كثر الحديث عن الأسر المنتجة ما بين متعاطف لحال هذه الأسر ، وما بين مستغل لوضعهم ، وما بين ذلك وذاك يقف الحليم حيران .
إن الواحد منا لن يتردد أن يدعم الأسرة المنتجة لكنه في نفس الوقت يخشى أن يدعم من لا يستحق الدعم ، فكثيراً من الأسر المنتجة أصبحت تستعين بخادمات لتجهز وتعد وقد تبيع أحياناً بعيداً عن رقابة وملاحظة .
إننا ندرك جميعاً حجم التعاطف الكبير من قبل المستهلك مع هذه الأسر لكنه بدأ ينخفض أو يتلاشى تدريجياً خصوصاً في ظل أسعار مبالغ فيها وأعلى مما تستحق .
إن انخفاض الرقابة على الأسر المنتجة جعل بعضاً منهم يتهاون في تقديم منتجات ذات جودة منخفضة وقد تكون ذات صلاحية منتهية دون أن يدون عليها تاريخ صنع وانتهاء.
وفي المقابل قد يزداد تعاطفك مع الأسر المنتجة وتتحمس للدفاع عنهم حين تدرك أن المحلات التجارية تستغل حاجتهم وتبالغ في تأجير رفوف مخصصة لهم ، ناهيك عن استغلال بعض المهرجانات لهم في تأجير محلات صغيرة بأسعار كبيرة .
وقد يزداد تعاطفك حين تلاحظ الحرب الكبيرة التي تشن عليهم من قبل أصحاب المحلات والشركات المخصصة في تجهيز الحلويات والمعجنات وكأن هذه الأسر عدوها الأول والأوحد .
إن الأسر المنتجة أياً كانت طبقتها بحاجة ماسة للدعم ، وبحاجة ماسة لوضع قوانين ضابطة حاكمة ، تراعى فيها الجوانب الصحية والجوانب المادية ، ويراقب فيها الجميع أُسراً وأصحاب محلات ، وتراعى فيها أسعار التأجير لمثل هذه الأسر .
إن هذه المشاريع فتحت لبعض الأسر دخلاً ماديا يسد رمق الأسرة ويزيد من دخلها في ظل متطلبات حياة تزداد يوماً بعد يوم ، فلنهدأ قليلاً فالمسألة تحتاج تنظيم دون تعقيد .