لقد جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في كلمته التي ألقاها في مجلس الشورى في دورته الجديدة شاملاً وشفافاً وواضحاً وصريحاً أمام الشعب السعودي الذي يحبه مليكنا وشعبنا يبادله حباً أكبر وتحدث في كثير من الأمور التي تهم المواطن والعالم أجمع بصدق وبشفافية ، وسيكون منهج لمجلس الشورى يتبعه خلال دورته الجديدة ، وقد خاطب حفظه الله المواطنين والعالم ، وحدد السياسة الداخلية والخارجية للدولة تطرق من خلالها لعدة محاور أهمها :-
١/ محور الأمن :
وأن سياسة الأمن ترتكز على حفظه وعدم التفريط به والقبض على كل من يحاول الإخلال به ، فمتى ما تحقق هذا الأمن المهم للأوطان ولا يمكن الإستغناء عنه بأي حال من الأحوال في ربوع بلادنا ؛ فإن الرخاء والرفاهية والعيش الرغيد تتحقق للمواطن في ظلال الأمن ، وبدونه تنتشر الفوضى والقتل والخوف بين عامة الشعب ، وتلك حقيقة لا يمكن إنكارها ، فلا رفاهية بدون أمن ولا حياة بغيره ، فالأمن أساس الحياة وزيادة الإنتاج، وزيادةحركة الإقتصاد ، وزيادة معدلاته ؛ وارتفاع النمو والعيش الرغيد .
٢/ البنية التحتية :-
وهو من المحاور المهمة في خطابه وذلك بالسعي نحو تحسين الخدمات من ( كهرباء وتليفون ومياه وصرف صحي ) .
وكذلك مواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل .
فهما همان من الهموم الكبيرة يسعى حفظه الله لتحقيقها على الواقع ،
فتوفير الخدمات والبنية التحتية من الأشياء الضرورية التي يحتاجها المواطن لتكتمل رفاهيته ، ولكي يعيش حياةً كريمة بعيدة عن الضغوطات التي تعيشها حاليا معظم المجتمعات العربية والعالمية .
أما موضوع موائمة مخرجات التعليم مع السوق فهو أمر ضروري لمعالجة البطالة بين الشباب التي نعاني منها عشرة سنوات، ولم يتم معالجتها ، فمن الصعوبة بل من المحزن أن لا يجد الطالب المتخرج الوظيفة التي كان يحلم بها ؛ مما يساهم ذلك في خفض نسبة البطولة والمصيبة الأكبر ان لايجدها في بلده .
٣ / محور الاٍرهاب :-
سوف نواجه كل من يدعو للتطرف والغلو والتفريط بأمور الدِّين ؛
وسنتصدى للإرهاب، وأنه لن يكون هناك تساهل مع العابثين بأمن الوطن ومقدراته ومكتسباته في القادم من الأيام ، وتلك حقيقة واضحة، فنحن نحارب ظاهرة الاٍرهاب الدخيلة على مجتمعنا السعودي المسلم الذي يدين مثل هذه الأعمال الإجرامية ، ونحمد الله أن رجال أمن مكافحة الاٍرهاب يحققون إنتصارات باهرة ، ويفشلون الكثير من هذه الأعمال، ويقبضون على الإرهابيين في جحورهم ، وقبل أن ينفذو أعمالهم الدنيءية ،حيث أصبحت لديهم خبرة في التعامل مع الفئات الضالة الإجرامية ، والقبض عليهم في أوكارهم .
٤/ محور معالجة الظروف الصعبة
مررنا بظروف صعبة وخرجنا منها بإقتصاد قوي ومتين ، ونمو مستمر وذلك واقع عايشناه حاليا .
ففي خلال العامين الماضين تعرضت أسعار النفط لانخفاضات كبيرة بلغت النصف فانخفض سعر البرميل من النفط من ( ١٠٠) دولار - إلى (٥٠ ) دولار - فانخفضت معها الميزانية للعام الحالي بدرجة كبيرة حيث أن المملكة لها مصدر وحيد للدخل فقط تعتمد عليه هو ( النفط ) الذي يتأثر كثيرا بتقلبات أسعاره .
إضافة إلى الحرب مع الحوثيين والتكاليف الكبيرة والمدفوعة لتحرير اليمن ، وإعادة الشرعية لليمن ، ومحاربة الذين حاولوا الإعتداء على أرض الحرمين الشريفين ، فكان من الضرورة دخول هذه الحرب ، وما تكلفه من مليارات أثرت أيضا على الإيرادات ، مما يتطلب تنويع مصادر الدخل ورفع إنتاجية المجتمع .
٥/ محور الرؤوية والتحول الررؤوية المملكة : ( ٢٠٢٠ - ٢٠٣٠ ) م .
تهدف هذه الرؤية إلى رفع أداء مؤسسات الدولة لغد أفضل ، لتحقيق عيش كريم للشعب ، وإعادة هيكلة الإقتصاد ، وقد يكون بعضها مؤلما والتعامل مع التحديات بإيمان وعزيمة وإرادة صلبة تنطلق من تمسكنا بعقيدتنا الإسلامية السمحة ، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام .
٦ / محور الظروف الإقتصادية :-
فقد مررنا بظروف إقتصادية صعبة وخرجنا منها منتصرين ولله الحمد بإقتصاد قوي جدا ونمو مستمر للاقتصاد ، بإنخفاض بسيط للميزانية وبأقل من المتوقع بكثير ، وذلك للسياسة الإقتصادية الحكيمة مما جعلنا في وضع أفضل .
بل نحن من ضمن أكبر ( ٢٠ ) دولة إقتصادية ؛ وذلك يدعو للفخر والإنجازات ، وستتوالى إن شاء الله مستقبلا ، حيث يتولى حاليا ملف الإقتصاد وتطويره بصفة عامة وشاملة صاحب الفكر النير صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - ( ولي ولي العهد - وزير الدفاع والطيران ) - الذي له العديد من المبادرات المتعلقة بتطوير المملكة العربية السعودية ؛ ومن أهمها مبادرة التحول الوطني : ( ٢٠٢٠ ٢٠٣٠ ) م - والتي ستكون نقطة تحول في مستقبل المملكة ، بحيث تصبح دول متعددة الموارد ، بدلا من دولة تعتمد على مصدر وحيد وهو النفط؛ وتتاثر الميزانية بارتفاعه وانخفاضه .
٧ / محور الثوابت للسياستين الداخلية والخارجية :-
محور السياستين الداخلية أولا والقائمة على التمسك بالشريعة الإسلامية السمحاء ( كتاب الله وسنة رسوله ) - وعدم التفريط بها بأي حال من الأحوال ، وأن الإسلام ديننا الذي ارتضاه الله لنا وهو صالح لكل الأزمنة والأمكنة ؛ ولله الحمد
محور ثوابت السياسة الخارجية للمملكة المبنية وهو عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى؛ وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤوننا ، كما هي قائمة على التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي .
٨/ محور الأهداف الكبرى :-
ركز الخطاب على الأهداف الكبرى في أكثر من مجال إجتماعي وسياسي وإقتصادي وعالمي ، ليعد وثيقة عمل لمجلس الشورى خلال رحلته في التعامل مع قضاياه ومواضيعه التي يرغب دراستها وطرحها ووضع الحلول لها
فهو منهج وخطة وخارطة ايضا ، لعمل المجلس مقننة ومنظمة للوصول للأفضل والأنسب للمجتمع السعودي للسنة القادمة ، فهو خطاب جامعا وشاملا وحمل مضامين مهمة ومعاني نبيلة في كافة المجالات .
ختاما هو خطاب رائع بمعنى الكلمة
وكله ركز على عدة محاور سياسية ومهمة للمملكة ولمستقبلها الواعد ، والذي سيكون إن شاء الله مستقبلا مشرقا بفضل من الله ،ثم بفضل من السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك /سلمان بن عبد العزيز - وسمو ولي عهده الأمير / محمد بن نايف - ( وزير الداخلية ) وولي ولي عهد الأمير / محمد بن سلمان - وفقهم الله وسدد خطاهم لما يحبه ويرضاه انه سميع مجيب .
سمير علي خيري
والكاتب الإعلامي والصحفي