العقول البشرية قسمها الصينيون إلى ثلاثة أنواع ( صغيرة - عادية - كبيرة ) ولكل عقل سمات واهتمامات .
سنبحر معاً في هذه العقول ونقرا سوياً مابين السطور :-
( العقل الصغير)
أصحابه شريحة من البشر هجرت همومها ، وطلقت اهتماماتها ، وأضحت تفكر في الآخرين !
قضت أغلب وقتها وأفنت معظم جهدها ، في تتبع أنفاس الآخرين ، ومعرفة أحوالهم..
لا يغمض لهم جفن ، ولا يزورهم حلم ، ولا يعانقون وسائد ، حتى يعرفوا أسرار الناس ، والاغتمام لنجاح الآخرين ، بل ويتجاوز ذلك إلى الكيد والمكر ، يتعقبون العثرات ويلتقطون الزلات ، ليصوروا الآخرين بصور مشوهه ، يبثونها بين أمثالهم ، في محاولة مستميتة لكبح جماح أهل النجاح !
( العقل العادي)
صاحبه كما تتركه تجده ، لا يخلو من آثار وأفكار سطحية,له قدوة من البشر يقتدي بهم ، يقتفي أثرهم !يصلي إذا صلوا ، ويغني إذا غنوا ، يحلل ما أحلوا ، ويحرم ماحرموا ، دون أن يفقه أبسط المعطيات التي يستنير بها ، لا جديد في حياته ، ولا يرى إلا حدود الجدار الذي أمامه ( إمعة )!
لا يتطلع إلى مستقبل ولا تهفو نفسه إلى تمييز ، ومع ذلك يجادل بلا علم ، ويصادم بلا حجه ، يرسم الآخرين في أفكاره الخاطئة والمظللة ويصدقها!
( العقل الكبير )
يحافظ على وقته ، يقرأ وينشد الفائدة ، في تقدم مستمر ، يحرص على الصحبة الصالحة المفيدة ، يطور نفسه ، يضع أهدافاً ويخطط لها ، يشارك الآخرين النجاح ، يفخر بالمبدعين ، يدعمهم ، ينتمي لهم.
العطاء غايته ، والإبداع مطيته.
فاحرص على أن تكون من أصحاب العقول الكبيرة ، طور من نفسك ، استثمر قدراتك ، اجعل للقراءة والإبحار في بطون الكتب حيزاً من يومك.. احرص على أن يكون يومك أفضل من أمسك وغدك أفضل من يومك ، أقراء كثيراً ، فالقراءة هي التنزه في عقول الآخرين ، والاستنارة بنور المستنيرين.
حاول ان تشغل نفسك بماذا قدمت وليس بما أخذت ، كن عظيما في أفعالك ، سامياً في أخلاقك ، امنح اكبر قدراً من وقتك للاهتمامات الكبيرة ، ثم التي تليها ، وستجد نفسك أنجزت أشياء أكبر مما كنت تتوقع ، وتبقى من وقتك متسعاً للأشياء الثانوية في حياتك كالترفيه عن نفسك وعن أسرتك ومن حولك...
دمتم بعقول كبيرة.
التعليقات 3
3 pings
ناطق بالحق
04/01/2017 في 4:46 م[3] رابط التعليق
كما اعتدناك دائما متميز في مقالاتك دمت في عقل كبير
(0)
(0)
ابو مالك
05/01/2017 في 12:22 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا فض قلمك ابا احمد، كلام جميل وعلى كل من له عقل كبير، والعطاء غايته والإبداع مطيته، لا ينسى ان يثق في نفسه وان يتجاهل فأن في التجاهل قوة قد تؤثر على مشاعر الخصوم ويتحول إلى قلق و خوف وترقب، وهذا من انواع الصبر الذي ورد في الآيه الكريمه:
“فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك ”
وهذا يحتاج فهم وإدراك لطبيعة الحياة التي نعيشها ويجب التغافل عن امور كثيره وهذا ليس إنهزام كما يعتبره اصحاب العقول الصغيرة بل صفه حميده، هي قمة الذكاء.
“ليس سيد قومه الغبي
لكن سيد قومه المتغابي”
في الختام ماقصرت ابا احمد كلام من واقع نعيشه بقلم محب للخير.شكراً.
والشكر موصول إلى صحيفة أضواء الوطن.
فجزاكم الله خير..
(0)
(0)
محمد بن جهز العوفي
05/01/2017 في 7:23 ص[3] رابط التعليق
ناطق بالحق.
ابو مالك ..
كل من مر منهنا ..
أسعدني جداً مروركم ، متمنياً ان أكون وفقت إلى مايرتقي لذائقتكم..
(0)
(0)