ذهب أخي أحمد.. ذهب المحسن الكريم.. ذهب وترك أمة تدعو له وتترحم عليه.. جموع غفيرة شيعته وجاءت لعزائنا فيه وذكر خصاله الكريمة.. افتقدنا بالأمس في خير الأيام يوم الجمعة رجلاً نبيلاًً.
ذهب عميد ندوة الوفاء التي احتضنها منزله قرابة الثلاثين عاماً تخليداً لذكرى مؤسسها الشيخ الأديب الراحل عبد العزيز الرفاعي رحمه الله.. ذهب راعي الوفاء وصلة الرحم من جمعنا وجعلنا نتقارب من بَعضُنَا حتى بات الأحفاد أصحاب.
رحل صاحب الابتسامة الحلوة.. تخرج من قلبه الجميل الذي يسعنا كلنا.. رحمك الله.. يا أميراً حفر في قلوبنا حبه.. فباتت تأنس بلقاه.
أقعدك الكرسي زمناً وسرت بك همتك إلى معارج العزة.. فعشت سعيداً.
لست بالمكافئ يا واصلاً بالإحسان إلى أقاربه، منزلك العامر مشرع الأبواب؛ تستقبل فيه القريب والصديق والجار.. تتفقد أحوالهم وأوضاعهم فتعطي محتاجهم وتشاركهم أفراحهم، وأحزانهم، وتقف بجانبهم وتعلي شأنهم. وتزور مرضاهم وتمشي في جنازاتهم. ها قدت أدركت أحب الأعمال إلى الله وامتثلت لأوامره بروح تنشد السعادة.. وأي سعادة أكبر من سعادة العطاء.. وهل يوجد أحد لم تصبه عطاياك.. تستشعر حاجاته.. تغنيه عن السؤال؟
فطب نفساً بهذه الخصال الفريدة يا هذا النبيل المحسن.. ستظل نبراساً للخلق الجميل.. نتذكرك ونتعلم من مدرستك.
اللهم ارحم عبدك أحمد محمد باجنيد واجعله في عليين مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
من مثل أحمد في الملا
في الجود والإحسان
أكرم به من محسن
جادت يداه بالإنعام
يا رب أكرم منزله
وجد عليه بالغفران
وأفسح له في جنة
يبقى النعيم بها وليس بفان
بقلم - د. محمد بن محمد باجنيد