الحياة أخذ وعطاء تتسع للجميع دون استثناء ونحن في زمن واسع الأفق متنوع المجالات ومتعدد المعارف ، هناك العديد من العقول النيرة المتواضعة المحبة للعلم والمعرفة والتي هدفها أولا أن تفيد وتستفيد بكل تواضع وكل شفافية واحترام لوجهات نظر الآخر ، وهناك العقول الفارغة المغرورة المتحيزة لنفسها والمتمسكة برأيها ومبدأها دائما الأنا والأنا .
وخلال ماشاهدته الكثير منا يردد مقولات حكيمة ورائعة للغاية ولكنه يجعل من نفسه استثناء من كل تلك المقولات أو المُسَلَّمات وإنه ليس من الصواب أن يعتقد الشخص أن تميزه لا يكون إلا بمخالفة الآخرين أو بالتمسك بآرائه دون تمحيص ومراجعة لها .
ومن وجهة نظري أرى بأن من ظن أنه قد بلغ المنتهى فقد بدأ جهله .
من هذا المنطلق لا ينبغي على الشخص أن يبالغ في الثقة بنفسه حتى لا تقلب إلى غرور فهناك فرق بين أن تثق بنفسك بالقدر المطلوب وبين أن تجعل هذه الثقة تقودك إلى المبالغة والعجب بنفسك ورأيك فتتحول إلى ما يسمى بتقديس الذات ومن ثم التكبر الذي يجعلك تحتقر من سواك وللأسف أصبح الكثير الآن يتفاخر بمنصبه أو شهادته أو تخصصه أو مجاله ويحتقر من هو أدنى منه في ذلك جهلا منه أن معرفة الإنسان لا تحتكر في ذلك فقط فكم من شخص لا منصب له ولا تخصص ولا شهادة ولديه من المعلومات ماهو أقوى وأفضل ممن لديه المنصب والتخصص والشهادة ، فلا تحتقر الناس ولا تجعل من نفسك شخصا ينظر لمن هم حوله بالدونية والتحبيط من فكره أو أحلامه أو أمنياته ، لا تكن مغرورا بذاتك ولكن تذكر أن سورة يوسف بدأت بحلم وانتهت بحقيقة .