بنبرة حزينة ووجه يوحي ( بقلة الحيلة ) اشتكى لي من إبنه المراهق بكلمة تحمل في طياتها كل معاني التجاهل واللامبالاة حيث كررها في المرة الثانية بنبرة عالية كأنه يؤكدها " يااااا أخي ولدي ما يعطيني وجه "!! مستفهما بشي من القهر عن أصحاب إبنه " وش لا قي فيهم "؟!! .
بحكم معرفتي بالأب التي امتدت من سنوات تبلغ ميلاد هذا المراهق حقيقة لم اتفاجأ كثيراً بهذا الموقف والذي كنت ادعو الله - منذ سنوات - أن لا يقع فيه صاحبي و لم استطع أن احجب إبتسامة خفيفة بنظرة مشفقة فهم مغزها فرد بعفوية و نظرات متحطمة "ماهو وقت عتاب الله يرحم والديك !! شف لي حل ؟ ولدي ما يبغاني !! ما يحب يجلس معي !! واذا جلس كانه في تحقيق كلمة ورد غطاها!! او منشغل بالجوال !! ولو تاصله ريحة رسالة من أحد اخوياه فز كانه مقروص وطلع وخلاني!! واذا دخلت عليه وهو يمزح مع أمه يسكت !! ليش ما يتعامل معي زي ما يتعامل مع امه على الأقل ؟!! .
لم استطع أن اقدم له شيئا فقد كان لي معه في سنوات مضت بعض الوقفات بخصوص ضرورة أن يوازن بين العمل والتجارة والتربية وأهمية تواجده بين أبنائه فقط نصحتة باستشارة مستشار أسريا لعله ينقذ ما يمكن إنقاذه ويكون هناك بصيص أمل في حل المشكلة.
للأسف كثير مثل صاحبي ممن انشغلوا بتنمية رأس المال والتجارة عن أهم رأس مال وتجارة!! ولن يدرك هؤلاء اللاهثين في متاهات الحياة أهمية التصاقهم بأبنائهم في صغرهم واحتوائهم والموازنة بين تأمين الحياة الكريمة لهم والتربيةالصالحة إلا إذا تفاجؤا بهم وقد اصبحو شباب استغنوا بمن لا صقهم في صغرهم أو من احتواهم في بداية مراهقتهم بينما هو يكون على اعتاب الشيخوخة التي يحتاج فيها إلى من يؤانسه ويجالسه وليست فقط من يخدمه فلو كان الأمر لمجرد الخدمة فقط فكل ما هنالك فيزا و أقرب مكتب عمل… .والله يخلي ( عيال القروش ).