احترت بمن أبدأ هل أبدأ بحيدر العبد الله الشاعر أم حيدر العبد الله الشيعي ؟ فالاختلاف كبير لان حيدر الذي ألقى قصيدته ذات الكلمات المنمقة والصوت المنساب أمام الملك سلمان كان شاعرا , أما حيدر الذي ذاع صيته  في مواقع التواصل فكان شيعيا صرفا . ليس لأنه يعتنق المذهب الشيعي ولكن لان من تناول النقد كان يتناوله من زاوية طائفية بحته وأكاد أجزم أن حيدر لو كان فلاح أو مناحي أو مشبب لاختلف النقد مئة وثمانون درجة , بل إننا سنسوق الأعذار تلو الأخرى حتى نخرجهم من مأزق الصوت الناعم .
استعيذوا بالله من هذه الطائفية النتنة التي شرخت ولا تزال جسد الأمة الإسلامية الطاهر , أقول استعيذوا بالله واطردوا شياطين الإنس قبل شياطين الجن الذين لأهم لهم ولا شغل إلا تصنيف خلق الله فهذا شيعي وهذا شريف وهذا قصمنجي وهذا نخولي وذاك إسماعيلي وهكذا حتى باتت خارطة الوطن في نظرهم ضيقة لاتتسع إلا لهم فقط ومن يرضون عنهم .
الوطن ياسادة ياكرام أكبر من قبيلة وأوسع من مذهب وأشمل من عرق حدوده ضمت كل القبائل واقل المذاهب وبعض التيارات , أرضه احتضنت العالم والعابد واللاجئ والمتواضع والمكابر وقبل ذلك المواطن , فكان واحة آمنة للعالم الإسلامي وملاذا منشودا لهم . كيف نأتي بعد هذا  ونسل أقلامنا وألسنتنا على بعضنا بغية الهمز والتنقص والنكت , وعلى أية حال فقد تجاوز حيدر كم ( الطقطقة ) الهائل واقتنص الفرصة وسجل ( سكنانا ) كعلامة تجارية وربح الجولة أما من يئن الآن فهو الوطن الذي اتسع للشامتين والرابحين ولكنهم أحزنوه .. لك الله ياوطن