تلقى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رسالة من الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع في سلطنة عمان تتضمن انضمام السلطنة للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
أصدرت بعد ذلك وزارة الخارجية العمانية بياناً ذكرت فيه أن سلطنة عمان قررت الانضمام إلى التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب.
وأكد البيان أن انضمام السلطنة إلى التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب يأتي في سياق الفهم المشترك بين الدول الإسلامية.
وعلى وجه الخصوص دور وقيادة وحرص المملكة العربية السعودية الشقيقة على أهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المناطق التي يسودها العنف الإرهابي المسلح.
وذكر البيان ان السلطنة سوف تبذل وكما كانت على الدوام كل الجهود مع الأشقاء والأصدقاء لتوفير بيئة إقليمية يسودها الأمن والسلام في هذه المرحلة التي يتوجب تعاون كل الأطراف لتحقيقها.
وقد ثمن الأمير محمد بن سلمان هذا الموقف وأعرب عن تقديره للقيادة في سلطنة عمان ودعمها لجهود المملكة العربية السعودية في قيادة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
إن انضمام السلطنة للتحالف الإسلامي له دلالات كثيرة ومن ضمنها أن موقف معظم الشعب العماني في التعاون والوحدة
مع الأشقاء الخليجيين والعرب والمسلمين.
فالحكومات تتأثر بمواقف شعوبها ويدل على أن السلطنة رأت بأن المملكة أثبتت جديتها وقوتها وحزمها في محاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية والدول التي تصدر وتدعم الإرهاب.
كما يدل ذلك على أن السلطنة أدركت في هذه الحالة بأن الحياد لم يعد ينفع لحماية أمنها.
فالسلطنة بدأت تشعر بخطر المشروع الإيراني الذي يصدر الجماعات الإرهابية لدول المنطقة فمن المعروف تاريخياً أن الفرس كانوا يحتلون عمان قبل الإسلام ولكنهم هزموا في معركة سلوت على يد مالك بن فهم الأزدي.
ونذكر الحملات الفارسية الكثيرة لاحتلال عمان في القرن الثامن عشر للميلاد والصراع العماني الفارسي على الخليج العربي.
فعمان في ذلك القرن بعد تحركات الفرس لاحتلال البحرين شعرت بالخطر الفارسي وأن الدور قادم عليها إن لم تتحرك لتحرير البحرين.
وفعلاً حاربت الفرس وحررت البحرين.
وأيضاً في نفس القرن وبعد تحريرها للبحرين أتجه الفرس لحصار البصرة واحتلالها وبعد هذا الحصار أستنجد أهل البصرة بالإمام أحمد بن سعيد
(جد السلطان قابوس
والذي برز في المسرح السياسي
أثناء إحدى الحملات الفارسية على عمان
وبويع بعد ذلك إمام على أهل عمان
وأستطاع بعد ذلك أن يسترجع المناطق العمانية المحتلة من الفرس)
ولبى الإمام هذا النداء وأرسل أسطولاً بحرياً كبيراً وضخماً مع آلاف الجنود
واستطاعوا أن يفكوا الحصار عن البصرة وحاربوا جنباً لجنب مع أهل البصرة.
وبعد فكهم لحصار البصرة كافأتهم الخلافة العثمانية
بأن ترسل لهم سنوياً جزءاً من خزينة البصرة.
فعمان انضمت حالياً للتحالف الإسلامي العسكري
بسبب إدراكها لخطر الجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة
ومن ضمنها الجماعات الإرهابية المرتبطة والمدعومة من إيران
والتي تهدد علناً بلاد الحرمين بالحرب والغزو
وتيقنت أنها إن لم تتحرك وتتعاون مع أشقائها الخليجيين والعرب والمسلمين
فإن الدور قادم عليها في هجوم هذه الجماعات الإرهابية عليها.
ومن الخطوات التي نفذتها عمان قبل انضمامها للتحالف الإسلامي
هو مشاركتها مع أشقائها الخليجيين في تحرير الكويت.
وانضمامها للتحالف الدولي لمحاربة داعش
ومشاركتها بمناورات رعد الشمال في شمال المملكة
وتصنيفها لحزب اللات اللبناني كمنظمة إرهابية مع دول مجلس التعاون.
وهي مؤشرات واضحة تؤكد حرص السلطنة على أمن واستقرار الدول الخليجية والعربية.
وانضمام عمان للتحالف الإسلامي هي إضافة إستراتيجية كبيرة لدول التحالف،
بسبب موقعها الإستراتيجي المهم وامتلاكها لجهاز استخباراتي قوي يستطيع من خلاله أن يفيد بالمعلومات لدول التحالف.
وأيضاً دول التحالف سوف تفيد عمان وتقف معها ضد أي خطر إرهابي يهددها.
وفي عملية محاربة الإرهاب يبقى تبادل المعلومات بين دول التحالف مهم جداً.
وبدأ التحالف عمله عبر إنشاء "مركز التحالف الإسلامي العسكري" في الرياض
وذلك من أجل تطوير الأساليب والجهود لمحاربة الإرهاب في العالم الإسلامي
ولتنسيق الجهود بين الدول المشاركة بهدف الارتقاء بالقدرات لمحاربة الإرهاب
وكل ما يزعزع أمن دول العالم الإسلامي.
يذكر أن سلطنة عمان تعد الدولة الواحدة والأربعين
التي تنضم للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.