لقد بادر في ذهني حلا قدمته قبل فترة من الزمن في موقع تويتر باسم (المبادرة الوطنية للتنمية المستدامة) والتي أسستها كمبادرة غير ربحية، قدمتها كتوصية لإدارة المرور ولكن لم أجد ردا عليه رغم الوعود برفعها للإدارة المعنية !!
تمنيت أن أجد حلا لهذا الشاب الذي كان في وجهه علامات البؤس والحزن وهو في مقتبل العمر، وغيره من الشباب الذي اعترفوا أخطاءهم وندموا، راغبين من المقام السامي تخفيف معاناتهم ورفع الضائقة عنهم بعفو شامل وتصحيح أوضاعهم أسوة بالأجانب مخالفي أنظمة الإقامة والعمل التي سمحت لهم المملكة بتصحيح وأضاعهم خصوصا وأن وطننا الغالي أولى بهم من غيرهم وهي أولى به.
وأخيرا : أملنا في سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية " حفظه الله " وهو المعني بهذا الأمر أن تكون رسالتي في محل الاهتمام والتوجيه من سموه في تصحيح أوضاع المواطنين في المخالفات المرورية ليكون لبنة عطاء نافعا لوطنهم وأعضاء فعالين في مجتمعهم، " فكلنا خطائين وخير الخطاءون التوابون ".
بقلم/ طلال بن مشعان بن سيف المفلح