بحضور كوكبة من النجوم في سماء صناعة السينما العربية والعالمية، أسدل الستار مساء أمس على فعاليات الدورة الـ13 لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، بعد ثمانية أيام حافلة بالاحتفاء بالسينما، جذبت أنظار العالم إلى مدينة دبي، حيث حصدت هذه الدورة الاستثنائية إعجاب الجمهور بمختلف أطيافه، بتشكيلة أفلامها المميزة، والاحتفالات المدهشة التي رافقت الحدث، بالإضافة إلى العروض الساحرة على السجادة الحمراء لمشاهير السينما العالمية والعربية، والإقليمية، كما حازت الجلسات النقاشية، والندوات على اهتمام الجميع، بالإضافة إلى تكريم أفضل المواهب السينمائية المتميزة إقليمياً وعالمياً.
تعليقاً على ختام الدورة الـ13 من المهرجان، قال عبدالحميد جمعة، رئيس «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «على مدى الثمانية أيام الماضية، أمكن لنا من حصد إعجاب الجمهور، وأسر خياله، بالتشكيلة الرائعة المتنوعة لأفلام هذا العام، التي وحدت شرائح الجمهور بمختلف توجهاتها وثقافاتها، تحت مظلة واحدة، لتعزيز التعرّف على الثقافات والحضارات المختلفة. نتشرّف بدعم صنّاع السينما الموهوبين، الذين يروون قصصهم بطريقة فريدة، تترك أثراً في نفوس المشاهدين من مختلف نواحي الحياة، وهذه هي قوة السينما الحقيقية، وأحد أكثر الأمور المجزية في المهرجان».
وصلت حماسة المهرجان هذا العام إلى أوجها بحفل ختامي مميز، وأمسية ساحرة، مع العرض الأول والحصري في المنطقة للعمل السينمائي المُرتقب، ورائعة المخرج والمنتج والكاتب الشهير غاريث إدواردز «روج وان: قصة حرب النجوم»، وهو أول عمل مستقل ومنفصل عن سلسلة أفلام «حرب النجوم» الشهيرة، والمغامرة الجديدة كلياً من إنتاج «لوكاس فيلم». يضم الفيلم كوكبة من أشهر النجوم العالميين، ومنهم فيليسيتي جونز، ودييغو لونا، وبن مندلسن، ودوني ين، ومادس ميكالسن. ويتحدّث عن مرحلة ما بعد تأسيس امبراطورية المجرّة، حيث يخطط مجموعة من الثوار للقيام بمهمة بالغة الصعوبة، وهي سرقة المخططات الخاصة بـ«نجمة الموت»، وهو السلاح الفتّاك الذي تمتلكه الامبراطورية ذو القدرة التدميرية العالية. وسيلهم الأبطال المحتملون الجمهور حيث سرعان ما سيكتشفون قدرتهم على تحقيق أشياء غير عادية تتخطى توقعاتهم.
تواصل حماس الليلة الختامية للمهرجان، حيث انتقل سحر الشاشة الفضية إلى السجادة الحمراء، بمشاركة نجوم الفيلم والشخصيات المحبوبة الذي انضموا إلى النجوم المحلية والعربية والعالمية على عروض السجادة الحمراء، فيما ارتدى الجمهور المتحمّس ملابس شخصياتهم المفضلة لفيلم «حرب النجوم»، ما أضفى مزيداً من الإثارة على أحداث الليلة.
في هذه المناسبة، قالت شيفاني بانديا، المدير الإداري لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «انضمت دورة هذا العام من المهرجان إلى سلسلة النجاحات التي حقّقها خلال السنوات الماضية، حيث حفلت دورة هذا العام بالعديد من العروض الساحرة، وفعاليات السجادة الحمراء المُبهرة، وجلسات الحوار المفتوحة مع أهمّ المواهب السينمائية، بالإضافة إلى العروض الخاصة. بالإضافة إلى كل ذلك، لم يغفل «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن هدفه الرئيسي بتسليط الضوء على صنّاع السينما العرب، ودعم نموّ الصناعة محلياً وإقليمياً. كما يتيح المهرجان المجال لصناع الأفلام المحليين لعرض أعمالهم دولياً، بالإضافة إلى مقابلة والتعلّم من أفضل صنّاع السينما العالميين خلال المهرجان، ويُعدّ دعم هذا التطوّر هو صميم هدف المهرجان، ومع ختام الدورة الـ13 هذا العام نفخر بأن نقول بأننا سنعمل دائماً على الوفاء بهذا الهدف».
وخلال اليوم الختامي كشف «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن أسماء الفائزين بجوائز «المهر»، في حفل أُقيم في مسرح مدينة جميرا، حيث حازت مجموعة واسعة من الأفلام المستحقة على الجائزة المرموقة، التي قدّمها الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم. وفاز ياسر النيادي ضمن مسابقة «المهر الإماراتي» بجائزة «أفضل مخرج» عن فيلمه «روبيان»، فيما فاز بجائزة «أفضل فيلم إماراتي طويل» المخرج عبدالله الكعبي عن فيلمه «الرجال فقط عند الدفن»، وحصلت شذى مسعود عن فيلمها «مَمْسوسْ» على جائزة «أفضل فيلم إماراتي قصير». وضمن مسابقة «المهر القصير» فازت بجائزة «لجنة التحكيم» فيلم «صبمارين» للمخرجة مونيا عقل، وبجائزة «أفضل فيلم قصير» فيلم «خلينا هكا خير» للمخرج مهدي البرصاوي، وحصل على جائزة «المهر الخليجي القصير» فيلم «فضيلة أن تكون لا أحد» للمخرج بدر الحمود، وفاز بجائزة «لجنة التحكيم» فيلم «300 كم» للمخرج محمد الهليل.
وفي مسابقة «المهر الطويل» حصلت المخرجة إليان الراهب على جائزة «لجنة التحكيم» عن فيلم «ميّل يا غزيّل»، وفاز بجائزة «أفضل فيلم غير روائي» فيلم «مخدومين» للمخرج ماهر أبي سمرا، وعلى جائزة «أفضل فيلم روائي» فيلم «العاصفة السوداء» للمخرج حسين حسن، وفاز محمد حمّاد بجائزة «أفضل مخرج»عن فيلمه «أخضر يابس»، فيما حصل علي صبحي على جائزة «أفضل ممثل» عن دوره في فيلم «علي معزة وإبراهيم»، وحصلت جوليا قصّار عن دورها في فيلم «ربيع» على جائزة «أفضل ممثلة».
وقدّمت مسابقات المهر دعماً قوياً لتعزيز تميّز الأعمال الفنية في العالم العربي وحول العالم، الأمر الذي أسهم في شهرة عدد من صناع الأفلام عالمياً، وذلك منذ انطلاق جوائز «المهر»، في العام 2006.
وفي جوائز سامسونج للأفلام القصيرة حصل فيلم «في قوقعتك» للمخرجة إيلينا كوفالينكو على جائزة المركز الأول، فيما ذهبت جائزة المركز الثاني لفيلم «تذكرني» للمخرج نبيل شودري، بينما حصل فيلم «إنفينيتوم» للمخرج كيريل كريباك على جائزة المركز الثالث.
أما المخرجة إيمان السيد فحصلت على جائزة «استوديو الفيلم العربي لكتابة السيناريو» عن فيلم «بطانية»، فيما فاز خالد المحمود وإيمان العمراني وسعيد الظاهري وصابرينا البناي على جائزة وجوه مميزة من المهرجان.
في هذا الشأن، قال مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «تزداد صعوبة المنافسة عاماً بعد الآخر، حيث يسعى صنّاع الأفلام بكل جهد للبحث عن رؤىً فريدة لعرض قصصهم المعاصرة، فيما ارتفعت معايير التقييم هذا العام، مع الاختيارات الممتازة للأعمال ذات الجودة العالية، وبالتأكيد صعب ذلك مهمة لجنة التحكيم لاختيار الفائزين بجوائز «المهر». نيابة عن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» أهنئ الفائزين المستحقين الذين ساهمت رؤيتهم المبدعة في إثراء وإمتاع وتثقيف الجمهور عن طريق الأفلام، كما يفخر المهرجان بدعمه للمواهب العربية خلال رحلتهم نحو النجاح. كما أتقدّم بالشكر الجزيل لجميع صناع الأفلام المشاركين الذين أثروا المهرجان بأعمالهم، كما أتمنى لهم جميعاً مستقبلاً مشرقاً، وأتطلع بلا شك لرؤية نجاحاتهم على المستويات العالمية».
والتزاماً بتعزيز نمو صناعة السينما المحلية والدولية، وزّع «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عدداً من الجوائز لمجموعة مختارة من المبدعين تقديراً لجهودهم الاستثنائية في دعم المهرجان. وحصل فراج أشر على جائزة الصحافي الشاب عن اجتهاده في إعداد الأخبار من أرض المهرجان، وذلك بدعم من الصحيفة الرائدة في المنطقة «غلف نيوز». فيما فاز ميشيل بوجناح بجائزة «الجمهور من بنك الإمارات دبي الوطني» وقدمها له لبنى قاسم، المستشار القانوني الرئيسي العام وأمين سر الشركة للمجموعة عن فيلم «أعمق المشاعر»، وكان ذلك بناء على رأي جمهور «مهرجان دبي السينمائي الدولي» المتنوع.
وخطفت المخرجة دارين سلام الأضواء مع حصولها على «جائزة وزارة الداخلية لأفضل سيناريو مجتمعي»، بقيمة 100 ألف دولار، نظراً إلى إلقاء فيلمها الضوء على المشاكل الاجتماعية بطريقة مُبتكرة وهادفة، وقدم لها الجائزة الرائد/ دانة حميد، مدير مكتب ادارة المشاريع والخدمات المشتركة مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل بالانابة.
كما حُدّدت مواعيد «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، للعام المقبل، في دورته الـ14 بين 6 و13 ديسمبر 2017، في مدينة جميرا، مقرّ «مهرجان دبي السينمائي الدولي.»
حقّق «مهرجان دبي السينمائي الدولي» نمواً باهراً منذ انطلاقته في العام 2004، حيث أضحى منصّة مميزة للفنانين الموهوبين من المنطقة، لعرض أعمالهم من خلالها. وانبثق منه «سوق دبي السينمائي»، لتوفير التمويل لمرحلتي الإنتاج وما بعد الإنتاج، ودعم المخرجين الناشئين في المنطقة.