استبشر المعلمون خيراً وتناقلوا الأخبار ، فأخيراً وبعد طول انتظار وزارتنا شعرت بِنَا ، وحست بمعاناتنا .
الكل كان يترقب وينتظر فالتأمين قادم للمعلم ، تباشير من الفرح هنا وكلمات شكر هناك ، ولا زلنا نسمع الأقاويل والتكهنات وكانت كلها إيجابية ، فالمعلم عاش حلماً جميلاً كانت نهايته كابوساً مرعباً .
وأتى اليوم الموعود والمعلم يقلب الصحف والهشتاقات لعل فرحه أن يكتمل ولعل معاناته أن تزول ، ليُصدم بوزيرٍ يطالبه أن يدفع ويدفع ، حاول المعلم أن يعزي نفسه بأن الأموال المدفوعة أقل وهي كذلك بلا شك لكنه أنصدم بسوء الشركة وسوء سمعتها .
تحمل المعلم الصدمة وعاد لفصله مبتسماً ، عاد ليتحمل مرضه وتعبه فهو لا يستحق أن تهتم به وزارته ، عاد ليبذل من صحته وماله ليرتقي بجيل المستقبل دون أن يُراعى أو يهتم به ، عاد المسكين متحملاً كل الصدمات السابقة والحاضرة والمستقبلية .
وبما أننا المعلم جبل شامخ يتحمل الصدمات ، فلا ضير بأن ينتقد من رأس الهرم فالمدارس السعودية وفقاً لرأيه ينقصها المعلمون الحقيقيون ، فالحاليين استكانوا لعملية التلقين وشعروا بأنها مريحة وسهلة لهم .
تعود المعلم على مثل هذه الهجمات من وزارته وخارجها ، بل أصبح لديه مناعة منها ، بل أتوقع أنه قد يتعرض لانهيارات عصبية نفسية إن مدحه مسؤول وزاري أو أثني عليه ، فكلنا نتذكر تغريدةً لمتحدث الوزارة التي أنصف فيها المعلم وأنصف جهده تناقلها المعلم لتبلغ القاصي والداني .
إن لسان المعلم وحاله يقول على مين تلعبها يا وزير ، فاستغفالنا والتعامل معنا بمثل هذه السطحية لن يجدي نفعاً .