أجدني أزداد هدوءاً كلما زاد الظلم فتكاً.. ! ففي اعتقادي أن الغلبة ليست بالصوت والضجيج بل بأناقة أفعال الصامتين!.
وليس بالضرورة أن يعقب كل هدوء صخب وعاصفة..! لربما تكون صيحة واحدة فإذا هم حصيداً خامدين !
إن أساليب القرآن الكريم وصور انتقام وبطش الله التي أهلك بها الظالمين لم تذكر عبثاً ولم يقص الله علينا كيف فتك بجبابرة الأمم السابقة بغير غاية ولا حكمة ...! بل هي منهاج حياة ، كما أن فيها عبرة وعظة وهي سنة الله في أرضه سنها لعقاب كل من نازع الله في ملكه وتسلط وأفحش في الظلم والجبروت ..
والسنن تتجدد والتاريخ يعيد نفسه كلما دعت الحاجة إلى عودته بنفس السطوة ومن نفس الخالق والإله الحكيم وعلى ذات الأرض التي اختارها الله للحياة واستخلف فيها ذرية آدم ليقوم الناس بالقسط إلى يوم ينفخ في الصور! .
وفي حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام خير عزاء ومواساة لكل مظلوم وفيه دليل على أن وعد الله حق وتأكيد على أن سنة الله في أرضه العدل وما ربك بظلام للعبيد جل في علاه.. يقول الصادق المصدوق فداه أبي وأمي : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)..!
فهل بعد هذا يأمن الظالمون؟! ولا شك أن الدنيا مليئة بالظلم ملبدة سماؤها بجبروت وقهر وطغيان بني الإنسان ذلك المخلوق من ذلك الماء المهين الحقير والذي يقرأ قول ربه صباح مساء :((وخلق الإنسان ضعيفاً))! وليس معنى استفحال الظلم أن العدل مات! ولكن العدالة "جولات" وللحق "صولات" تغيب هنا لتحضر هناك لأن الظلم هناك أشد فتكاً من هنا...
حتى إذا ما اشتد فتك الظلم هنا وبات ناضجاً للإبادة والمحو حضرت عدالة السماء بأيدي جند الأرض المسخرين من الله لإحقاق الحق وإزهاق الباطل وحينها سترى الظالمين يلعن بعضهم بعضاً ويدعون على أنفسهم وا ثبوراه وا خزياه..! وهنالك.. وبعد أن يضرب الحق بأطنابه ويهيمن على الأرجاء ويغشى المكان وينقر في الناقور على رؤوس الظلم وأهله تخشع الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا .. ويجلجل صوت العدالة مسمعاً الكون قولاً وفعلاً وحالاً مردداً ما قال رب الأرض والسماء مدبر الأمر اللطيف الخبير مالك الملك ذو الطول والحول والبطش والجبروت .. : ((وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً)).
كتبه/حسين عقيل
التعليقات 2
2 pings
سماح سالم الرشيدي
10/01/2017 في 9:35 م[3] رابط التعليق
الظلم ظلمات يوم القيامة .. وقد تكفل الملك الحق بنصرة المظلوم ( لأنصرنك ولو بعد حين ) فوعد الله صادق بنصر المظلوم ووعيده قادم بأخذ الظالم أخذ عزيز مقتدر فكن على ثقة واصبر واحتسب .. حفظك الله .
(0)
(0)
ولد سلمان
10/01/2017 في 9:51 م[3] رابط التعليق
انت تسوي فيها مظلوم وانت الظالم بعينه ظلمت أبناء الوطن الشرفاء وشهرت بهم والآن ربك يرد ظلمك وارجو ان تتعظ وتتوب وان لم تفعل فإن ربك بالمرصاد
(0)
(0)