هناك الكثير ممن يتساءل عن سر سوء العلاقة بين النُخب من كبار القوم وأصحاب البشوت والبطون الكبيرة والمتسعة وذات المقاسات الكبيرة جداً
مع هذا المواطن الغلبان المغلوب على أمره
والذي لا يعرف غير جلبابه وهمومه ولقمة عيشه والتي لا تأتي إلا بعد كدٍ ونكد حتى في أبسط حقوقه ومع صغر مقاساته
هو ذاك المواطن الذي يقنعه ابتسامة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين.
بينما أغلبكم ينصبون له العداء والعوائق أمام كل مصالحه مع علمكم أن وجود هذا الكائن الغلبان والكادح ليأخذ اللقمة الحلال
هو السبب بعد الله لوجودكم ولتكاثر أموالكم وتنوع مناصبكم وأتساع حناجركم بالأصوات الجوهرية فلولاه لما كنتم ولا كانت مناصبكم وما كبرت حتى أحلامكم
.
حتماً أنتم تعلمون بأن هذا المواطن هو رجل الأمن والطبيب والمهندس والمزارع والسائق والفراش والبائع والمستهلك لبضائعكم ألخ......؛
هو نفسه المواطن الذي يقف بكل شجاعة واقتدار منقطع النظير أمام الرياح العاتية التي تكاد تقتلع الجبال الرواسي
وهو نفسه بعد الله تعالى من يدفع حياته دائماً ثمناً لحماية وحفظ و استقرار هذا البلد.
بينما أنتم تبحثون عن الفرص السانحة لنهش لحمه وعظمه ومخه أيضاً
بل وتتسمر أعينكم أمام الشاشات تنتظرون الأخبار والقرارات أو أسعار البورصات أو قد يفكر البعض أين يكون الاستثمار القادم وفي أي بلد عند الإحساس بأن أمراً يُعقد بليل
نعم
ثم تنامون ملئ جفونكم عندما تأمنون على أموالكم ومناصبكم بينما لا يكون في حسبانكم ذاك الوطن أو المواطن المسكين.
لماذا لا تفكرون برد الجميل لتلك الدولة التي منحتكم كل التسهيلات وبالمجان وكما تشتهي أنفسكم مما لذ وطاب من مصادر متنوعة
لماذا لا تفكرون برد الجميل لذلك المواطن الذي لا يتردد في شراء كل مايتم عرضه من الصيني والتيواني والتوقيع على أوراقكم وهو مغمض العينين حتى أصبحتم ذوو أوزان وعائية كبيرة تأكل الأخضر واليابس.
أين الرحمة أين المحبة في الله أين حب الوطن الذي تتغنون به في كل واردة وشاردة حتى رؤية 2030 لم تسلم منكم وأكاد أجزم بأنكم في واد وهي في أخر
فقط لتظهرون أنكم "ميتين" في هذا الوطن وأهله بينما واقعكم الحقيقي يقول غير ذلك.
الوطن لا يريد منكم أكثر من اعتباره الأم والأب الذي احتضنكما عندما كنتم صغاراً رعاعاً لا تفقهون أبجديات الحياة
لتردون عليه بعضاً مما أعطاكم بدلاً من ذلك كبرتم وأصبحتم عاقين له لاتذكرون له معروفاً ولا تقرون له قدرا "نعم تنشد عن الحال هذا هو الحال"
بقلم / عائض الشعلاني
asa62269@gmail.com
التعليقات 1
1 pings
محمد فهاد الغامدي
26/03/2017 في 9:28 م[3] رابط التعليق
اتمنى من اضواء الوطن تكون كما عهدناها من تقدم مزدهر وكتاب ينقشون باقلامهم الرائعة سطور هذه الصحيفة المميزة لذا هذه خطبة جمعة وليس مقال مع احترامي لشخص ولكن الانتقاد جميل وصحيفة اضواء الوطن منا وفينا
(0)
(0)