الموظفون في الأرض على مختلف مراتبهم صنف من البشرمنحهم الباري - ابتلاء - ولايةً على جزء من مصالح الناس مقابل أجر ( الأجر مقابل العمل ) وهم في أداء أمانة عملهم على أصناف ثلاثة ( ظالم لنفسه و مقتصد و سابق بالخيرات ) .. وبقدر فهم الموظف ، أن الوظيفة التي كلف بها ويستحق بموجبها الأجر(الراتب)أمانة تكليف لاتشريف يكون فلاحه ونجاحه دنياً وأخرى .
•• وبقدر استشعاره لعظم المسؤولية وأن هناك حساباًوعقاباً ( وسوف تسألون ) يكون فلاحه ونجاحه دنياً وأخرى .
•• فلِمَ تقصير الموظف في أداء واجباته المهنية ولِمَ ينظر للمراجعين شزراً ويعاملهم بغلظة ، أيظن أنه يتفضل عليهم حين يقضي حوائجهم ويقدم الخدمات النظامية لهم بالرغم أن أجره إنما يُدفع له لكي يخدمهم ويقضي حوائجهم يحدث كل ذلك للأسباب التالية :-
•• إما جهل من الموظف بالواجبات المهنية للوظيفة التي يشغلها ويتقاضى أجره ( راتبه ) مقابل ذلك العمل فيصيبه غرور المنصب فيظلم نفسه أولاً ثم يعطل حقوق الناس ومصالحهم أويسلبهم إياها ظلماً وعدوناً .
•• وإما قصور في واجبات إسناد المهام وتوزيع المناصب الإدارية التي بموجبها تتم متابعة الموظفين لكي تتم محاسبة المقصرين أو مكافأة المحسنين والمتميزين .
•• فالموظف الجاهل يتناسى عمداً أو جهلاً أن الله سيسأله ( وسوف تسألون ) وأن وجوده على رأس العمل إنما هو لقضاء مصالح الناس فبقدر إتقانه يكون أجره حلالاً .. لذا نرى كثيراً من الموظفين يشتكي قلة البركة في راتبه ومرد ذلك إلى تقصيره في أداء المهام الموكلة إليه فيحدث نزع البركة -عياذاً بالله - عقاباً له على تضييع حقوق الناس وتفويت مصالحهم .
•• والمسألة الأخرى تكون بسبب القصور في المتابعة والمحاسبة حسب التسلسل الإداري وذلك بسبب المحسوبيات في إسناد المناصب القيادية لذا ترى ( الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب ) فيحدث التسيب الذي بسببه تضيع حقوق الناس وتتعطل مصالحهم بين موظف متسيب يرى الوظيفة العامة منحة إلاهية و مسؤول مقصر يرى المنصب حق مكتسب له يقدم ويؤخر حسب هواه ومصلحته دون وازع من ضمير أو رادع من نظام .
•• فلواستشعرالموظفون على كافة مستوياتهم
معنى ومغزى الحديث الشريف ((اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ )) لصلح الحال والمآل ولحلت البركة في رواتبنا ولعشنا السعادة الوظيفية واقعاً وحقيقة ماثلة يؤدي الموظف أمانته و يتحقق لصاحب الحق الرضا لتأكده من أن حقه محفوظ دون الحاجة إلى شفاعة أو واسطة ترهقه أوتذله .
أمانة الوظيفة جزء من الأمانة التي عرضها الباري سبحانه على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها ابن آدم الظلوم لنفسه الجهول على غيره ففي أداء الأمانة صلاح وفلاح وفي إضاعتها شر وبلاء نسأل الله السلامة والعافية والعون على أداء الأمانة على الوجه الذي يرضاه عنا .
========================
الكاتب : سمّاح سالم الرشيدي
(( حائل ))
التعليقات 2
2 pings
عبدالعزيز الدويّخ
25/02/2017 في 10:56 م[3] رابط التعليق
الله المستعان، وبيض الله وجهك يا ابو طارق على هالمقال الرائع والجارح بنفس الوقت، غفر الله لنا وللمسلمين، كم نحن مقصرين
(0)
(0)
فهد الحشيه
25/02/2017 في 11:20 م[3] رابط التعليق
كلام رائع يحاكي جزءً من الواقع.!!
وهذه المعاناه.التي نتمنى أن تزول.فالمحسوبيه والخيانه بالرشوه من كبار الإشكاليات التي تواجه العمل الوظيفي.خصوصاً.التي يحتاجها بعض أصحاب العمل.وتجد إستغلال نفوذها من الموظف!!!
وايضاً.لعدم المبالاه.وعدم الامانه.معيار كبير من هذا الفساد.
سلمت أبا طارق.
(0)
(0)