هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس السوري بشار الأسد، ووصفه “بالسفاح”، مطالبا بوضع حد “للحرب الأهلية في سوريا”.
وندد ترامب في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، بما وصفه بالقتل الوحشي للمدنيين الأبرياء في سوريا، كما أوضح أن تعامل روسيا مع الهجوم الكيماوي على خان شيخون كان مخيبا للآمال، مؤكدا أنه قام بالشيء الصحيح عندما وجه ضربة صاروخية على قاعدة الشعيرات الجوية.
كما ذكر ترامب أن العلاقات الأمريكية مع روسيا قد تكون في أدنى مستوياتها على الإطلاق، بعد رفض موسكو التخلي عن دعمها لبشار الأسد في أعقاب الهجوم الواضح بالأسلحة الكيماوية على حد تعبيره.
وقال: “من الممكن ولكن من غير المرجح أن تكون روسيا علمت مسبقا باستخدام غاز الاعصاب (السارين) فى خان شيخون”.
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي تقدمت به واشنطن ولندن وباريس وكان يهدف لإدانة “الهجوم الكيماوي” في سوريا ويطالب دمشق بالتعاون مع المحققين.
وتعد هذه المرة الثامنة التي تحمي فيها روسيا الحكومة السورية في مجلس الأمن، إذ كان من المقرر أن يسمح القرار بفتح تحقيق ميداني من جانب منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية.
وكان سيُطلب من الحكومة السورية بموجب القرار تقديم معلومات عسكرية، بما في ذلك سجلات الرحلات الجوية يوم “الهجوم الكيماوي”، وضمان الوصول إلى القواعد الجوية.
وامتنعت الصين، إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن، عن التصويت وكذلك فعلت إثيوبيا وكازاخستان، بينما صوتت عشر دول أخرى لصالح القرار، وانضمت بوليفيا إلى روسيا للتصويت ضده.
ونددت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، بالفيتو الروسي وقالت “إنكم تعزلون أنفسكم عن المجتمع الدولي في كل مرة تلقي فيها طائرات الأسد قنابل على المدنيين، وفي كل مرة يحاول تجويع جماعة أخرى حتى الموت”.
وكان الرئيسان الأمريكي والروسي قد كشفا عن اختلاف موقفهما من الصراع في سوريا، إذ قال ترامب في حديث مع شبكة فوكس الإخبارية معلقا على الهجوم على خان شيخون : “هل رأيتم الطفلين الجميلين اللذين يرقدان على ذراع والدهما، وهل رأيتم هؤلاء الأطفال الذين كانوا يحاولون التنفس وتعلمون أنهم كادوا يفارقون الحياة”.
وأضاف أنه طلب خيارات من وزير دفاعه ثم “ضربناهم بقوة”.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقال إن ترامب “خرق القانون” بالهجوم على قاعدة جوية سورية، وإن مستوى الثقة في الولايات المتحدة “بات أكثر سوءا” منذ تولي ترامب الرئاسة.
وعندما سألت قناة مير التلفزيونية بوتين عن الاتهامات الموجهة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد بشن هجوم كيماوي على خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في إدلب، أكد بوتين أن “سوريا تخلصت من مخزونها من الأسلحة الكيماوية”.
وقال بوتين، متحدثا بشأن العلاقات بين موسكو وواشنطن “يمكن للمرء أن يقول إن مستوى الثقة على المستوى العملي، خاصة المستوى العسكري، لم يتحسن، ولكنه تدهور”.
وجاءت تصريحات الرئيسين في الوقت الذي بدأ فيه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تليرسون اجتماعا مع فلاديمير بوتين في الكرملين، حسبما أكدت متحدثة باسم السفارة الأمريكية في موسكو.
وكان تيلرسون قد اجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي قال إن موسكو يجب أن تحصل على أدلة دامغة قبل الجزم بمن يقف وراء “الهجوم الكيماوي” في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب.
أما تيلرسون فحذر من أن تخاطر روسيا بدورها في الشرق الأوسط، فيصبح عديم المغزى بسبب استمرار دعمها لبشار الأسد.