أكدت وكالة أسوشيتد برس، أن أفراد قوات حفظ السلام الأممية متورطون في إستغلال الأطفال جنسيًا في هايتي، إذ أن الأطفال المشردين كانوا يبحثون عن الأكل الذي كان يوفره لهم الجنود مقابل الجنس من فتيات وصبيان، قد يكون عمرهم يصل بالكاد لـ12 سنة.
وقالت فتاة من الضحايا لمحققين أمميين، إنها أقامت علاقات مع 50 جنديًا من قوات حفظ السلام بين عمر الـ12 والـ15، ومن ضمنهم قائد أعطاها 72 سنتًا.
وبحسب تحقيق للوكالة الأمريكية، فيوجد حوالي 2000 بلاغ بالإستغلال الجنسي ضد قوات حفظ السلام حول العالم على مدار 12 عامًا، أكثر من 300 بلاغ منهم كان من أطفال، بينما تم حبس عدد ضئيل جدًا من الجناة بهذه التهم. ولا تختص الأمم المتحدة قانونا في محاكمة المتورطين، بل تترك هذا للدول التي يأتي منها الجنود.
وبحسب تحقيق داخلي في الأمم المتحدة، اطلعت عليه الوكالة الإخبارية، استغل 134 جنديًا سريلانكيًا 9 أطفال من 2004 حتي 2007، وتم إبعاد 114 منهم إلى بلادهم، ولكن لم يُسْجَن أحد.
وتم اغتصاب مراهق في هايتي جماعيا في 2011 على يد جنود من أوروجواي، بالإضافة إلى اغتصاب عشرات النساء، وعشرات أخريات اضطررن لقبول علاقات جنسية لتوفير المال في البلد الذى يعيش فيه فرد على أقل من دولارين ونصف يوميا، على حد قول أسوشيتد برس.
ويحاول محامي من هايتي، ماريو جوزيف، الحصول على تعويض لضحايا الكوليرا التى تسبب في انتشارها جنود نيباليون، ومات جرائها 10 آلاف شخص، كما يسعى للحصول على اعتراف بأبوة جنود أمميون للعديد من الأطفال أنجبوهم من 12 امرأة في هايتي.
ونقلت الوكالة عن المحامي قوله: “تخيل إذا ذهبت الأمم المتحدة لأمريكا واغتصبت الأطفال وتسببت في انتشار الكوليرا.. إن حقوق الإنسان ليست فقط للأغنياء البيض”.
وفي أغسطس 2007، تلقت الأمم المتحدة شكاوي عن “تعاملات مشبوهة” بين الأطفال والجنود السريلانكيين، واستمع محققون أمميون لـ9 ضحايا وشهود أخرين بينما كانت الحلقة الجنسية لا زالت نشطة.
وتعرفت إحدي الضحايا على 11 جندي سريلانكي من خلال الصور، وقالت ضحية أخري إنها كانت تقيم علاقات مع الجنود يوميا مقابل المال أو العصير أو الكعك. وتلقت ضحية أخري اتصالا من أحد الجنود السريلانكيين بينما كانت مع المحققين الأمميين، وتبين أن الجنود تبادلوا رقم هاتفها لطلب العلاقات الجنسية معها.
وقال أحد الصبيان للمحققين إنه أقام علاقة مع أكثر من 20 جندي سريلانكي، وإنهم كانوا يزيلون بطاقات تعريفهم من فوق زيهم قبل أن يأخذوه إلى سيارات النقل الأممية لاستغلاله جنسيا، وقال صبي أخر إنه تم استغلاله من قبل أكثر من 100 جندي سريلانكي بمعدل 4 جنود يوميا على مدار 3 سنوات.
وبحسب التقرير، قام أكثر من 134 جندي سريلانكي باستغلال الأطفال ما بين أواخر عام 2004 حتى منتصف أكتوبر 2007، وعاد 114 جندي منهم لبلادهم. وتستمر الأمم المتحدة في إرسال سريلانكيين لهايتي.
ولم ينتهِ الاستغلال الجنسي عند إنهاء حلقة الجنس القائم عليها سريلانكيون، فقالت “جانيلا جين” إنه عندما كانت عذراء في عمر الـ16 قبل 3 أعوام، اغتصبها جندي برازيلي من قوات حفظ السلام تحت تهديد السلاح فحملت منه، ولكنها لم تبلغ بالواقعة، مثلها مثل العديد من الضحايا بسبب خوفها الشديد.
ويأتي المغتصبون من بندجلاديش، والبرازيل، والأردن، ونيجيريا، وأوروجواي، وسريلانكا، وباكستان، وحبست الأخيرة جندي واحد لجرائم جنسية في هايتي، بحسب الأمم المتحدة، وقد تكون هناك دول أخري ولكن المنظمة بدأت تسجيل الجنسيات بعد عام 2015، طبقا للوكالة.
للأمم المتحدة نحو 5 آلاف جندي وموظف في هايتي، ومن المنتظر تخفيض العدد في أكتوبر.
ويقول بعض المواطنون إن الأمم المتحدة أضرت هايتي أكثر مما نفعتها، ولكن المنظمة الدولية تقول إنها ساهمت في استقرار البلاد لسنوات وأنقذت العديد من الأرواح بعد زلزال 2010 المدمر ومنعت اندلاع أعمال العنف ودربت الشرطة ودعمت القضاء وفرضت الأمن أثناء الانتخابات.