لا شك أن كل مجتمع يسعى مسؤوليه ومواطنيه لجعله وطناً صالحاً للعيش ، ويتمتع قاطنيه بالراحة والسعادة والأمن والأمان ، وهذا والحمدلله ديدن وطننا الغالي وقيادتنا الرشيدة وشعبنا الحبيب .
ولكن للأسف هناك قنابل موقوتة ، منتشرة هنا وهناك يجب التنبه لها ، وتسليط الضوء عليها لحماية ديننا وقيادتنا وشعنا من شرورها .
فهناك عمالة مجهولة تسرح وتمرح ، بلا حسيب ولا رقيب ، ولا تكاد تخلو منطقة من مناطق بلادنا إلا ولهم موقع يتمركزون فيه ، إضافة إلى سيطرتهم على بعض الحرف والمهن ، التي يتحكمون فيها بالسعر والنوعية ، مثل حلقات الخضار ومواد البناء وأسواق الماشية ، والكثير الكثير من أسواق البسطات بشتى أنواعها ، وقد أصبحت حِكراً عليهم ، وإن حاول المواطن العمل فيها قوبل بالإبعاد والإقصاء والمحاربة .
وأيضاً هناك بعض الحارات القديمة البعيدة عن الأعين ، المشتملة على أبنية عشوائية وطرق ضيقة ، مما جعلها مأوى للمتخلفين الذي لقوا فيها ملاذاً آمناً ، إذا حاول رجال الأمن ملاحقتهم أو القبض عليهم ، وهذه الحارات تزخر بالكثير من الفواحش والمنكرات ، والمخدرات بأنواعها إضافة إلى أنها تحوي بعض الأسواق التي يلجأ إليها اللصوص لتصريف مسروقاتهم وبيعها .
كما أن هناك أساليب جديدة ومنظمة لامتهان مهنة التسول عند الإشارات ، وبشكل مرتب وأوقات معينة ، ومجموعات تتناوب على الموقع الواحد ، مما يوحي أن هناك تنظيم وترتيب ، وليس عملاً عشوائياً فربنا وحده العالم منهم المسؤولين عن ذلك ، أو أين تذهب هذه الأموال ، أو لصالح من ونحن بين الفترة والأخرى نسمع ونقرأ عن المبالغ الطائلة التي تكون مع بعض المتسولين المقبوض عليهم .
وأما عن الشائعات فحدث ولا حرج ، فلا يكاد يخلو يوم إلا وتنتشر شائعة مجهولة المصدر ، الغرض منها إحداث بلبلة بين المواطنين ، سواءً كانت سياسية أو تجارية أو صحية أو غير ذلك ، وعند البحث والتقصي يلاحظ أنها تصدر من خارج المملكة ، وللأسف ينساق خلفها ضعيف العقل والدين ، وهم قلة والحمدلله وهنا يجب إجاد وسيلة سريعة جداً ، لدحض وبيان ومحاربة أي شائعة منتشرة ، قبل أن تبلغ الآفاق وتكون هذه الوسيلة مصدراً للمواطنين يلجأون إليها لتحقق مما شاع وانتشر .
وكذلك ظهرت على السطح وبشكل واسع العصبية القبلية ، وكأن العصر الجاهلي قد عاد من جديد ، فاصبح مصدر التفاخر الوحيد هو القبيلة ، وقد حارب الإسلام ورسولنا صلى الله عليه وسلم هذه الظاهر ، وحذر منها وخاصة لأن عواقبها وخيمة ، وتساهم بشكل أو بآخر في تفكيك المجتمع ، أو وضع حساسيات ونزاعات بين أفراده ، ومما أجج هذه الظاهر بروز وبشكل مفاجئ مايسمى (بالشيلات) ، التي يغلب على طابعها التفاخر القبلي والتنافس في ذلك ، ونحن لسنا ضدها ولكن ضد بعض مواضيعها ومسالكها .
أيضاً يلاحظ في الفترة الأخيرة هجرة العقول المبدعة ، للعمل خارج المملكة ، لأن وياللأسف لدينا من يقتل الإبداع ويقف أمام الموهبة ، فكم وكم من طبيب مبدع ومهندس رائع في شتى المجالات والتخصصات ، هاجروا لبلاد أخرى لأنهم لم يجدوا حظناً يهتم ولا عقلاً يفهم ، بل مايزيد في قلوبنا الغبنة والألم ، وجود الأجنبي في الجامعات والمؤسسات والمستشفيات بخير هذه البلاد ينعم .
والكل يعلم أن الرياضة وجدت للمتعة والتسلية ، والمحافظة على صحة البدن والعقل ، ولكن للأسف انتشر فيها سرطان لايرحم ، وهو التعصب الذي تصدر المشهد فيه بعض الإعلاميين قليلي العلم والعقل ، وهم ليسوا بأهل لذلك ، فنشروا التعصب والأكاذيب وتزييف الحقائق والسباب والشتم والقذف والدخول في النوايا ، وعبارة (إن لم تكن معي فأنت ضدي ) عبر منابر إعلامية متدنية المستوى والمضمون وفرت لهم البيئة فعاثوا فساداً ، وانساق بعض الجمهور خلفهم ، فانتشرت بينهم البغض والغل للأندية المنافسة ، وتناسوا أنهم يجمعهم الدين ثم الوطن ، لذلك يجب الأخذ على أيدي السفهاء وإخضاعهم للمحاسبة ، لتتطهر رياضتنا من هذا المرض الخبيث .
هذا غيض من فيض ، ولكي يعالج ويطيب الجرح لابد أن يفتح وينظف ويطهر لكي يشفى ، أما تغطيته ومداراته من بعيد فلاً يجدي نفعاً ، وهذا الكلام قيل من القلب ليصل للقلب بإذن الله .