سعت وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية إلى التأكيد على الجانب الفني لعمل المشرف التربوي ولتطوير إشراف الإدارة المدرسية فقد أصدرت تعميم 33./26 في 1./9/1396هـ يحدد احتياج إدارات التعليم من مشرفي الإدارة المدرسية والمشرفات الفنيات . وفي السابق لم يكن هناك قسم خاص في الوزارة لإشراف بالإدارة المدرسية ، وكان ( مفتش) الوزارة يتفقد المدارس عشوائيا ويطلع أثناء زيارته على السجلات والمستندات والأوراق الرسمية والعهد فقط دون الدخول في تفاصيل العمل التربوي والتعليمي داخل المدرسة .
وبعد إنشاء الإشراف التربوي في الوزارة لمختلف التخصصات العلمية ، ومن ضمنها شعبة الإدارة المدرسية وعدد من التخصصات الإشرافية وقد تركزت مسؤولياتها في تنمية مهارات القيادة التربوية لدى مديري المدارس ورفع مستوى أدائهم وتمكينهم من كل ما تطلبه العملية التعليمية من تخطيط وتنظيم ومتابعة وتوجيه وتقويم، ثم تحول اسم المفتش التربوي إلى موجه تربوي ، ثم استقر الرأي على أن يحمل المسمى الجديد ( المشرف التربوي ) . ويسهم المشرف التربوي بشكل مباشر في تطوير العمل التربوي والتعليمي في المدارس ، ويقدم توجيهاته لمديري ووكلاء المدارس لتحسين الأداء داخل المدرسة وخارجها. كما يحرص مشرف الإدارة المدرسية على مشاركة مديري ووكلاء المدارس والتعاون معهم لمتابعة مستويات الطلاب ، وإنتاجية المعلم ، ودراسة ما يرد إليه من ملاحظات مشرفي المواد الدراسية الأخرى ، وغير ذلك من الأمور التربوية والتعليمية . كما يركز على مفهوم الإشراف التربوي الشامل ، ولذلك يتابع مشرف الإدارة المدرسية الخطط الفصلية والسنوية لأعمال مدير المدرسة ، ووضعها موضع التنفيذ وفقا لإمكانات وظروف كل مدرسة ، والتأكد من فاعلية اللجان المدرسية لإبراز دور الطلاب والمعلمين ، ومعالجة المشكلات والمعوقات التي تواجه أعمال مدير المدرسة ، وكذلك الحرص على الانضباط العام في المدارس ؛ كما يعد مشرف الإدارة المدرسية اليد الفاعلة في توجيه إنتاجية المدرسة ، والأخذ بأيدي قليلي الخبرة ، ونقل الخبرات الجيدة من شخص إلى آخر . وعلى الرغم من أن الإدارة المدرسية علم قائم بذاته إلا أنه لا يمكن فصل مهامها عن محيط التعليم ، إذ أن مدير المدرسة ما هو إلا معلم مكلف بهذا العمل . للحصول على معلومات أكثر راجع ( موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية) ولما كان الإشراف المدرسي عملية فنية تهدف إلى تحسين عملية التعليم والتعلم عن طريق مساعدة المعلمين على النمو المهني من خلال استخدام الأساليب المتنوعة تزايد الاهتمام بعملية الإشراف نتيجة لانتشار التعليم والنمو السريع في إعداد الطلاب والمعلمين والمدارس ونتيجة للتغير الذي حدث في التربية من حيث الأهداف والأساليب وحيث إن المواقف التي يواجهها المعلم والمادة التي يتعامل معها أقل ما يمكن أن توصف به أنها متغيرة ومتحركة لذا تظهر أهمية الإشراف التربوي والحاجة إليه من خلال ما يلي :- أن تقدم علوم التربية وطول التجارب المتنوعة فيها أدى إلى تطوير أساليب التدريس الحديثة لتتمشى مع نتائج البحوث التربوية والنفسية الحديثة وهذا تطور يحتاج إلى اختيار المناسب والمفيد للمواقف التعليمية المختلفة فالتربية لم تعد محاولات عشوائية أو أعمالاً ارتجالية لكنها عملية منظمة لها نظرياتها ولها مدارسها الفكرية المتعددة والتي تسعى جميعها إلى الرقي بالإنسان مما يؤدي إلى ضرورة الإشراف التربوي والمشرف التربوي الخبير .
إن فترة الإعداد للمعلم في معاهد إعداد المعلمين أو في الكليات التربوية لا تكفي لقيامه بواجبه على الوجه الأكمل ولاستيعابه كل الأساليب الفنية الحديثة للتدريس فليتعلموا ذلك من خلال ممارسته للتعليم وهذا يحتاج إلى المشرف التربوي الخبير في طرق التدريس الناجحة . إن التحاق عدد من غير المؤهلين تربوياً للعمل في مهنة التدريس يتطلب وجود مخطط ومدرب ومرشد وهذا من مهام المشرف التربوي . إن المعلم القديم في سلك التعليم يحتاجل توجيهه حول ما يستجد في التربية فقد يصطدم بواقع تختلف صفاته وإمكاناته عما تعلمه في مؤسسات إعداد المعلمين وهذا بلا شك يحتاج إلى مساعدة المشرف التربوي لتدريبه على الأساليب الحديثة في التدريس . يحتاج المعلم المبتدئ مهما كانت صفاته الشخصية واستعداده وتدريبه إلى التوجيه والمساعدة حتى يتكيف مع الجو المدرسي الجديد ويتقبل العمل بجميع أبعاده ومسؤولياته يحتاج المعلم المنقول من بيئة مدرسية إلى بيئة مدرسية جديدة أو من مرحلة تعليمية إلى مرحلة أخرى أو من تعليم فني إلى تعليم عام إلى مشرف تربوي يساعده في توجيهه إلى رسم أهدافه وإتباع أساليب جديدة في التدريس لينجح في عمله الجديد .
حتى المعلم المتميز في أدائه يحتاج في بعض الأحيان إلى الإشراف ولا سيما عند تطبيق أفكار جديدة حيث يستطيع المشرف التربوي استغلال كفاءة المعلم المتميز عن طريق تكليفه بإعطاء درس تطبيقي أو توضيح إجراء عملي أمام المعلمين الأقل خبرة . يتضح مما سبق أن الإشراف المدرسي ضرورة لازمة للعملية التربوية فهو الذي يحدد الطرق ويرسمها وينير السبل أمام العاملين في الميدان فمهنة التدريس التي تقوم بتوجيه عقول التلاميذ وتعليمهم تحتاج لوجود الخبراء من المشرفين خاصة لأن المعلم يتعامل مع بشر فهو بحاجة إلى توجيه ورعاية فنجاح عملية التعليم والتعلم أو فشلها يعتمد على وجود مشرف تربوي ناجح أو عدم وجوده يقوم بتنفيذ مهام الإشراف والعمل على تحقيق أهدافه .
التعليقات 1
1 pings
السرحاني
16/02/2017 في 11:43 ص[3] رابط التعليق
جميل
(0)
(0)