اليوم شهدت شوارعنا حالة من الهستيريا ، فور إعلان قرب تطبيق الضريبة الإنتقائية ، على سجائر الدخان والتبغ ، في مشاهد جنونية تدعو للإستغراب والتعجب .
هاهو أحد المدمنين على التبغ ، يدخل في جدالٍ عنيف مع بائع أحد المحلات التجارية ، ووصلت للتماسك بالأيدي ، حيث اتهم هذا الشاري البائع بتخبئة السجائر عنه ، وعدم رغبته بالبيع الآن ، ليتمكن من بيعها بسعرٍ مضاعف بعد تطيبق الضريبة .
وآخر يتوسل للبائع وكله ذل ومهانة ، من أجل أن يعطيه ولو باكت واحد يفطر عليه ، وكأنه شيئ أساسي عنده للفطور مثل التمر والماء ، والعامل بدوره يخبره أن الموزعين لم يجلبوا السجائر هذا اليوم .
وآخر يدور في الشوارع من محل إلى محل ، ومن بقالة إلى بقالة ، في بحث حثيث عن ظالته المنشودة وهي السجائر ، وفي كل مرة يُصدَم ولكن هذه الصدمة تزيده قوة للبحث أكثر ، وفي مواقع أخرى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وآخر له علاقة جيدة ببائع أحد المحلات التجارية ، فطلب منه التوسط له عند أحد الموزعين ، ليعطية الدخان وبكميات كبيرة ، وليس المهم عنده النوع بل المهم الكمية ، وبأي شكل من الأشكال ، ففرح فرحاً عارماً عندما مَنّوا عليه بمجموعة بكتات ، وكأنه سجل هدفاً للمنتخب في الدقيقة 90
، ولم يتبقى إلا أن يطبق حركة الفرح بالهدف كلاعب ريال مدريد رونالدو !!.
ومنهم من ذهب نحو المستودعات الكبيرة ، على أطراف المدينة وظل يقرع الأبواب ، ويسأل المتواجدين عن من يدله للوصول لكميات من السجائر ، وتُغلَق الأبواب في وجهه فيحس بالحسرة والألم ، ولكنه مستمر دون كلل ولا ملل ، وكأنه يبحث وياللأسف عن ابنٍ مفقود له لا سمح الله .
وهناك من لم يرحم جواله بالإتصالات ، على الأهل والأقارب والجيران ، وهو في أيام الأعياد والمناسبات لم يتصل على نصفهم ، فيسأل هذا ويستفسر من هذا ويطلب من ذلك ، ويقول لكل من يرد عليه ( تكفى تكفى .. وتكفى ترى تهز رجال ) فبئس الرجل من هذه عادته وطريقته في الحياة .
ومنهم من زادته هذه الضريبة عناداً وعنجهية كاذبة ، ويتبجح ويقول ويُقسم على ذلك ، بأنه لو بلغ سعر السجائر أضعاف الأضعاف ، سيشتريه سيشتريه ، ويدخل في تحدٍ رخيص ، المتضرر الوحيد منه هو صحته ثم زوجته وأبناءه.. وقد صدق من قال ( أهل العقول في راحة ) .
ومنهم من نظر نظرة إيجابية ، وقام بحسبة بسيطة ، فتبين له تكلفة مهولة للسجائر في الفترة المقبلة ، فكانت له دافعاً قوياً لتركها ، فأصبح هو الرابح الأكبر لصحته في هذه المعادلة ، ثم أفراد عائلته ولمثل هذا يُرفع العقال .
والمتمعن في هذا القرار الحكيم ليجد أموراً إجابية عظيمة ، سعت لها الحكومة الرشيدة ، منها محاولة تقليل السجائر بالمملكة، وتقليل المدخنين ونحن وياللأسف من الدول المتصدرة للقائمة ، في استيراد الدخان ، وفي عدد المدخنين ، وعدد المرضى منه ، ويحلق لنا أن نغني ونردد( صدارة بس .. صدارة بس ) ، ولكن إذا قَلّ المتعاطين قَلّ المرضى في المستشفيات من المدخنين بإذن الله ، فتوفر على الدولة أموالاً طائلة ، إظافةً وهو الأهم حماية المواطنين منه ، ثم أسرهم وأبنائهم من آثار الدخان بكل أشكاله .
فيا أخي الحبيب نصيحة من القلب ، وقد توفرت لك وسائل الإقلاع من الدخان على طبقٍ من ذهب ، وهي أنك في شهرٍ مبارك ، وهو شهر عبادةٍ وطاعة ، وقُرب من الله سبحانه ، وأيضاً غلاء سعر السجائر في الفترة القادمة ، وهذا المال أولى به أنت وعائلتك ، وأدوية الإقلاع عنه متوفرة ومجاناً ولله الحمد ، فكل الذي يجب عليك أن تعمله ، أن تفكر بعقل وتكون لك إرادة قوية ، وتستعين بالله وتتوكل عليه ، وثم تُسَمِ بالله وتبدأ رحلة الإقلاع ، التي تصل فيها بإذن الله إلى بَر الأمان ، وأنا من الأن أُقدِم لك المباركة والتهاني وباقة وردٍ تليق بك .
التعليقات 1
1 pings
أبونواف
12/06/2017 في 11:13 م[3] رابط التعليق
لاحول ولا قوة إلا بالله
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم
(0)
(0)