(تجديد الخطاب الديني) عبارة انتشرت في الاونة الاخيرة انتشارا واسعا لانكاد نعرف مدى هذا الانتشار فنجدها في المؤتمرات العالميه وعلى ألسنة الساسة وقادة الدول وجل المثقفين سواء كانوا في مجتمعنا أو في مجتمعات أخرى،وكذلك مانسمع كثيرا عنها في وسائل الإعلام المحلية منها والأجنبيه،وفي اوساط المجلات والصحف الورقية منها والإلكترونية،بل لا أبالغ عندما أقول أني اسمعها في كل ساعة زمن من يومي.
ولكن عندما نأخذ القصد الطيب من هذه العبارة فهي تعني تجديد الأدوات والآليات التي تعمل بشكل منضبط ووفق ضوابط معينه لكي نستطيع من خلالها الوصول الى خطاب ديني نافع ورشيد لايتعدى على ثوابت وقيم هي من صلب العقيدة السمحة،وأرى ان التجديد الذي جاء من منطلق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم"ان الله يبعث الى هذه الأمه على رأس كل مائة سنه من يجدد لها دينها" هو المقصود بالتجديد الحقيقي للخطاب الديني من حيث تعليم الناس دينهم وتعليمهم السنن ونفي الكذب عن الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال تمييز الصحيح من الضعيف من أحاديثه والقضاء على البدع وإحياء السنن وهذا مايقصد به تجديد الفهم الديني ذلك الفهم الذي انتجه العقل الإنساني على مدار عقود من الزمن.
وأما عندما نذهب الى قصد خبيث من عبارة (تجديد الخطاب الديني)وبالأحرى لمن هم يريدون ان يفصلوا الدين عن كل شيء في الحياة فنجد انهم يريدون من هذه العبارة الاعتداء على ثوابت الدين وقيمه بل وتمزيق أصوله بخلق حجج لا معنى لها ولاوجود لها فهم يصرخون ويقولون نريد ان نكون من المجتمعات المتقدمه وهم لم يفتحوا كتابا ولم يقرؤوا اية في كتاب الله،ويعدوننا بثورة ثقافية سوف تجعلنا في اعالي القمم وثقافتهم الحقيقية لاتتجاوز طاولة(المشروبات الروحيه)
في ملهاً ليلي يجلسون فيه كما أنهم يعدوننا بمؤلفات جديدة تغذي عقول شبابنا فلم يأتي من مؤلفاتهم إلا الإلحاد والضلال ومؤلفات تحت مسمى كيفية ممارسة الجنس والتمرد على الواجبات فعلا انه عقل ملوث بإمتياز الكذب رايتهم والحشيش رغبتهم والجنس غايتهم وعندما يأتي العدو تنحني ظهوره ليركبهم وينشر فساده في المجتمع هذا هو العقل اللاديني الذي يريد تجديد الخطاب الديني فنحن يجب علينا كمجتمع اسلامي ان نحارب هذه الأفكار القذرة وفوقها نصنع محرقة(هيلوكست)جديدة ليست لحرق البشر كما فعلت النازيه بل لحرق كتب ومؤلفات تريد ان تحرق عقول شبابنا وإبعادهم عن الصراط المستقيم فتجديد الخطاب الديني يجب ان يتجسد في محاربة العقل اللاديني وإن لم يكن كذلك فهو لا ديني.
عجبت ازراء الغبي بنفسه
وصمت الذي كان بالعلم اعلما
ففي الصمت ستر للغبي وانما
صحيفة لب المرء ان يتكلما