المشاريع التنموية في أي بلد هي المظهر الذي يتم من خلاله قياس مدى تقدم ذلك البلد ونجاحه في مواكبة ركب التقدم والحضارة فبمقدار النجاح في إنجاز تلك المشاريع بالوقت المحدد والتكاليف المقدرة والمواصفات المطلوبة يكون الحكم بالنجاح من عدمه في إدارة عجلة التنمية .
••• سئل طيب أردوغان عندما كان رئيساً لبلدية ( اسطنبول ) كيف تمكنتم من تحقيق هذا النجاح في تحسين وضع الخدمات البلدية في وقت قياسي ، قال : ( لم نسرق )
كلمة عظيمة اختصر بها أسباب النجاح .
في دراسة لمعهد الإدارة العامة أوضحت أن ٤٠٪ من حجم المشاريع الحكومية مشاريع متعثرة تلك نسبة مقلقة ومؤشر خطير يشكل قلقاً يهدد سلامة اقتصاد بلادنا مما سيؤدي إلى استنزاف خيرات ومقدرات بلادنا .
إن استشعارنا لمدى خطورة تعثر المشاريع يولد سؤالا ( لماذا تتعثر المشاريع الحكومية؟)
سؤال سهل المبنى صعب المعنى.
إن تعثر إتمام المشاريع الحكومية لايخلو من أحد الأسباب التالية : -
١- الارتجالية في تحديد توصيف كراسة مواصفات المشاريع الحكومية .
٢- ضعف الإجراءات التي يتم من خلالها إجراءات ترسية المشاريع الحكومية على المقاولين مما يولد ظاهرة مقاولي الباطن .
٣- تأخر الدولة في صرف مستحقات المقاولين لفترات طويلة مما يولد حرجا للمقاول في الوفاء بالتزاماته المالية .
٤- ضعف أجهزة الرقابة والمتابعة للمشاريع بجميع خطواتها من مرحلة الترسية وأثناء التنفيذ حتى تسليم المشروع بالوقت والمواصفات المحددة في كراسة وشروط المناقصة .
تلك أهم الأسباب التي تنشأ عنها ظاهرة تأخر أو تعثر تنفيذ المشاريع الحكومية
فهل تعلم :-
••• أن أكثر من 40 % من المشاريع الحكومية إما متعثرة بشكل كامل أو متأخرة
••• في قطاع التعليم هناك أكثر من 700 مشروع تعليمي متعثر كلياً أو متأخر مرحلياً
••• أن قيمة المشاريع المتعثرة تقدر ب 60 مليار ريال رقم مخيف جداً .. جداً .. جداً .
هذا غيض من فيض .. من أراد الاستزادة عن أرقام المشاريع المعثرة وجهاتها يمكنه الرجوع إلى تقارير الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ( نزاهة ) فسيجد من التفاصيل مايكفي .
على أن الشعور بخطورة مشكلة تعثر المشاريع الحكومية يملي على جميع أبناء هذا الشعب الكريم الإسهام والمشاركة في إيجاد الحلول المناسبة لتلك المشكلة الخطيرة .
••• وقد بادر خادم الحرمين الشريفين إلى استشعار خطورة المشكلة فوجه حفظه الله بقوله ( تابعوا المشاريع المتعثرة وحاسبوا المقصرين ) موجها كلامه للوزراء والمسؤولين
إن نظرة بسيطة إلى مايكتب عن المشاريع المتعثرة يضع أمامك تصوراً واضحاً فأهم المسببات ( المبالغة في تقدير قيمة تنفيذ المشاريع الحكومية ممايولد سوقاً لبيع ترسية المشاريع من الباطن) وهاك مثالا لذلك .
••مشروع إنشاء عدد 50 دورة مياه لحساب
إحدى بلديات المناطق بتكلفة 20 مليون ريال شيء يفوق الخيال قيمة إنشاء الحمام 400 ألف ريال. ؟؟!! ماهذا الحمام ؟؟؟!!
هذا نموذج من نماذج الفساد المستشري في قطاع إنجاز المشاريع الحكومية .الحلول تكون
بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ممن تتوفر فيهم تقوى الله والمعرفة ثم سن القوانين التي تضبط إجراءات ترسية المشاريع وكذا إجراءات المتابعة والتنفيذ من حيث كفاءة وعدالة أجهزة الرقابة لكي تتحق العدالة في مراقبة صرف أموال الدولة لكي ينصرف كل ريال إلى حيث يجب أن يكون ولمن يكون .
نسأل الله أن يحفظ لبلادنا خيرها وخيراتها وأن يرشدنا للحق والصواب وأن يحفظ قيادتنا من كل سوء إنه ولي ذلك والقادر عليه
-----------------------------
سمّاح سالم الداموك الرشيدي
حائل
التعليقات 1
1 pings
عادل
04/02/2017 في 3:46 م[3] رابط التعليق
كلام بالصميم وواقعي
(0)
(0)