من الواضح ان لدينا مشكلة في تصوراتنا الذهنية لفهم مايجري أمامنا من أحداث يومية وتفسيرها بعقولنا التي غالبا ماتقونا إلى ظنون وشكوك ووسواس في اغلب أحوالنا.
وهذا ما أطلق عليه الكاتب Kenneth Craik التصور او النموذج الذهني في كتابة وصف الطبيعة في عام ١٩٤٣م.
وهل تعلم عزيزي القارئ؛ ان في اغلب أحوالنا نفكر بطريقة سالبة بحسب الأبحاث والدراسات الحديثة فان ٨٠ في المائة من تفكيرنا سلبي .
قال الله تعالى: ﴿كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦)﴾ [سورة العلق].
وقد تحوط حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم من هذه التصورات الذهنية السلبية والأفكار المنحرفة المستوطنة في
عقولنا بطبيعتها
فقال عليه الصلاة والسلام:
(( على رسلكما ـ أي تمهَّلا - إنها صفية بنت حُيَيّ زوجتي، وإنها أمكم صفية))
ـ وقال عليه الصلاة والسلام:
((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يخرج في قلوبكما شراً ـ أو قال ـ شيئاً ))
( رواه البخاري ومسلم ).
وهنا نتوقف ونسأل أنفسنا ماهي طبيعة تصوراتنا مع أهلنا وإخواننا وزملائنا وجيراننا وأفراد مجتمعنا في حياتنا اليومية بمجملها.
ففي ديننا العظيم مثلا يشترط لإقامة حد الزنا : ثبوته ، وذلك إما بشهادة أربعة رجال ، أو بالإقرار ، أو بظهور الحمل مع انتفاء الشبهة وانتفاء دعوى الغصب والإكراه على الراجح .
والدليل على اشتراط أربعة شهود : قوله تعالى : ( وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ) النساء/15، وقوله : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) النور/4 ، وقوله : ( لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) النور/13 .
وخلاصة القول : ان نتمهل ونحسن الظن ونلتمس للناس العذر ولانتسرع في الحكم على الآخرين دون أدلة دامغة وتثبت لكي لانخسر عزيز ولانظلم أنفسنا بظلمنا لاخوننا.
التعليقات 1
1 pings
محمد
03/01/2017 في 10:50 ص[3] رابط التعليق
أحسنت يا دكتور بندر، كتبت فأبدعت ?
(0)
(0)