وضع الاتحاد الأوروبي إستراتيجية لتنظيم مفاوضات خروج بريطانيا منه، وقد أشرف رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك على هذه الإستراتيجية، متحدثا عن ضرورة تبني “توجه تدريجي” في المفاوضات.
ومن المقرر أن تُرسل القواعد، التي ستنظم صيغة المفاوضات مع بريطانيا على مدى العامين المقبلين، إلى سبع وعشرين دولة في الاتحاد الأوربي، لتبدأ المفاوضات التجارية في أعقاب تحقيق “تقدم مرضي” بشأن إجراءات إنفصال المملكة المتحدة عن الكتلة الأوروبية.
وسلمت بريطانيا الأربعاء إخطارا رسميا للاتحاد الأوروبي بشأن قرار مغادرتها الاتحاد الأوروبي بعد عضوية دامت أربعا وأربعين عاما.
وجاء تفعيل بريطانيا للمادة الخمسين من معاهدة لشبونة بعد تسعة أشهر على الاستفتاء الذي صوت 51 في المئة من البريطانيين فيه لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ودعت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى إجراء مفاوضات الخروج جنبا إلى جنب مع المحادثات بشأن العلاقات التجارية المستقبلية.
لكن مسودة القرار الأوروبي أعطت الأولوية لترتيبات الخروج ومن ثم الانتقال إلى مناقشة العلاقات التجارية البريطانية الأوروبية.
وقال تاسك في مؤتمر صحفي في مالطا الجمعة إن “المفاوضات قد تكون صعبة ومعقدة وقد تعتريها بعض المواجهات”، إلا أنه أعرب عن أمله في أن يتبنى جميع الأطراف توجها إيجابيا.
وأكد تاسك أن دول الاتحاد لن تتبع نهجا عقابيا تجاه بريطانيا، إذ أن خروجها منه يعد “عقابا في حد ذاته”، على حد قوله.
وأضاف قائلا: إن دول الاتحاد تقتسم مع بريطانيا رغبتها في “علاقات وثيقة تتخطى الجانب الاقتصادي وتتضمن التعاون في الجانب الأمني الذي يظل من أبرز الاهتمامات المشتركة بين كافة الأطراف”.