إن تقدم أي أمة من الأمم يتأثر إلى حد بعيد بمدى التطور العلمي والتكنولوجي الذي تحرزه هذه الأمة ، وهذا التطور يعكس هو الآخر مدى كفاءة وفاعلية أنظمتها التربوية وسياساتها التعليمية.
والمعلم أهم عنصر من عناصر العملية التربوية فعلى كفاءته وفعاليته تعتمد اعتماداً كبيراً مخرجات النظام التربوي.
ويحتاج المعلم خلال عملة التربوي إلى من يأخذ بيده ويوجهه التوجيه السليم نحو أفضل السبل لأداء مهامه بكفاءة عالية.
والإشراف التربوي والإدارة التربوية تلعب دوراً في هذا المجال ، والمشرفون التربويون يمثلون مركزاً مهماً في الأنظمة التعليمية وأنظار العاملين في الحقل التربوي تتجه إليهم باعتبارهم خبراء مستشارين ومتخصصين في المناهج وطرق التدريس الحديثة وينبغي أن يطوروا ويحسنوا العملية التربوية عن طريق مساعدة وتوجيه المعلمين نحو السبل التي تزيد فعاليتهم وتنمي كفاءتهم ليعطوا إنجازاً أفضل في عملهم .
وللعلاقات الإنسانية التي يقوم بها المشرف التربوي أهمية بالغة حين يترجمها إلى واقع عملي بدلاً من الاقتصار على جانبها اللفظي فقط عن طريق التعرف على مشكلات المعلمين ورغبتهم وسلوكهم وبالإضافة إلى الدور الإنساني للمشرف التربوي هناك حاجه إلى تحديد النشاطات العلمية التي يجب أن يستخدمها المشرف التربوي لأن السمة العلمية ينبغي أن تكمل السمة الإنسانية.
والإبداع والابتكار في المجال التعليمي يعتمدان اعتماداً كبيراً على قدرة المشرف التربوي على الفهم العلمي والإدراك الواعي لإحداث التجديدات والابتكارات التي تمخضت عند البحوث العلميه في مجال التعليم.
وفي مجال القدرات الإشرافية لدى المشرفين التربويين يجب أن توضع قواعد وأسس علمية سليمة لتطوير هذه القدرات وأن تحدد واجبات المشرفين التربويين في ضوء أهداف واضحة ومبادئ موضوعية التعليم والتعلم حتى يتمكن المشرف التربوي في ضوء هذه الأهداف من وضع خطته التي ترمي لمساعدة المعلم وتوجيهه توجيهاً مقصوداً نحو الأهداف التربوية المنشودة.
ولا يقتصر عمل المشرف التربوي على الإشراف غير المباشر بل يتعدى إلى الإشراف المباشر لارتباطه العضوي في تحسين عمليتي التعليم والتعلم عن طريق رفع كفاءة المعلمين وتحسين طرقهم ووسائلهم التعليمية التي تنعكس على سلوك تلاميذهم.
وقد أظهرت البحوث الحديثة الدور الفعال الذي يقوم به المشرف التربوي في مجال التقويم. ويعتبر التقويم تقديراً لكفاءة المعلم وقياس مدى إنتاجيته ومقدار اهتمامه بما يوكل إليه من جهات وتأثير ذلك في سلوك تلاميذه ونجاحه قي أداء عمله.
والتقويم يعمل على تعريف وتحديد جوانب القوة والضعف في أعضاء الهيئة التعليمية كل على انفراد .
أما الأشراف فيستهدف استثمار جوانب القوة وتصحيح جوانب الضعف عند العاملين في المدرسة.
ولضمان إشراف تربوي فعال علينا تحقيق هدفين أساسيين:
1- تحقيق ضمان استمرارية البرنامج التربوي وإعادة تكييفه خلال فترة طويلة من الزمن.
2- تطوير بيئات مناسبة للتعليم والتعلم كطرق التدريس والجو النفسي والاجتماعي والمادي والجهود التربوية المختلفة.
أ.بدريه عبد الوهاب الشهري
قسم رياض الأطفال بإدارة تعليم النماص