سأتحدث بلهجة بسيطة ممزوجة بشيء من التقعر في اللغة والتحذلق حيناً والفلسفة ان طرق لها طارق.
فأقول:-
عندما يبني الجهل العقائدي بيته المنسوج من خيوط العنكبوت الواهية ، ويضرب بـ أوتاده على سفوح وقمم العقول الخاوية ، تكون البيئة مهيئة لنمو الخرافة بين فئات ذك المجتمع توارثاً اباً عن جد ، وعندما تنمو الخرافة وخصوصاً الخرافة العقائدية الدينية تسهل السيطرة على ذلك المجتمع الذي تعشعش وتبني اوكارها فيه ويكون العُوبة وأضحوكة بأيدي الآخرين!
من خلال هذا المنعطف وعلى حافته المنحدرة يرقص الأذكياء أو بالأصح الخبثاء طرباً ونشوة ، مستغلين خبثهم أو بالأصح افقهم الواسع والذي تفتق عن علم مبني على معطيات عقليه ثابتة وليست تخمينية تبعية خاوية ، لاستصلاح أراضي خصبة داخل تلك العقول واستزراع بذور التخلف في سهولها وعلى شواهق جبالها المعتبرة ، والذي من خلاله يستعبدون تلك المجتمعات ويسيرونهم بناء على اهوائهم و رغباتهم ؟
في زاوية حادة نوعاً ما ؟
ظهر جيل من الشباب المتدين منغلق العقل والتدبر ، لايفقه في الدين اكثر من تبعيته لشيخه الفلاني وماقاله؟
من صلب هذا الوسط ومن بين ترابه انخلق جنين مشوه ونماء بعقلية حمقاء لا تقبل النقاش حتى بما لا يقبله العقل ولا المنطق!
فحينما يرى الحذاء مقلوب يستشيط غضباً ويبادر بإعادته لوضعه الصحيح مقتنع بما أوحي اليه ان في ذلك أجراً ومثوبة!!
ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ وتحديداً في ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻧﻴﻮﺩﻟﻬﻲ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻳﻤﺮ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﻣﻊ ﻗﻨﺼﻞ مملكته ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺭﺃﻯ ﺷﺎﺑﺎ ﻫﻨﺪﻳﺎ ﺟﺎﻣﻌﻴﺎ ﻳﺮﻛﻞ ﺑﻘﺮﺓ ، ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺳﺎﺋﻘﻪ ﺑﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺑﺴﺮﻋﺔ ، ﻭﺗﺮﺟّﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣُﺴﺮﻋﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ " ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ " ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺻﺎﺭﺧﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ بصوت مفزع ﻭﻳﻤﺴّﺢ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻫﺎ طالباً ﺍﻟﺼﻔﺢ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺳﻂ ﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ اجتمعوا ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺻﺮﺍﺧﻪ.
ﻭﻭﺳﻂ ﺫﻫﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺍﻏﺘﺴﻞ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﺒﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﻣﺴﺢ ﺑﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ إﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺠﺪﻭﺍ ﺗﻘﺪﻳﺮاً ﻟﺮﺑّﻬﻢ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺏُّ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺠﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ إيماناً مصطنعا منه بقدسيتها !
ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻮﺍ ﺑﻌﺪ ذلك ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻛﻠﻬﺎ ﻟﻴﺴﺤﻘﻮﻩ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻟﻘﺪﺱ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﺟﻼﻟﻬﺎ ، ﻭﺑﺮﺑﻄﺘﻪ ﻭﻗﻤﻴﺼﻪ ﺍﻟﻤُﺒﻠﻞ ﺑﺎﻟﺒﻮﻝ ﻭﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﻤﻨﺜﻮﺭ!
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﻟﻴﺮﻛﺐ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﻨﺼﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺩﺭﻩ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻣﺎﻓﻌﻠﻪ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺣﻘﺎ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮ؟؟
ﺍﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ : ﺭﻛﻠﺔ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻟﻠﺒﻘﺮﺓ ﻫﻲ ﺻﺤﻮﺓ ﻭ ﺭﻛﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ والخرافة وانفكاك من براثن الخرافة ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪﻫﺎ ان تسيطر على عقول أبناء هذا المجتمع.
ﻭﻟﻮ ﺳﻤﺤﻨﺎ ﻟﻠﻬﻨﻮﺩ ﺑﺮﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻟﺘﻘﺪﻣﺖ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ إﻟﻰ الأﻣﺎﻡ ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻨﺨﺴﺮ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻨﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ، ﻓﻮﺍﺟﺒﻨﺎ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻫﻨﺎ ﺍﻥ ﻻ ﻧﺴﻤﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻷﻧﻨﺎ ﻧُﺪﺭﻙ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﻭﺳﻔﺎﻫﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﺟﻴﻮﺷﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﺨﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ !!
من خلال هذه القصة الواقعية نستوحي كيف يتم تفخيخ العقول بإرث خرافي عقائدي منخرف تراكمي مبني على اكواخ من الجهل ، يدفع ببعض الأغرار إلى القتال دونه وسفك الدماء بحثاً عن الحور العين بين أشلاء ممزقة ودماء متناثرة ودور عبادة معطلة!
دمتم بخير ..
التعليقات 3
3 pings
عيسى رجعان العوفي
24/04/2017 في 2:23 م[3] رابط التعليق
رائع جدااااا
ابو احمد
دمت بهذ التألق
(0)
(0)
محمد بن جهز العوفي
24/04/2017 في 11:51 م[3] رابط التعليق
اسعدني مرورك يا استاذ عيسى
تحياتي لك
(0)
(0)
ناطق بالحق
29/04/2017 في 9:50 م[3] رابط التعليق
اتمنى لك التألق والأزدهار ي صاحب المقال واتمنى ان تستمر في مثل هذه المقالات المتألقه عسى ان تعي بعض العقول الذابله الشبيهه بالنباتات المحجوب عنها الضوء.
ودمت بود
(0)
(0)